اليمن يضرب قلب المدينة السياحية لـ"إسرائيل"
السياســـية : تقرير || صادق سريع*
"تعيش مدينة أم الرشراش المحتلة في حالة صدمة بفعل الهجوم المباشر للمسيّرة اليمنية على قلب المركز السياحي في ثاني أيام عيد رأس السنة اليهودية"، هكذا أقرّت صحيفة "معاريف" العبرية.
وقالت: "هجوم المسيّرة اليمنية، التي اخترقت أنظمة الدفاع الإسرائيلية وضربت قلب الموقع الترفيهي الرئيسي في أم الرشراش، المشهور بمرافقه السياحية وزحمة زواره طوال العام، أصاب أكثر من 50 صهيونيًا، وحوّل المكان في لحظة إلى ساحة فوضى، وأجبر الزوّار على الفرار والفضوليون لالتقاط الصور التذكارية".
وأضافت: "الهجوم على قلب المركز السياحي في أم الرشراش المحتلة، الذي يعد الشريان الاقتصادي والسياحي والاجتماعي الحيوي للمدينة، أثار تساؤلات حول تأثير الضربة على أمان السياح والمستوطنين".
ويأمل المستوطنون المصابون بحالات الخوف والهلع والإحباط من هجوم المسيّرة الذي هزّ المدينة السياحية بأن تتحرك الأجهزة الأمنية لوقف هجمات اليمن على أم الرشراش المحتلة، بينما يرى آخرون أن المدينة التي كانت رمزاّ للهدوء في الماضي، قد تحوّلت إلى ساحة حرب.
التساؤل الذي ألقاه خبراء الصحيفة إلى ملعب الجبهة الداخلية الصهيونية، يقول: كيف سترد "إسرائيل"؟ وما الخطوات الجدية التي ستتخذها لوقف تهديدات المسيّرات اليمنية التي تُطلق من اليمن؟
وأعلن اليمن في نوفمبر 2023، إسناد غزة عسكريًا بمعركة "الفتح الموعود والجهاد المقدّس"، دعمًا للمقاومة الفلسطينية ضد عدوان الإبادة والتجويع الصهيو - أمريكي على غزة.
الضربة التي أوجعت الكيان
بدوره، قال مراسل قناة 12 العِبرية، ألموغ بوكير: "إن المسيّرة اليمنية كانت تحلّق على ارتفاع منخفض بحيث لا يمكن اعتراضها، وإن مدة الإنذار كانت قصيرة، وإن الجيش 'الإسرائيلي' يبحث حالياً عن طريقة لرصد المسيّرات اليمنية في وقت أقصر".
وأقرّ قائد الدفاع الجوي، السابق العميد احتياط ران كوخاف، بنجاح المسيّرة اليمنية في اختراق القبة الحديدية وضرب الهدف بدقة.
وقال لصحيفة "غلوبس" العِبرية: "قوات الدفاع فشلت في مهمة حماية أم الرشراش، الكل يريد العيش وممارسة أعمالهم التجارية واليومية وقضاء العطلات بأمان في هذه المدينة السياحية".
وأضاف، في تصريح آخر لإذاعة "103 إف إم": "أم الرشراش المحتلة تلقت ضربة موجعة.. اليمنيون أذكياء يدركون أن المدينة السياحية هي مركز الاحتفال برأس السنة، إن هذا النّجاح يضاف إلى نجاحاتهم السابقة بعد أن تمكنوا من فهم نقاط الضعف الإسرائيلية".
وأكد: "ما يفعله اليمنيون بـ'إسرائيل' أمرٌ لا يُطاق يجب إيقافه، لا بالتغريدات أو التهديدات، بل بالأفعال، ومن غير المقبول أن يغلقوا مدينتنا السياحية الجنوبية وميناءها، ويلحقوا الضرر بالإسرائيليين".
وقال مراسل قناة 13 العِبرية، أور هيلر، ساخراً: "'إسرائيل' استقبلت مناسبة السنة اليهودية الجديدة بتفجير مسيّرة يمنية لفندق في مدينة أم الرشراش المحتلة".
وأضاف: "اليمنيون يستمرون في الضغط على منظومات الدفاع 'الإسرائيلية' التي أثبتت عجزها في رصد أو اعتراض مسيّراتهم الانتحارية قبل أن تخترق الأجواء وتسقط على الأهداف".
يُشار إلى أن اليمن استهدف في معركة إسناد غزة 245 سفينة تجارية وحربية أمريكية وبريطانية و"إسرائيلية" في المياه الإقليمية والدولية، ضمن الحظر المفروض على السفن والمطارات والموانئ الإسرائيلية، وأطلق أكثر من 1,280 صاروخًا ومسيّرة على "إسرائيل"، وأغلق ميناء أم الرشراش، وأغرق أربع سفن تجارية انتهكت قرار الحظر.

