السياسية-وكالات:

صدرت حديثاً عن دار نوفل / هاشيت أنطوان في بيروت، نوفيلا "غابة" للكاتب اللبناني سمير يوسف.

"غابة" رواية قصيرة تختصر، بأسلوب ساخر وممتع، الصراع بين الفطرة والتطور. الطبيعة والتوحش المدني. الجمال والتسليع، لعلّها تكون رجع صدى لما نادى به المفكر البريطاني تيري إيغلتون ضد اقتصاد الإنتاج الغزير الذي يعزز "الاغتراب، ويُفرِغ الحياة البشرية من معناها وقيمتها".

في الإهداء الذي قدّم به روايته، (156 صفحة)، كتب سمير يوسف خلاصة ما أراد قوله في عمله الخارج عن السائد في الأدب العربي: لا أدري لمَ أستعيد مشهدًا أكثرَ من غيره حين أفكّر في والدي. أتخيّلُه يحمل سلاحَ صيدٍ قديمًا جدًّا بسبطانةٍ طويلة، عليه زخرفاتٌ فضيّة مشغولةٌ بحِرَفيّةٍ عالية. سلاح وصله من هيرستال البلجيكيّة، هديّةً من عصرٍ صناعيٍّ بائد. أراه متقدّمًا في سهلٍ ممتدٍّ ومفتوح، وسط عاصفةٍ ثلجيّةٍ قويّة

أما في مقدّمة الراوي فقال: "كتبتُ هذه الرواية، بلغةٍ هجينةٍ إلى حدٍّ ما، تمزج لغةَ المكان ولغتي الأمّ... أعتقد أنّي كنتُ مدفوعًا بالدرجة الأولى بتلك الرغبة في تدوين حدثٍ مختلفٍ جدًّا عمّا أراه في عملي الصحافي اليومي، بكتابة رواية أراد بعض شخصيّاتها قولَ شيءٍ يستحقّ الانتباه".

ووفق بيان الناشر: تدور القصّة في إحدى القرى الفرنسيّة الصغيرة، حيث يرفض رئيس بلديّتها مشروعًا لإنشاء بلدةٍ تكنولوجيّةٍ على غرار السيليكون فالي.

رواية تطرح، بمتعةٍ وسخرية، القضايا التي تؤرّق عصرنا: الحداثة المتوحّشة التي تقضي على كلّ ما هو جميلٌ وبسيطٌ وأصيل، وتنتهك خصوصيّة الفرد، الوعي البيئيّ والحفاظ على الطبيعة، ومعالجة القضايا بين الحلّ السلميّ والعنفيّ.

سمير يوسف – كاتب وصحافي لبناني مواليد (عكار، 1985). يكتب باللغتين الفرنسيّة والعربيّة.