بقلم : آدم تايلور

(صحيفة ” الواشنطن بوست” الامريكية ، ترجمة: نجاة نور – سبأ)

 

أسفرت سلسلة من الهجمات المشتبه بأنها نفذت بطائرات بدون طيار يوم السبت الماضي، والتي استهدفت بعض المنشآت النفطية في المملكة العربية السعودية، عن انفجارات وتصاعد أعمده اللهب، مما أدى إلى انخفاض إنتاج المملكة من النفط لأيام. الآن، يتم طرح أسئلة حول مدى الضرر وكيفية تنفيذ الهجوم, ومع ذلك، يضل السؤال الأبرز عن هوية المسؤول عن الهجوم.

أعلن الحوثيون في اليمن، من قلب الحرب الأهلية ضد القوات المدعومة من السعودية، مسؤوليتهم عن الهجوم وهددوا بهجمات إضافية.

لكن المسؤولين الغربيين والسعوديين، شككوا في هذه المزاعم قائلين أن الهجوم لم ينطلق من اليمن, مشيرين بدلاً من ذلك إلى الداعم المعروف للحوثيين إلا وهي إيران.

وزير الخارجية الأمريكي “مايك بومبو” قال في تغريده له “وسط كل الدعوات لوقف التصعيد شنت إيران, الآن هجوما غير مسبوق على امدادات الطاقة في العالم “لا يوجد دليل على أن الهجمات جاءت من اليمن”.

العلاقة بين إيران والحوثيين ليست بسيطة وطالما وجهت لها أصابع الاتهامات من جميع الجهات.

من هم الحوثيون؟

انطلاقًا من شمال غرب اليمن، ظهر الحوثيون للمرة الأولى على الساحة الدولية في العام 2015، عندما ساعدوا في الإطاحة بحكومة الرئيس اليمني والحليف الإقليمي للولايات المتحدة عبد ربه منصور هادي. ومع ذلك، فإن تاريخهم يعود إلى أوائل التسعينيات، عندما اُنشآت مجموعة تسمى (الشباب المؤمن) لزيادة الوعي بفرع الزيدية حسب المذهب الشيعي للإسلام، الذي سيطر على اليمن لعدة قرون ولكن تم تهميشه بعد حرب أهلية اندلعت في العام 1960.

بدأ حسين الحوثي، أحد قادة الشباب المؤمن في تنظيم احتجاجات مناهضة للولايات المتحدة بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على العراق في العام 2003، وعندما قُتل الحوثي على يد القوات الحكومية في عام 2004، عمل مؤيدوه على تسمية جماعتهم باسمه من بعده واستمروا في ذلك، ثم تحول من الاحتجاج الديني إلى التمرد المسلح.

شارك الحوثيون في العام 2015 في الحرب الأهلية التي جابت اليمن، وبشكل اساسي مواجهتها ضد أنصار هادي الذي يدعمه تحالف دولي تقوده السعودية.

ما هي صلاتهم بإيران؟

يبدو أن الدعم الإيراني للحوثيين قد زاد بمرور الوقت, لكن خبراء في شبكة الوكلاء الإيرانيين يقولون أن الحوثيين أقل اعتماداً على طهران للحصول على الدعم المالي والعسكري وصنع القرار.

على الرغم من أن الحوثيين بدءوا كحركة محلية بالدرجة الأولى، كما أن الفرع الزيدي للإسلام الشيعي يختلف اختلافاً كبيراً عن الفكر الديني لجمهورية إيران الإسلامية، إلا أن الجماعة جزء من شبكة واسعة من الفصائل المسلحة المدعومة من طهران في الشرق الأوسط.

تضمنت برقية دبلوماسية تم اصدرها عام 2009 أرسلتها السفارة الأمريكية في صنعاء إنه على عكس مزاعم الحكومة اليمنية بأن الجماعة كانت تسلحها إيران، يذكر معظم المحللين أن الحوثيين يحصلون على أسلحتهم من السوق السوداء اليمنية ومن الجيش اليمني.

أجرت صحيفة الرويترز في العام 2017 مقابلة مع مسؤول إيراني لم يُكشف عن اسمه قال إن فيلق الحرس الثوري الإسلامي عقد اجتماعاً لمناقشة سبل “تمكين” الحوثيي, وقال “في ذلك الاجتماع، أنهم وافقوا على زيادة حجم المساعدة، من خلال التدريب والأسلحة والدعم المالي”.

أصدرت إيران نفياً رسمياً لاتهامات بأنها من تقوم بتسليح الحوثيين، لكن شحنات الأسلحة التي تم اعتراضها في البحر العربي تم العثور فيها على بنادق وقاذفات صواريخ وصواريخ موجهة ومضادة للدبابات وذخائر يبدو أنها كانت في طريقها من إيران إلى اليمن من أجل الحوثيين.

هل سبق للحوثيين استهدف السعودية من قبل؟

نعم, منذ بدء الصراع في اليمن، سعى الحوثيون إلى الانتقام من السعودية لدورها البارز، من خلال شن هجمات على الأراضي السعودية, في العام الماضي، قال مسؤولون سعوديون أنهم اعترضوا أكثر من 100 صاروخ باليستي تم إطلاقها من المناطق التي تقع ضمن السيطرة الحوثي.

هاجمت طائرات مسلحة بدون طيار محطات ضخ النفط غرب الرياض في مايو وتسببت في أضرار جسيمة, بينما أدى الهجوم على مطار أبها في الجنوب إلى إصابة 26 شخص في يونيو الماضي.

لكن هجوم السبت وقع مباشرة في قلب مركز منشآت إنتاج النفط في السعودية، مما جعل هذه العملية أكثر تطوراً بكثير مما كان معروفًا لدى للحوثيين في الماضي, حيث وقعت الغارات في منطقتي خريص وبقيق على بعد أكثر من 500 ميل من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، باستخدام ضربات دقيقة لإحداث أكبر قدر من الضرر.

ماذا لو لم يفعل الحوثيون ذلك؟

أدت الدلالات المقدمة للهجوم إلى تأكيدات بأنه لم ينفذ من اليمن ولكن تم تنفيذه بواسطة وكلاء إيرانيين في العراق أو حتى إيران نفسها.

ليس من الواضح سبب اصرار الحوثيين على تبني الهجوم قد يكون جزءاُ من إستراتيجية إقليمية من قبل إيران وحلفائها يحاولون فيها زرع الفوضى، على الرغم من أن العديد من المحللين جادلوا في الماضي بأن الحوثيين وبدافع من مخاوف محلية يتصرفون بشكل مستقل عن إيران عندما يرغبون في ذلك.

وفي تغريده للرئيس ترامب قال :”الآن يقولون أنهم لا علاقة لهم بالهجوم على المملكة العربية السعودية, وقبل إضافة سؤال متذبذب “سوف نرى؟”

* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.