الحرب والنفط،… كل شيء حول هجمات الطائرات بدون طيار في السعودية
صور الأقمار الصناعية تظهر أعمدة الدخان جراء إضرابات التي تعرضت لها المملكة العربية السعودية/ناسا / وكالة الصحافة الفرنسية
بقلم: انتوني اودورو
(موقع قناة”سي نيوز- “CNEWSالفرنسية, ترجمة: وائل حزام – سبأ )
هل الشرق الاوسط في بداية حرب جديدة؟ هذا هو مصدر قلق بعض المراقبين بعد الضربات على منشاتين نفطتين في المملكة العربية السعودية في الـ 14 سبتمبر من الشهر الجاري, ومنذ ذلك الحين، زادت التوترات الاقتصادية والدبلوماسية بشكل اخطر, حيث تعرض موقعين تابعين لشركة ” أرامكو ” السعودية النفطية العملاقة، في بقيق وخريص شرق السعودية الى هجمات بطائرات بدون طيار.
كانت العواقب حقيقية لان احد الاهداف هو ببساطة اكبر مصنع لمعالجة النفط الخام في المملكة، حيث اسفر الهجوم على تعليق الانتاج مؤقتا في كلا الموقعين.
ويقول “بيير تيرزيان” الرئيس التنفيذي لشركة “بتروستاتيجيس” الإستشارية والمتخصصة في النفط، ان هذا الهجوم هو الاكثر اهمية على منشأة نفطية منذ حرب العراق، وقبل كل شيء، فهذا يظهر ان المملكة العربية السعودية معرضة للخطر لأنها تعتبر قاعدة انتاج للنفط في المنطقة.
اعلن الحوثيون اليمنيون الذين يواجهون في بلدهم قوات شرعية مدعومة من الرياض مسؤوليتهم عن الهجوم على المنشآت النفطية في السعودية، في حين تشتبه الولايات المتحدة الاميركية رسميا في ايران بأنها من يقف وراء هذا الهجوم, ومع ذلك، فقد جدد الحوثيون تهديداتهم في الـ 16 من سبتمبر الجاري، بتأكيدهم بان ” دراعهم طويلة، وبإمكانهم الوصول الى أي مكان وفي أي وقت, حيث يؤكد وزير الخارجية الاميركي “مايك بومبو” من جانبه انه ” لا يوجد دليل على ان الهجوم جاء من اليمن”.
وعلى العكس من ذلك، وجهه وزير الخارجية الأميركي في خضم كل هذه الدعوات لوقف التصعيد، أصابع الإتهام لايران, مشيراً أنها من شنت هذا الهجوم غير مسبوق على امدادات الطاقة في العالم.
وفي اتجاه الولايات المتحدة الاميركية، فان المتحدث باسم التحالف الذي تدخل في اليمن، يؤكد بان السلاح المستخدم جاء من ايران , ومع ذلك، فمن الصعب التوصل الى أي نتيجة لان الفرس يدعمون المتمردين عسكريا منذ بداية الحرب.
نحو حربا بين ايران والولايات المتحدة الأميركية:
تواصل ايران دحض جميع النظريات التي من شأنها ربط طهران بالهجمات التي طالت منشأتين نفطيتين تابعتين لشركة “أرامكو” السعودية . ووفقا للمتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية ، عباس موسوي ، فان هذه الاتهامات ” غير مفهومة وحماقة ” وسوف تبررها الرغبة في تنفيذ ” اجراءات مستقبلية” ضد ايران .
في هذه الاثناء، اذا كانت الدولة الفارسية مسؤولة عن الهجوم الذي استهدف ارامكو السعودية، فهذا يعد خطوة سياسية جديدة، وذلك كما يقول “برنارد هوركيد” مدير الأبحاث في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي ” CNRS “، والمتخصص بالشؤون الايرانية.
ويضيف الباحث، انه ” بالنسبة لجزء كبير من الايرانيين، كان من المستحيل الوصول الى طاولة المفاوضات في موقف ضعيف, ومع هذه الضربة، سيظهرون انهم قادرون على لمس المملكة العربية السعودية بدون اسلحة نووية، وبالتالي اجبار الولايات المتحدة الأميركية على اجراء محادثات”.
ستبقى الضربات مقامرة, فالانتقام محتمل جدا في حين يبدو أن لقاء الرئيس الأميركي ترامب ورئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية روحاني، سيجنب في الاسابيع المقبلة.
ومن المحتمل، يبدو الان اكثر تعقيدا على المدى القصير خاصة وأن الرئيس الأميركي قال في تغريده له على “تويتر” ان المصافحة لم تكن على جدول الاعمال.
وفي سلسلة تغريدات اخرى على “تويتر”، اوضح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، انه مستعد للقيام بهجوم مضاد بعد هذه الهجمات.
ومع ذلك، فانه يتوقع ” تحقيقات ” من قبل المملكة العربية السعودية قبل الترتيب لرؤية ” تحت أي شروط سنتصرف”, فهذه ليست هي المرة الاولى التي يهدد فيها بنزاع مسلح بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران خلال الاشهر الاخيرة, فقد دفع تدمير طائرة بدون طيار بالقرب من الحدود الايرانية، بالرئيس الأمريكي إلى توقع غارة جوية في اواخر شهر يونيو 2019, قبل التراجع في اللحظة الاخيرة, اذا، ستكون الايام المقبلة حاسمة.
قلق حول النفط العالمي:
في الـ 16 من سبتمبر من الشهر الجاري، ارتفع سعر النفط بأكثر من 10 % وذلك ردا على الهجمات التي طالت المنشآت السعودية, فاذا كان هذا يمكن أن يؤثر في نهاية المطاف، على سعر البنزين وهو في المضخة، فلا يجب أن نكون قلقين.
يقول بيير تيرزيان، الرئيس التنفيذي لشركة بتروستاتيجيس، وهي شركة استشارية متخصصة في المشتقات النفطية، أن “هذا اجراء احترازي لأننا لا نعرف بعد مدى الضرر الدقيق والوقت الذي يستغرق للإصلاح, وفي الوقت الراهن، فان المملكة العربية السعودية باقية على مخزونها، وليس هناك انخفاض في الصادرات.
إن التحقيق لا زال جارياً، وسيكون من الضروري الانتظار في الايام المقبلة لمعرفة ما اذا كانت الهجمات على المنشآت النفطية التابعة لشركة “ارامكو” السعودية، الحقت اضرارا قد تحد بشكل كبير من انتاج النفط في السعودية اكبر مصدر في العالم.
وإذا كان هذا هو الحال، فمن الممكن الشعور بأزمة في القطاع, وفي غضون ذلك، لم تصدر منظمة الدول المصدر للنفط (اوبك) أي تصريحات بهذا الاتجاه، ولا اي تصريحات اخرى.