(موقع” راديو فرنسا الدولي- rfi”, ترجمة:أسماء بجاش-سبأ)

سيطر الحوثيون قبل خمس سنوات على العاصمة اليمنية صنعاء, ومنذ ذلك الحين، تأثر الصراع في البلد بالعديد من الجهات الخارجية الفاعلة: إيران, والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة, وإلى اليوم لا يزال سكان العاصمة صنعاء يعيشون تحت وطأة الحصار في خضم هذه الحرب التي حملت أبعاد دولية.

يرى الباحث شمس شمسان من مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية, أنه على الرغم من سنوات الحرب الطوال يحاول السكان المدنيون البقاء على قيد الحياة وجعل أصواتهم مسموعة رغم هدير المدافع ودوي الانفجارات جراء الغارات الجوية التي تمطر على البلد منذ اواخر مارس من العام 2015.

“نطالب برفع الحصار الاقتصادي”

كما أشار الباحث إلى أن  عملية النزوح أصبحت معقدة للغاية مع تعدد نقاط التفتيش التي أقامتها مختلف الميليشيات, فإلى جانب هذه العوائق، فإن انهيار القطاع الاقتصادي يلامس قلب المعاناة اليمنية, ففي صنعاء، لم يعد موظفي  الخدمة المدنية يتقاضون رواتبهم, ناهيك عن الانهيار الاقتصادي الذي أثقل كاهل هذا الشعب, فالحرب حرصت على أن تطرق كل باب في هذا البلد, فالحرب لم تعد مجرد طائرات تقصفنا وتأخذ كل ما لدينا, فالموطن اليمني جرد من ابسط حقوقه “راتبه الشهري” مصدر رزقه الوحيد, وهذا يعني أن الجوع غير من الديناميكية المحلية  في اليمن, حيث أدى إلى المزيد من العنف في المجتمع اليمني.

إن ما نطالب به قبل كل شيء هو رفع الحصار الاقتصادي على اليمن, حيث كان الهدف الرئيسي لهذا الحصار الذي تفرضه دول التحالف العربي بقيادة الرياض هو منع دخول الاسلحة إلى المتمردين الحوثيين, بيد أن هذا الحصار ألقى بظلاله على المواد الغذائية, في حين أن معدل الأسلحة  في تزايد مستمر.

سيل اللعاب على مكامن النفط الحضرمية:

تحتل محافظة حضرموت 35٪ من اجمالي الأراضي اليمنية, وهذا هو المكان الذي يتي منه السواد الأعظم من النفط والغاز في البلد, كما أن هذه المناطق تهوى إليها أفئدة الجماعات الإرهابية, وبالإضافة إلى كونها منطقة غنية بالنفط، فهي ترتبط ايضاً في الواقع بخليج عدن أحد أهم نقاط عبور التجارة البحرية الدولية.

ففي الفترة بين عامي 2015- 2016, تمكن أهالي حضرموت من طرد مقاتلي تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الاسلامية أو ما يعرف بتنظيم داعش، بما في ذلك من مدينة المكلا الساحلية، بمساعدة من قوات التحالف العربي, ولكنهم لم يتلقوا مساعدة الكافية, واستمر مسلسل الاهمال, حيث  ركز التحالف العربي في السنوات الأخيرة من الحرب بشكل أساسي على معركته مع المتمردين الحوثيين.

يقول  محمد الخيتري احد سكان محافظة حضرموت أن بسبب الوضع الاقتصادي المتدني الذي يعاني منه السكان المدنيون, وجد الشعب اليمني نفسه بين مطرقة الفقر المدقع وسندان التنظيمات الإرهابية, كما يعيش اليوم تنظيم القاعدة وداعش فترة استراحة محارب, فهم  في الجبال يراقبون ما يحدث عن كثب ويخططون للمستقبل, ما يُخيفني بالفعل هو إذا انهارت الدولة في نهاية المطاف أو إذا بدأت القوات الإماراتية والسعودية في الانسحاب بشكل مفاجئ، فسيتم ملء الفراغ من قبل تنظيمي القاعدة وداعش, أنا أعلم أنني سوف الموت، لكنكم  سوف تتأثرون, حيث سيعاني المجتمع الغربي أيضاً من ارتفاع أسعار النفط, لدرجة أن أكواب القهوة ستكلف 50 يورو.

* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.