اليمن يُجبر "إسرائيل" على نقل ميناء أمّ الرشراش
السياســـية: تقرير || صادق سريع*
"إسرائيل تبدأ تنفيذ خطة نقل ميناء أمّ الرشراش إلى المشروع الجديد (مرفأ القناة قرب منطقة العقبة)"، هذا ما كشفته صحيفة "كالكاليست" العبريّة.
وقالت: "إن هدف المشروع البحري الجديد - وغير الرسمي باسم ميناء القناة - إنشاء مرفأ بحري بديل لميناء أمّ الرشراش المحتلّ من خلال حفر قناة بحرية متصلة بالبحر الأحمر بين حدود منطقتي العقبة وبرك الملح".
وأضافت: "رجل الأعمال الصهيوني شلومي فوغل، المقرب من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، يحاول إنقاذ اقتصاد الكيان باستغلال الموقع لإنشاء الميناء الجديد كمشروع إستراتيجي، بديلاً عن ميناء أمّ الرشراش المتوقّف بشكل كامل بسبب الهجمات اليمنية المساندة لغزّة ضدّ 'إسرائيل'".
وتابعت: "وزارة المواصلات استعادت خطة قديمة لنقل ميناء أمّ الرشراش إلى منطقة بين حدود الأردن وبرك الملح، لإنشاء ميناء القناة، بحفر قناة بطول 3.6 كيلومترات وعرض 200 متر داخل البحر الأحمر، لاستقبال الحاويات والسفن الكبيرة".
وأكدت أن المشروع يتجاوز كونه خطة اقتصادية إلى كونه مشروعًا عقاريًا ضخمًا يهدف إلى تحويل الميناء القديم إلى منطقة فنادق ومراكز ترفيهية، واستغلال الأراضي المحيطة بالقناة لتشييد مجمّعات سكنية وسياحية فاخرة.
وعلّقت بالقول: "بينما لا يزال ميناء أمّ الرشراش 'الإسرائيلي' مغلقًا، يعتقد مطوّرو المشروع أن مشكلة اليمنيين قد تُحلّ بحلول موعد افتتاح الميناء المتوقع بعد نحو عقد من الزمن".
ونقلت عن شلومي، مالك مجموعة "أميا ومسفنوت إسرائيل"، قوله: "لديّ البحر والمساحات والنفط البشري، فقط يجب أن نبدأ العمل، فإيلات تضيع منذ عقود".
برأي خبراء الاقتصاد في "كالكاليست" - وهي صحيفة اقتصادية واسعة الانتشار في الكيان - فإن خطة المشروع تحوّلت إلى "صفقة ظل" تجمع بين المستثمرين المقربين من نتنياهو ومسؤولين كبار بوزارة المواصلات، وسط غياب تام لأي دراسة جدوى اقتصادية واضحة.
وأكدوا أن مشروع القناة الجديد عبارة عن رقع فكرية جُمعت على مدى 20 عامًا دون خطة تمويل محدّدة، هدفها منح امتيازات طويلة الأمد لهوامير القطاع الخاص مقابل بناء المشروع وتشغيله، ما يعني خصخصة آخر الأصول الحيوية للكيان.
ونفّذت القوّات المسلحة اليمنية (القوّة الصاروخيّة وسلاح الجوّ المسيَّر) 1,835 عمليّةً بالصواريخ والطائرات والزوارق المسيّرة في المعركة العسكريّة ("الفتح الموعود" و"الجهاد المقدّس")، التي أعلنتها صنعاء نهاية 2023 لإسناد غزّة ضدّ العدوان والإبادة والتجويع الصهيو - أمريكيّ.
جدعون يقرّ: ميناء أمّ الرشراش مشلول
في الحدث ذاته، أقرّ المدير التنفيذي لميناء أمّ الرشراش المحتلّ، جدعون جولبر، بأن الميناء ما يزال مشلولًا بعد تكبّده خسائر كبيرة بسبب الحظر البحري اليمني والهجمات اليمنية.
وقال لموقع "واي نت" العِبري: "إن الميناء بحاجة إلى 'صورة نصر' لإعادة تشغيله واستعادة الثقة، فلا تزال الأضرار الاقتصادية واضحة رغم توقف الهجمات العسكرية من اليمن".
وأضاف: "أصبحت أغلب السفن التجارية تتجنّب الرسوّ في موانئ 'إسرائيل'، مما سبّب توقف حركة الاستيراد والتجارة وسط غياب مؤشّرات أي حلول قريبة".
يُشار إلى أن اليمن استهدف في معركة إسناد غزّة 228 سفينةً تجاريةً وحربيّةً معاديةً، وأطلق 1,300 صاروخٍ ومسيّرةٍ على الكيان، وأغلق ميناء "أمّ الرشراش"، وأغرَق أربعَ سفنٍ انتهكت قرار الحظر، وأسقط ثلاثَ مقاتلاتٍ أمريكيةً من نوع "F-18"، و26 مسيّرةً من نوع "MQ-9"، منها 22 في معركة "طوفان الأقصى"، وأربعٌ أثناء العدوان الأمريكي -السعوديّ.

