عفاش الصغير… بين خيانة الأب وغباء الدنبوع
السياسية || محمد محسن الجوهري*
يسعى الكيان الصهيوني إلى فرض وصايته على العالم العربي عبر أدواته من العملاء الرخيصين الذين لا يتورعون عن بيع أوطانهم بدراهم معدودة. وفي اليمن، لم يجد اليهود أنسب من أحمد عفاش، فهو الامتداد الطبيعي لعائلة عُرفت عبر تاريخها بالعمالة والخيانة، عائلة لا مكان فيها للثوابت الدينية أو القيم الأخلاقية، إذ يعبد أفرادها – إلا من رحم الله – المال والمصالح على حساب الدين والشرف والرجولة.
ومن يعرف أحمد عفاش عن قرب يدرك أنه شخصية فارغة من أي مضمون أخلاقي، ورث الخيانة من والده لكنه لم يرث عنه دهاءه، فجمع بين خيانة الأب وغباء الدنبوع عبدربه منصور هادي. وهكذا تنطبق عليه تمامًا شروط العمالة التي رشحته ليكون مندوبًا للصهيونية في اليمن.
ولا ينبغي أن نغفل أن سنوات الذل والخيانة التي قضاها في الإمارات كانت بمثابة "مدرسة" له في الانبطاح، فقد روّضه آل نهيان على الخنوع وأذاقوه صنوف الإهانة، وهو ما اعترف به والده نفسه في الشهور الأولى من العدوان السعودي–الإماراتي على اليمن. وهكذا خرج "عفاش الصغير" نسخة مشوّهة: بلا دهاء، بلا كرامة، وبلا أدنى انتماء سوى للعدو الذي يقتل أطفال غزة ونساءها ويمارس القتل لكل أحرار الأمة.
ومما زاد من وضاعته حتى بين أتباعه، تلك الاتصالات الأخيرة التي أجراها مع عدد من قيادات ومشايخ المؤتمر، داعيًا إياهم إلى إخراج نسائهم للتظاهر ضد حكومة صنعاء. هذا السلوك لم يكن طارئًا على سليل عائلة عُرفت بتسخير كل الأوراق الرخيصة لخدمة مشاريع الخارج؛ فأبوه من قبله لم يتورع عن الاستعانة بالأجنبي لقمع خصومه، واليوم يأتي ابنه ليعيد إنتاج الخيانة بأسلوبٍ أكثر انحطاطًا. وبرّر أحمد عفاش هذا الطرح المشين بقوله إن النساء نقطة ضعف عند أنصار الله لأن أخلاقهم لا تسمح بالاعتداء عليهن، وكأنه لم يجد وسيلة "عبقرية" غير أن يزج بالنساء في معركة سياسية قذرة، فمشروعه الكبير لتحرير اليمن لا يتعدى ورقة "الحريم"، في خدمة صريحة للكيان الصهيوني الذي لن يجد مندوبًا أذلّ ولا أجهل من "عفاش الصغير".
وهكذا يجمع بين خيانة أبيه وغباء الدنبوع، ليخرج نسخة مشوّهة لا تتقن شيئًا سوى الانتحار السياسي والأخلاقي. فلا هو امتلك دهاء أبيه الذي كان يوظف الخيانة بدهاءٍ لحماية نفسه، ولا هو امتلك حتى بساطة رجل الدولة العادي، بل جمع أسوأ ما في الاثنين: خيانة بلا مكر، وغباء بلا حدود. وقد انعكس ذلك في مواقفه المرتبكة التي جعلته لعبة بيد الإمارات والسعودية، ثم سلعة معروضة في سوق الصهيونية العالمية، يبحث لنفسه عن ثمنٍ مهما كان بخسًا.
وفي المقابل، يسطّر اليمنيون أروع صور الصمود والشرف، حيث يخرج الملايين في الساحات رافعين رايات الحرية لفلسطين، معلنين أن كرامة الأمة لا تباع ولا تشترى، فيما تقاتل قواتهم في ميادين البحر والجو لتثبت أن اليمن حاضر في معركة الأمة الكبرى. وهنا يظهر التناقض الفاضح: رجلٌ يلهث خلف موائد العدو ليستجدي موقعًا واهنًا، وشعبٌ يكتب تاريخه بدماء الشهداء ليقدمه نموذجًا يُحسب للأمة كلها.
*المقال يعبر عن رأي الكاتب

