السياســـية : تقرير || صادق سريع*

بعد ستة أشهر على هروب "آفة البحار" حاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان" إلى قاعدة نورفولك بولاية فرجينيا، مصابة بصواريخ صنعاء، التي أخرجتها عن الخدمة في معركة البحر الأحمر، اكتفت البحرية الأمريكية بإخفاء عورة أضرار ترومان بالطلاء والملصقات.

وأكد موقع "بزنس إنسايدر" أن أضرار الحاملة ترومان لا تزال موجودة، فقط تم تغطية الإصابات بالطلاء بدلًا من إصلاحها، رغم عودتها في يونيو الماضي بعد عمليات استهداف من اليمنيين في معركة البحر الأحمر واصطدامها بسفينة شحن أثناء هروبها من نيران صواريخ قوات صنعاء.

وقال: "بعض البحارة والعسكريين التقطوا صوراً للأجزاء المصابة بالحاملة الأمريكية أثناء حضورهم احتفال الذكرى الـ250 لتأسيس البحرية الأمريكية في قاعدة نورفولك البحرية بولاية فرجينيا".

وأضاف الموقع الأمريكي: "لقد تم طلاء الأماكن المتضررة في الحاملة قبل موعد إحياء فعالية ذكرى التأسيس يوم الأحد، بألوان تناسب لون هيكل الحاملة".

وتابع نقلًا عن متحدث باسم البحرية الأمريكية - لم يُذكر اسمه -: "سيتم إصلاح وتجميل الأضرار الخارجية التي تعرضت لها الحاملة 'هاري ترومان' بعملية إصلاح شاملة خلال الفترة القادمة".

وأظهرت الصور ملصقًا ضخمًا لعروض البحرية الأمريكية يغطي البقع المتضررة بهيكل حاملة الطائرات العملاقة "هاري ترومان" الملقبة بـ"آفة البحار".

وكان اليمن قد أعلن، نهاية نوفمبر 2023، إسناد غزة عسكريًا، ونفذت قواته المسلحة خلالها 1,835 عملية ما بين صواريخ باليستية ومجنّحة وفرط صوتية وطائرات وزوارق مسيّرة، دعمًا للمقاومة الفلسطينية في القطاع ضد عدوان الإبادة والتجويع الصهيو - أمريكي.

وأقرّت منصة "فيسيغراد بوست" في تقرير سابق بأن خسائر حاملة الطائرات "هاري ترومان" أثناء المواجهات مع بحرية صنعاء في البحر الأحمر هزّت ثقة البحرية الأمريكية أمام تحديات الحرب البحرية الحديثة.

واعتبرت المحللة الأمريكية إيفلين هارت، لموقع "إنديان ديفينس ريفيو" منتصف أغسطس الماضي، أن عودة "هاري ترومان" إلى قاعدة فرجينيا بعد مهمة بحرية صعبة استمرت ثمانية أشهر، كشفت عن الإخفاقات الفنية والتقنية والإستراتيجية التي واجهت الحاملة في معركة البحر الأحمر.

وأضافت: "إن تكبّد قواتنا البحرية خسائر فادحة (ثلاث طائرات حربية متقدمة من طراز سوبر إف–18 بقيمة أكثر من 180 مليون دولار)، يعد أول كسر حقيقي وضربة غير مسبوقة لهيبة البحرية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية".

وأكدت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية أن هجمات الصواريخ اليمنية المباشرة أدت إلى خروج حاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان" عن الخدمة.

وسخر موقع "WAVY" الأمريكي في تقرير بعنوان "عودة حلوة ومُرة لهاري ترومان" قائلًا: "هربت حاملة هاري ترومان من منطقة الشرق الأوسط بسبب تصعيد الهجمات اليمنية في معركة البحر الأحمر التي كبّدت قوات البحرية الأمريكية خسائر باهظة بملايين الدولارات".

وأرجع موقع "ستارز آند سترايبس" الأمريكي أسباب عودة الحاملة "هاري ترومان" إلى تعرضها لشقوق كبيرة في الجناح الأيمن أثناء مهمة قتالية قاسية في البحر الأحمر.

حسب تقارير عسكرية أمريكية أن "هاري ترومان" وقطعها الحربية نفذت أكثر من 13,000 عملية هجومية وطلعة جوية بأكثر من مليون طلقة، وحلقت طائراتها المقاتلة في الأجواء (25 ألف ساعة طيران)، خلال فترة انتشارها في البحر الأحمر.

ويُشار إلى أن قوات صنعاء استهدفت في معركة إسناد غزة 246 سفينة تجارية وحربية أمريكية وبريطانية و"إسرائيلية" في المياه الإقليمية والدولية، ضمن الحظر المفروض على السفن والمطارات والموانئ "الإسرائيلية"، وأسقطت ثلاث طائرات من طراز "F–18" تابعة لحاملة "ترومان"، وأطلقت أكثر من 1,300 صاروخ ومسيّرة على "إسرائيل"، وأغلقت ميناء أم الرشراش المحتلة، وأغرقت أربع سفن تجارية انتهكت قرار الحظر.