بقلم / محمد الغيثي
لازالت معاناة اليمنيين من فرض الحظر على حركة الطيران المدني في مطار صنعاء الدولي، في ازدياد يوماً بعد آخر في ظل صمت دولي وعربي وإقليمي مخزي، ما يعد وصمة عار في وجه الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية التابعة لها والمنظمات الحقوقية في العالم أجمع والتي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان.
إن استمرار إغلاق المطار لأكثر من ثلاث سنوات، من قبل تحالف دول العدوان، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أنها لا تكترث بحياة اليمنيين (مرضى وطلاب ومغتربين وعالقين …الخ)، كما أن مبرراته لإغلاق المطار واهية وغير منطقية، الهدف منها تضليل الرأي العام العربي والأجنبي.
يا هؤلاء مطار صنعاء الدولي، كان يسافر عبره كل أبناء الشعب اليمني من الشمال والجنوب، ومن الشرق والغرب دون تمييز، إلا أنه اليوم وللأسف الشديد أصبح مطاراً خاصاً لطائرات الأمم المتحدة والوكالات التابعة لها، في وقت تستطيع فيه الأمم المتحدة وبما يملي عليها عملها والقوانين الإنسانية والدولية، المطالبة بفتح المطار وبقوة.
إلا يعلم هذا العالم المنافق، أن المريض الذي يحتاج للعلاج في الخارج يسافر يوماً كاملاً عبر البر حتى يتمكن من الوصول إلى مطار عدن جنوبي اليمن، أو مطار سيئون بمحافظة حضرموت شرقي اليمن، فضلاً عن المخاطر التي قد يتعرض لها المسافر من صنعاء إلى عدن من المضايقات والتعسف والإهانة، لكونه فقط من أبناء المحافظات الشمالية.
إلا يدرك هؤلاء حجم الإرهاق والتعب الذي يصيب كبار السن والعجزة والنساء والأطفال من السفر براً لأكثر من 450 كيلو متر في طرق اليمن الخطيرة وغير المؤهلة أصلاً.
ألم يسمع هؤلاء عن طريق الموت (العبر – مأرب) الرابط بين محافظتي حضرموت ومأرب، والذي يضطر المسافر لسلكه للوصول إلى مطار سيئون، لازال يحصد مئات اليمنيين بين قتيل وجريح بصورة شبه يومية، سواء كان ذلك بسبب وعورة هذه الطريق والتي عجزت حكومة تدعي أنها شرعية، أن تعيد تأهيله أو وجود قطاع طرق كما يشاع، وبالتالي لم تستطيع أيضا تأمينه، وبالنتيجة موت اليمنيين والعالم يتفرج.
ولأن الأرقام لا تكذب، فإن 42 ألف حالة من مصابي الأمراض المستعصية، حصدها الموت وكان يمكن تحاشيه لولا إغلاق مطار صنعاء، فيما واحد من كل عشر حالات من هذا العدد تموت في الطريق بين صنعاء وعدن وصنعاء وسيئون.
كما أن هناك 8 آلاف مصاب بالفشل الكلوي بحاجة إلى عمليات زراعة الكلى في الخارج، فيما 60 ألف مصاب بالأورام السرطانية يهدد غالبيتهم الموت المحقق، نتيجة استمرار إغلاق المطار في ظل انعدام 54 صنفاً من أدوية علاج الأورام السرطانية، و68 صنفاً أدوية العمليات الجراحية العامة و31 صنفاً من أدوية الإنعاش والتخدير و60 صنفاً من أدوية الأمراض المزمنة الأخرى، و65 صنفاً من محاليل المختبرات وفحوصات الأنسجة، بحسب بيانات رسمية.
فإلى متى يستمر هذا الوضع الكارثي الذي يعيشه اليمنيين في الداخل والخارج؟ وكم من الوقت يجب على الشعب اليمني أن ينتظره حتى يعي المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، حجم المعاناة التي يتجرعها أبناء اليمن بسبب هذا الحصار الجائر؟؟؟.
خلاصة القول لقد أصبح اليمن سجن كبير وبرعاية أممية..
Malghaithy@gmail.com