السياســـية: تقرير // صادق سريع

قال المفكر والسياسي التونسي رياض الشرايطي: "اليمن يخوض معركة مفتوحة من أجل الانتصار لغزة، ليس فقط ضد 'إسرائيل'، بل وضد كل القوى الرجعية والداعمة للاحتلال في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة والضغوط الدولية".

وأضاف: "موقف اليمن المزلزل في إسناد غزة ليس مجرد تضامن رمزي، بل تجسيد عملي لمفهوم المقاومة المتكاملة بالقدرات العسكرية والصمود الشعبي، والدعم اللوجستي للفلسطينيين".

وتابع، في حوار ضاف لموقع "عرب جورنال" عن إسناد اليمن لغزة وأحدث مستجدات المنطقة: "صمود اليمن في دعمه الثابت والمستمر لغزة، دون تراجع أو استسلام، ليس حدثاً عابراً، بل درساً عملياً لشعوب الأمتين العربية والإسلامية".

وزاد: "هذا الصمود اليمني يمثل رمزاً ونموذجاً حقيقياً للأمتين العربية والإسلامية في مقاومة الإمبريالية والصهيونية، ويؤكد قدرة الشعوب على تحدي القوى الكبرى بإرادة صلبة ومشروع وطني ثوري مثل نموذج اليمن".

وأكد: "موقف اليمن مع الشعب الفلسطيني والمقاومة في غزة بمعركة 'طوفان الأقصى' لم يقتصر على الكلام أو البيانات الشكلية، بل امتد إلى الإسناد الميداني والإستراتيجي المستمر رغم الحروب العدوانية وضغوط الحصار الاقتصادي والعقوبات الغربية".

وأعلن اليمن، في نوفمبر 2023، إسناد غزة عسكرياً ضد العدوان الصهيو - أمريكي، واستهدف أكثر من 245 سفينة تجارية وحربية أمريكية وبريطانية وإسرائيلية في ظل الحصار اليمني البحري والجوي المفروض على سفن الكيان والمرتبطة به في المياه الإقليمية والدولية ومطاراته وموانئه، اللد ورامون وميناء حيفا، حتى رفع الحصار ووقف العدوان على غزة.

والكلام له: "موقف اليمن يوضح أن الدعم للقضية الفلسطينية ليس مسؤولية البلدان الكبرى فقط، بل هو واجب أخلاقي وإستراتيجي لأي شعب عربي أو إسلامي ملتزم بالحرية والعدالة".

ويواصل الحديث: "اليمن، بموقفه الثابت، تحدّى إمبراطوريات العالم وفضح زيف خطابها الحقوقي والإنساني، وأظهر أن الدول الكبرى تدعم الاحتلال بشكل مباشر أو غير مباشر".

ويؤكد: "صمود اليمن في إسناد غزة لا يعكس مجرد تضامن سياسي أو أخلاقي، بل إستراتيجية مقاومة متكاملة، بالدعم العسكري واللوجستي والمعنوي والخطاب الإعلامي الديني والثقافي المقاوم، وفكر الوعي الثوري، وبالحراك الشعبي المستمر والمسيرات الجماهيرية المليونية".



من وجهة نظره كسياسي، فإن التكامل بين الدعم العسكري والسياسي والثقافي جعل اليمن رمزاً للمقاومة الشاملة، ونموذجاً للأمة في التضامن العربي والإسلامي الحقيقي مع القضية الفلسطينية.

ووفق سرديته الفكرية، مواقف اليمن مع غزة فضحت خيانة وخذلان النظام العربي المكتفي ببيانات الإدانات الجوفاء، التي أضعفت فرصها في الردع وأجبرت بعضها على التطبيع المعلن مع الكيان الصهيوني.

وعن غزة، قال: "أعادت تعريف المقاومة، غزة مدرسة العالم، غزة ليست مجرد مقاومة عسكرية، بل مشروع حياة، مشروع كرامة، ونموذج للسيادة، ومشروع مقاومة ليس فقط بالقتال بالسلاح، بل بالوعي والتضامن والصمود الذي حوّل المأساة إلى قوة رمزية تؤثر بالعالم".

وحول قمة الدوحة، أضاف: "فضحت الأنظمة العربية الإسلامية في استمرار سياساتها الكلامية والرمزية التي وضعت الأمة أمام مخاطر وجودية حقيقية، وحوّلت قضية فلسطين إلى مجرد شعار بلا مضمون، ومنحت العدو ضوءاً أخضر لمواصلة جرائمه في غزة بلا رادع".

خلاصة المفكر والشاعر التونسي الشرايطي تؤكد: "إن الصمود اليمني والفلسطيني أصبحا إيقونة عالمية للحركات التحررية والشعوب المستضعفة، كتجارب حية للتحرر الوطني والعربي ضد الاحتلال والاستعمار القديم والحديث أمام أقوى طغاة الأنظمة السياسية والعسكرية العالمية".

يُشار إلى أن القوات المسلحة اليمنية أطلقت - بفضل الله وتأييده - أكثر من 1,280 صاروخاً ومسيّرة إلى عمق "إسرائيل"، وأغلقت ميناءها أم الرشراش، وأغرقت أربع سفن انتهكت قرار الحظر.