السياســـية: تقرير || صادق سريع*

عن دور اليمن المحوري والتاريخي في إسناد غزة عسكرياً بمعركة "الفتح الموعود والجهاد المقدّس" دعماً لمعركة "طوفان الأقصى" حتى إعلان وقف العدوان على غزة، وسط الصمت والخذلان العربي والعالمي تجاه فلسطين، تحدّث الثائر السياسي في حزب الطليعة الديمقراطي المغربي، مروان بادس.





وقال: "دعم اليمن الثابت لغزة كان له تأثير كبير في وقف إطلاق النار، فالقصف الصاروخي اليمني دفاعاً عن غزة وإسناداً لها، هو الذي حرّك الجبهة الداخلية للاحتلال، واتفاق وقف العدوان على غزة، صنعه صمود المقاومة وجبهات الإسناد وعلى رأسها الجبهة اليمنية".

وأضاف: "محور المقاومة ربِحَ عضواً فاعلاً ونشيطاً فاجأ الجميع، ألا وهو الجيش اليمني واللجان الشعبية. اليمن تحوّل من عمقٍ إستراتيجيٍّ مفقود إلى عضوٍ فاعلٍ في المحور بفضل صمود جيشه وشعبه أمام حرب الثماني سنوات التي شنّها الثالوث الإمبريالي الصهيوني العربي الرجعي الذي عجز عن تركيع اليمن".

وتابع: "قيادة اليمن صاحبة أفعال لا أقوال، فقد قابلت جبهة الإسناد اليمنية الحصارَ على غزة بحصار سفن الاحتلال في البحر الأحمر، وطردت أساطيل التحالف الأمريكي البريطاني، حلف الازدهار، وقابلت القصفَ بالقصف، والألمَ بالألم، في إستراتيجية غيّرت موازين القوى بالمنطقة".

وكان اليمن قد أعلن، نهاية نوفمبر 2023، إسناد غزة بمعركة عسكرية، نفّذ خلالها 1,835 عملية ما بين صواريخ باليستية ومجنّحة وفرط صوتية وطائرات وزوارق مسيّرة، دعمًا للمقاومة الفلسطينية في القطاع ضد عدوان الإبادة والتجويع الصهيو-أمريكي.

وأكد في حوارٍ لموقع "عرب جورنال" حول دور جبهة الإسناد اليمنية في نصرة غزة: "نجاح اليمن في إسناد غزة جعله لاعباً جيوسياسياً في المنطقة والإقليم والعالم، وهذا النجاح الباهر البطولي والشجاع يأتي في محيطٍ عربيٍّ تفوح منه رائحة الخيانة والتطبيع".

وأشار إلى أنه رغم ارتقاء الشهداء من مدنيين وعسكريين، وتدمير البنية التحتية المدنية في اليمن (موانئ، محطات توزيع بنزين، أبراج سكنية...)، لم تتوقف جبهة الإسناد اليمنية المباركة لفلسطين طيلة سنةٍ وعشرة أشهر.

وحسب سياسي الطليعة بادس، أتى النجاح الباهر البطولي والشجاع لليمن في محيطٍ عربيٍّ تفوح منه رائحة الخيانة والتطبيع؛ لأن الجيش اليمني واللجان الشعبية - بقيادة السيد عبدالملك الحوثي دام ظله، والجنرال يحيى سريع دام صاروخه الباليستي - "أفعالٌ قبل الأقوال".

وقال: "نجاح اليمن في إسناد غزة شكّل منعطفاً تاريخياً في منطقة الشرق الأوسط، وسيُؤخذ للجيش اليمني ألف حساب؛ لأنه يُشرف على أهم ممرات التجارة الدولية (حيث يبلغ حجم التبادل التجاري والاقتصادي في مضيق باب المندب حوالي 7%، بينما يبلغ حوالي 15% في البحر الأحمر)".

وأضاف: "القوة الصاروخية اليمنية لعبت بحياة المستوطنين من خلال توقيتات القصف بالهجمات الدّقيقة، فبعد كل عملية هجومية يمنية يهرع المستوطنون إلى الملاجئ، ولم يعودوا يطيقون الحياة في الأرض الموعودة حسب زعمهم".

ما لفت إنتباه سياسي حزب الطليعة الديمقراطي، مروان بادس، هو التقدّم التقني اليمني في صناعة الصواريخ الفرط صوتية التي تخطّت كل أنظمة الدفاعات الجوية الإسرائيلية والأمريكية (باتريوت، ثاد، مقلاع داوود، حيتس).

وعن معركة 'طوفان الأقصى' تابع: "هي الانتصار المعمد بالدماء الذي أعاد فلسطين للواجهة، وأوقف مسارات التطبيع، وكشف زيف المتاجرين بالقضية، وأقام الحجة على المتخاذلين بإثباتها إمكانية التحرر عبر الإيمان بحتمية النصر والتضحية".

وأكد أنها المعركة الوجودية التي أثبتت سردية شعب فلسطين وحقه في الأرض من النهر إلى البحر، وأوقفت صفقات التطبيع بين الكيان وبعض الدول العربية، أبرزها السعودية.

وبنظر ثائر المغرب، فالعدو الإسرائيلي رضخ إلى المفاوضات وإعلان وقف إطلاق النار في غزة بشكلٍ رسمي، بعد عجزه عن تحقيق أهدافه المعلنة طوال عامين (تحرير الأسرى، نزع السلاح، تدمير المقاومة، وضمناً التهجير).

وقال: "نعم، اتفاق وقف إطلاق النار والعدوان على غزة، صنعه ضغط وصمود المقاومة الفلسطينية وجبهة الدعم والإسناد اليمنية".

وأضاف: "نجحت المقاومة الفلسطينية في سحب البساط من تحت مجرم الحرب نتنياهو دون الانصياع لرغبته في نزع سلاح المقاومة بالموافقة على خطة ترامب".

ودعا الشعوب العربية والإسلامية والعالم إلى الالتفاف حول خط المقاومة الكفاحي والتحرري، ورصّ الصفوف لمواجهة خط التطبيع والخيانة وعدوان الثالوث الإمبريالي الأمريكي - البريطاني - الإسرائيلي.

يشار إلى إن اليمن استهدف في معركة إسناد لغزة ضد العدوان الصهيو - أمريكي وحرب الإبادة والتجويع، 246 سفينةً تجاريةً وحربيةً أمريكيةً وبريطانيةً و"إسرائيلية" في المياه الإقليمية والدولية، ضمن الحظر المفروض على السفن والمطارات والموانئ "الإسرائيلية"، وأطلق أكثر من 1,300 صاروخٍ ومسيّرةٍ على "إسرائيل"، وأغلق ميناء أم الرشراش المحتلة، وأغرق أربع سفنٍ تجاريةٍ انتهكت قرار الحظر.