سِياسِيٌّ مِنْ تُونُس: الْيَمَنُ أَجْبَرَ "إِسْرَائِيلَ" عَلَى وقَفِ عُدْوَانِ غَزَّةَ
السياســـية: تقرير || صادق سريع*
"'أمميون مفعمون بالعزة القومية' تربينا على هذه المقولة في حزب العمّال التونسي، نرفض الظلم والاستعمار، نربي شبيبتنا على حب فلسطين، وأنها عربية، وعلى حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على كل أرض فلسطين التاريخية وعاصمتها القدس"، هكذا قال عضو حزب العمال التونسي سليمان غزالي.

وأضاف: "إسناد اليمن النوعي والثابت والمتصاعد لغزة، ضد العدوان الصهيوني، كسر شوكة الصهاينة وأجبرهم على مراجعة حساباتهم والجلوس على طاولة المفاوضات ووقف عدوانهم وفقاً لشروط المقاومة".
وتابع: "موقف اليمن مع غزة غيّر المعادلة وأربك الكيان الصهيوني ووجّه له ضربة اقتصادية قاسية له بالسيطرة على البحر الأحمر وفرض حصار بحري إستراتيجي خانق على سفن الملاحة الإسرائيلية".
وأكد: "لقد تفاجأت، مثل أي تونسي، من جاهزية اليمن وتطور قدراته العسكرية، رغم معرفتي أن اليمني محارب شجاع، ومتشبع بقيم العروبة، ومناصر للحق، وعلى درجة متقدّمة من الوعي بخطورة الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية على المنطقة".
وقال في حوار لموقع عرب جورنال": "اليمن طوّر قدراته العسكرية بالعلوم التقنية ليفاجئ العالم بقدراته على بلوغ أم الرشراش المحتلة، وما بعدها، بالصواريخ الفرط صوتية التي جعلت منظومة 'حيتس' و'مقلاع داود' و'القبة الحديدية' في مهبّ الريح".
وأضاف: "التطور العسكري المذهل لجيش اليمن العزيز كان مفاجأة نوعية حطّمت الصورة النمطية للاحتلال وقهرت أسطورة 'الجيش الذي لا يقهر'، ومرَّغت أنوفهم في التراب، وكان مصدر فخر للعرب والمسلمين".
وتابع: "أَبْهَرَتنِي قدرات اليمن في السيطرة على البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وفرض حصار بحري تام على العدو، حَرَمَه الدعم العسكري الثقيل خاصة، ووضعه في ضائقة اقتصادية خانقة".
وزاد: "أثبت درس وحدة الساحات والتنسيق بين جبهات المقاومة التي فرضت معادلات ردعية جديدة عقّدت مغامرات دول العدوان، أن الشعوب قادرة على الدفاع عن نفسها وإفشال المخططات التوسعية للإمبريالية الصهيونية والأمريكية".
وأعلن اليمن، نهاية 2023، إسناد غزة عسكرياً، ونفّذ خلالها 1,835 عملية بالصواريخ الباليستية والمجنّحة والفرط صوتية والطائرات والزوارق المسيّرة، دعماً للمقاومة الفلسطينية في القطاع ضد عدوان الإبادة والتجويع الصهيو - أمريكي.
السياسي غزالي اعتبر اتفاق غزة إنقاذاً لما تبقى من الكيان، من عربدة اليمين الصهيوني المتطرف، ومن عنجهية نتنياهو وحساباته السياسية "الأنانية"، فأمريكا تريد لذراعها أن تبقى في المنطقة لاعباً تُحرك بها النعرات وتشق بها الصف العربي، وذريعة للتدخل والهيمنة على ثروات وأسواق المنطقة.
وقال: "اتفاق غزة هو انتصار فلسطيني يكبّل أهداف الكيان الصهيوني، حيث أحبط مخططات التهجير وضم الأراضي، ويثبت بقاء غزة فلسطينية رغم العدوان المدعوم إمبريالياً".
وأضاف: "ثورة 7 أكتوبر كشفت زيف ادعاءات الاحتلال، وأيقظت ضمير العالم على وحشيته، وأنزلته عن صهوة غطرسته، إذ قلَبت الطاولة على الصهاينة وجوقة أنظمة الدّول العربية المطبّعة، التي كانت في صدد اللمسات الأخيرة لوأد القضية الفلسطينية إلى الأبد".
رسالة سياسي حزب العمال التونسي، سليمان غزالي، إلى أحرار العالم هي: "استمروا، فما قدمتموه من دعم للمقاومة شيء عظيم وجبّار، لا يقل أهمية عن المواجهة بالسلاح، سلاح الوعي وسلاح الضمير الإنساني حينما يستفيق هو الحاسم. فلا تَكِلّوا ولا تَمَلّوا، وابقوا متيقظين".
يشار إلى إن اليمن استهدف في المعركة البحرية المساندة لغزة ضد "إسرائيل" 228 سفينة تجارية وحربية لدول العدوان، وثلاث مقاتلات أمريكية من نوع F-18، وأطلق أكثر من 1,300 صاروخ ومسيّرة على الكيان، وأغلق ميناء أم الرشراش، وأغرق أربع سفن انتهكت قرار الحظر.

