السياسية: تقرير|| هيثم سيف*

في مشهد مهيب غير مسبوق، توافدت الحشود الجماهيرية من أبناء محافظتي تعز ولحج لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف، في لوحة إيمانية فريدة جسدت أعظم صور الولاء والمحبة للرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم.

ففي ساحتي الرسول الأعظم في مديرية التعزية، والشهيد القائد في مديرية مقبنة، ارتفعت الرايات الخضراء وخفقت القلوب قبل الأعلام، معلنة ارتباطاً وجدانياً وروحياً عميقاً برسول الإنسانية، وتزينت الساحات باللافتات المعبرة والشعارات الإيمانية الصادحة التي جسدت تمسك أبناء محافظتي تعز ولحج بقيمهم الأصيلة وهويتهم الإيمانية، ووقوفهم صفاً واحداً خلف قيادتهم الثورية والسياسية في مواجهة التحديات والمؤامرات التي تحاك ضد الأمة.

اللجنة التحضيرية بالمحافظة أعدّت لهذا الحدث التاريخي بتنسيق دقيق شمل الانتشار الأمني المكثف للوحدات العسكرية والأمنية والمرورية، وتأمين الحشود الغفيرة، وتوفير فرق طبية وصحية متكاملة، لتكتمل صورة الاحتفاء الديني والتنظيمي في أبهى صورها.

وفي أجواء روحية غامرة، ارتفعت الأهازيج والتواشيح الدينية والزوامل الشعبية والصلوات المحمدية، واكتست الساحات شعارات المحبة والولاء للمصطفى، فيما أطل قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي - يحفظه الله ـ فكان الهدوء والتمعن في معاني الكلمة هو السمة وما كان يقطعه إلا زئير الصرخة والبراءة.

المحتفلون جددوا عهد الوفاء لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.. مؤكدين جاهزيتهم للدفاع عن الوطن وسيادته، ودعم محور المقاومة في وجه المشاريع الاستعمارية الصهيونية، وأن اليمن سيظل رقماً صعباً في معادلة التصدي للعدوان والهيمنة.

وجسد المحتشدون الوعي الشعبي العميق بقضايا الأمة، وأرسلوا للعالم رسائل وحدة وتلاحم بين القيادة والشعب.. مؤكدين المضي بثبات على نهج النبي الأعظم دفاعاً عن القيم والمبادئ والكرامة الوطنية.

الحضور المهيب وجمالية المشهد وفرحة الكبار والصغاركانت ميزة الاحتفال هذا العام بذكرى المولد الشريف، فعند المسيرات الضوئية للسيارات أو الدراجات النارية وليلة إطلاق الألعاب النارية ازدحمت شوارع المدينة بالأسر مع أطفالها الذين غمرتهم السعادة وهم يشاهدون الزينة الخضراء والألعاب النارية تنطلق من قمم الجبال والمباني العالية لتجسد فرحة المولد النبوي الشريف.

ووجه القائم بأعمال محافظ تعز، رئيس اللجنة التحضيرية أحمد المساوى، رسالة شكر لأبناء المحافظة على حضورهم المشرف، قائلاً: "لقد كان خروجكم العظيم يوماً من أيام الله، ومشهداً يليق برسول الله ومولده المبارك، ويجسد ولاءكم الصادق وعهدكم الثابت لرسول الإنسانية، يؤكد أن كل مؤامرات الأعداء ستتحطم أمام وعي وإيمان هذه الأمة".

وثمن دعم القيادة الثورية ممثلة بالسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ورئيس المجلس السياسي الأعلى المشير مهدي المشاط، وقائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء عبد اللطيف المهدي، مشيداً بجهود اللجان التنظيمية والإعلامية والأمنية وكل من أسهم في إنجاح الفعالية، ليختتم برسالة ولاء ووفاء إلى قائد الثورة الذي غرس في النفوس قيم التولي الصادق للرسول الأعظم قولاً وعملاً.

خرجت الحشود بعد الفعالية المركزية بروحٍ إيمانية متجددة، مجسدة القيم المحمدية الأصيلة في سلوكها وولائها، لتبقى تعز وأبناؤها ثابتين على درب المصطفى صلى الله عليه وآله، مستلهمين من مولده النور والهداية والعزة والكرامة.
سبا