الحديدة في ذكرى المولد النبوي.. ولاء متجدد للرسول الأعظم ونصرة فلسطين
السياسية : تقرير|| جميل القشم ||
في رحاب الذكرى المحمدية تزينت الحديدة بحضور جماهيري مهيب عكس عمق الارتباط بالرسالة وجسد في الوقت ذاته الالتفاف حول القيادة، لترسم الاحتفالات لوحة ولاء ووفاء تؤكد أن الحديدة ثابتة على العهد، ماضية في درب النور، ومتمسكة بقيم الرسالة وتوجيهات القيادة الحكيمة.
وفاضت الاحتفالات التي شهدتها مدن وأرياف الحديدة بعناوين الحب والاعتزاز بنبي الرحمة، وعكست مضامين العشق المحمدي في أسمى تجلياته بما حملته من حفاوة وروحانية غامرة ارتسمت في صورة بهية أشرقت بالأنوار وأعلنت فرحا وابتهاجا غير مسبوق بمقام المولد الشريف وعكست عمق الانتماء والولاء لنبي الرحمة الذي أخرج البشرية من الظلمات إلى النور.
وحرصت قيادة السلطة المحلية والتعبئة العامة بالمحافظة على توسيع مظاهر الاحتفاء بذكرى النور المحمدي، عبر التنسيق المتكامل مع مختلف الجهات الرسمية والشعبية، وتشكيل لجان واسعة للتحشيد المكثف لإحياء الفعاليات المركزية لهذه المناسبة العظيمة، بما يليق بمقامها الرفيع، ومنحها القدر الكافي من العناية والاهتمام والتوقير والإجلال، لتغدو مظاهر الاحتفال شاهدة على عمق المحبة وعظمة الولاء لرسول الله.
وتميزت محافظة الحديدة بإحياء ما يزيد على عشرة آلاف فعالية وأمسية وندوة ووقفة ومحاضرة وخواطر، إلى جانب أنشطة متعددة جسدت جميعها أبهى صور الابتهاج بذكرى مولد الرسول الأعظم، في استجابة واعية لدعوة قائد الثورة، وترجمة فعلية للحب الصادق والولاء العميق والارتباط الحقيقي بخير البرية وخاتم الأنبياء والمرسلين، حتى غدت الحديدة في أيام المولد منارةً مضيئةً بالمحبة، شاهدة على عظمة المناسبة وروحانية الحضور الإيماني.
وعكست الفعاليات والأمسيات الاحتفالية التي نظمتها المكاتب التنفيذية والمؤسسات والهيئات ومختلف الجهات الرسمية منذ مطلع شهر صفر، مدى الحفاوة والتعظيم لهذه الذكرى الدينية العطرة التي تمثل حدثا فارقا في تاريخ الرسالة المحمدية ونشر نور الدعوة الإسلامية، ومناسبة استثنائية تتجدد عاما بعد عام لتؤكد تنامي الوعي بأهميتها وعلو شأنها، وتجلّي مكانة صاحبها عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم في القلوب والعقول بما يليق برسالته الخالدة.
كما جسدت الاحتفالات الشعبية الواسعة على مستوى حارات وأحياء مدينة الحديدة ومربعات المديريات الشمالية والشرقية والجنوبية، الهوية الإيمانية الأصيلة التي يعبر من خلالها أبناء تهامة عن ارتباطهم الوثيق بالإسلام ورسوله الكريم، وبرهنت في الوقت ذاته على عراقة أبناء الساحل التهامي وأصالتهم، بما أحيَوه من ابتهالات وأناشيد وفعاليات في أعظم مناسبة دينية في تاريخ البشرية، مناسبة مولد خير البرية وخاتم النبيين.
تجلّت مشاهد الصور البهيّة في إحياء الربيع المحمدي بطوفان بشري هو الأضخم من نوعه، احتشد في ساحتي الاحتفال بمدينة الحديدة ومديرية بيت الفقيه يوم الثاني عشر من ربيع الأول، حيث تقاطر أبناء تهامة من أرياف ومدن المحافظة في لوحة مهيبة تنبض بالمحبة والإجلال، ليبعثوا رسائل العشق المحمدي من أعماق القلوب إلى مقام الرسول الأكرم، مؤكدين عمق ارتباطهم الروحي وولاءهم الصادق لسيّد الخلق وخاتم المرسلين.
تهللت مواكب الحشود التي تدفقت من عموم المديريات نحو ساحتي الاحتفال، لتجتمع القلوب قبل الأجساد في مشهد مهيب شارك فيه الصغار والكبار بأهازيج الفرح وهتافات المديح المحمدي، فيما أضفت اللافتات المضيئة والأعلام الخضراء بهجتها وروحانيتها، فزادتها زخما وإشراقا لتغدو مهرجان المناسبة الأكبر لوحةً إيمانية نابضة بالولاء والابتهاج بمولد سيد الخلق.
ورسم ضيوف نبي الرحمة في مهرجان الاحتفال الذي فاق كل التوقعات أيقونةً خالدةً للصمود والاعتزاز بالجهاد المستمد من سيرة رسول الأمة، بما تجلى في وجوههم من روحية إيمانية متقدة ومشاعر عزة وكرامة، عكست مدى ارتباط أهل اليمن وتمسكهم بنهج المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم، نهج الحق والنور الذي أخرج البشرية من الظلمات إلى الهداية والرشاد.
ورغم موجة الحر اللاهبة التي تلفح الساحل التهامي، ومخاطر وتربص العدو الصهيوني، فقد ازدانت الاحتفالات المركزية ببهجة غامرة وفرح عظيم يليق بعظمة هذه المناسبة ومكانتها المتأصلة في وجدان الشعب اليمني، الذي يورّث الاحتفاء بها جيلًا بعد جيل إجلالًا وتكريما لصاحبها الكريم الذي أرسله الله رحمةً للعالمين، محمد المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وتزيّن المهرجان في هذه المناسبة بعروض بحرية واسعة شهدها ساحل مدينة الحديدة عشية الاحتفال المركزي، حيث انطلقت مئات القوارب والزوارق المزدانة بالأضواء الخضراء، لترسم على صفحة البحر مشاهد بديعة تعكس الفرح الغامر والابتهاج العميق بقدوم المولد النبوي الشريف.
وتوهّج ساحل البحر الأحمر بهذه العروض الاحتفالية التي أضاءت سماءه وأنواره، لتشعّ بأنوار العشق للرسول الأعظم، في مشهد غامر بالفرح بمشاركة الموكب المحمدي في حارس البحر الأحمر، الذي تفرّد بزخم كبير من مظاهر الاحتفاء بذكرى مولد النور والسراج المنير للأمة.
وبالتزامن مع هذه العروض تلألأت مدينة الحديدة ومديريات باجل والقناوص بمسيرات ضوئية لمئات السيارات التي جابت شوارع مركز المحافظة والكورنيش والمديريات في مشهد بديع ازدان بأضواء البهجة والفرح وتجلى فيه الاعتزاز بيوم مولد النبي الأغر الذي أشرقت بقدومه الدنيا نورا ورحمة.
واكتست الفعاليات الاحتفالية بالمديح النبوي العاطر، الزاخر بألوان إنشادية متنوّعة في حب الحبيب المصطفى، تعبيرًا عن الهوية الإيمانية الراسخة للشعب اليمني، والتي صدحت بها حناجر الفرق الإنشادية في مختلف الساحات، لتجسّد عظمة المناسبة وتفيض بمحبة النبي عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام.
وسط أجواء عامرة بالحماس والإيمان، أظهرت الحشود الجماهيرية في الحديدة تلاحمها والتفافها حول قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، مؤكدة تمسكها بخيارات الصبر والثبات في مواجهة التحديات، ومعبرة في الوقت ذاته عن موقفها الواضح والثابت تجاه القضية الفلسطينية، حيث ارتفعت الهتافات نصرةً للقدس الشريف وتضامنا مع الشعب الفلسطيني في وجه العدو الصهيوني، في مشهد يجسد وعي اليمنيين ووحدة توجههم وتمسكهم بخيارات الحرية والكرامة والدفاع عن قضايا الأمة.
وهكذا رسمت الحديدة في ذكرى المولد النبوي الشريف لوحة إيمانية وإنسانية خالدة، جمعت بين الابتهاج برسول الرحمة، والتأكيد على الثبات في درب الحق، والولاء للقيادة الحكيمة، والانتصار لقضايا الأمة وعلى رأسها فلسطين، لتعلن للعالم أجمع أن أهل اليمن أوفياء للعهد، ماضون على درب المصطفى، متمسكون برسالته الخالدة، مستضيئون بنوره الذي لا يخبو، حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
سبا

