السياسية- سبأ: ليلى مالك
اختتمت القمة الثلاثية التي عقدت في انقرة والتي جمعت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، والإيراني حسن روحاني، لمناقشة الأزمة السورية.
وشدد البيان الختامي لقمة أنقرة، على ضرورة الحفاظ على سيادة سوريا ووحدة اراضيها والتمسك بمبادى الامم المتحدة.
كما رفض قادة الدول الثلاث محاولة خلق أي وقائع جديدة في الميدان تحت عباءة مكافحة الإرهاب في سوريا.
وتابع البيان الختامي: القادة أكدوا أنه لا يمكن تحقيق الأمن والاستقرار في شمال شرق سوريا إلا على أساس احترام سيادة وسلامة الأراضي السورية.
ونقل البيان الختامي إدانة زعماء الدول الثلاث لقرار الولايات المتحدة الامريكية بخصوص مرتفعات الجولان السورية الذي يعد انتهاكا للقوانين الدولية ويهدد أمن المنطقة.
كما أكد الزعماء المشاركون في القمة الثلاثية مجددًا على عدم إمكانية حل الأزمة السورية بالوسائل العسكرية، وضرورة حل الصراع من خلال العملية السياسية، التي يقودها السوريون برعاية الأمم المتحدة.
وعقد الرؤساء الثلاثة محادثات ثنائية منفصلة في العاصمة التركية قبيل بدء القمة.
فيما صرح الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، أن “القمة اتخذت قرارات وخطوات هامة من شأنها إنعاش آمال الحل السياسي في سورية”.
وقال إردوغان في تصريح متلفز في افتتاح القمة “نحن متّفقون تماما في سعينا إلى التوصل لاتفاق سياسي يحفظ الوحدة السياسية لسورية وسلامة أراضيها”.
وتابع قائلا: “أعتقد أن قمة أنقرة ستدفع بمسار أستانة خطوة جديدة ومتقدمة نحو الأمام، ومسار أستانة يعتبر المبادرة الوحيدة القادرة على إيجاد حلول مجدية وملموسة لإخماد الحريق المشتعل في سوريا”.
وقال سنتناول في القمة مستجدات الأوضاع في إدلب وشرق الفرات وما آلت إليه الأمور في المسار السياسي ووضع اللاجئين”.
ولفت أردوغان إلى أن القمم الثلاثية التي بدأت في نوفمبر 2017، حققت نجاحات كبيرة، وأن الدول الثلاثة (تركيا إيران روسيا) عمّقت تعاونها في سوريا بهدف إعادة إحلال الاستقرار والأمن والسلام في هذا البلد.
وأشار الرئيس أردوغان إلى أن إبقاء آمال الحل السياسي في سوريا قائما، مرتبط بالدول الثلاثة الضامنة لمسار أستانة.
واستطرد قائلا: “تركيا احتضنت 3.6 مليون سوري فروا من الظلم والإرهاب والمجازر، وهؤلاء ما زالوا في بلادنا، ويستفيدون من كافة الخدمات التعليمية والصحية، وعبر عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون، ألحقنا هزيمة كبيرة بالمجموعات الإرهابية التي تهدد بلادنا ووحدة الأراضي السورية”.
وأردف: “بلغ عدد السوريين الذين عادوا إلى مناطق باتت آمنة مثل عفرين وجرابلس والباب، 360 ألفا، وعبر الخطوات التي أقدمنا عليها في إدلب، أنقذنا حياة 4 ملايين سوري من المأساة كبيرة”.
وأضاف: ” لقد أظهر الهجوم الإرهابي الذي استهدف مستشفى في بلدة جوبان باي السورية مرة أخرى الجانب الوحشي للمنظمة الانفصالية الارهابية(بي كا كا)”.
وتشعر أنقرة بالقلق من تقدم قوات النظام السوري في المنطقة، مدعومة بغطاء جوّي روسي، رغم سلسلة اتفاقات لوقف إطلاق النار التي تم التوصل إليها.
وتدعم إيران وروسيا بشدة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، إلا أن تركيا دعت مرّات عدة للإطاحة به ودعمت فصائل مسلحة في المعارضة. لكن مع تمكّن الأسد من تعزيز وضعه، تحوّلت أولويات تركيا إلى منع تدفق اللاجئين بشكل كبير من إدلب، الواقعة في شمال غرب البلاد.
وتنشر تركيا 12 نقطة مراقبة في إدلب ومحيطها في تطبيق لاتفاق سوتشي الذي تم التوصل إليه قبل عام ونصف عام، وينص على إقامة منطقة منزوعة السلاح في المحافظة لمنع عملية عسكرية سورية واسعة.
من جانبه قال الرئيس الروسي بوتين في افتتاح القمة إن “منطقة خفض التصعيد يجب ألا تشكل ميدانا للاستفزازات المسلّحة”.
وتابع الرئيس الروسي “علينا اتّخاذ تدابير إضافية لتدمير التهديد الإرهابي الآتي من منطقة إدلب تدميرا كاملا”.
وادعى أن بلاده وضعت مع تركيا وإيران أساس الحل الدائم في سورية.
بدوره قال روحاني في افتتاح القمة إن “وجود القوات الأميركية في بلد مستقل وعضو في الأمم المتحدة مثل سورية، يهدد سلامة أراضيه وسيادته الوطنية”.
وأضاف “يجب أن تخرج القوات الأميركية حالا” من سورية.
وقال أن الرئيس الأميركي (دونالد ترامب) أعلن العام الماضي اعتزامه سحب قواته العسكرية من سورية، ومع ذلك، فإن هذا الوعد لم يتحقق شأنه شأن الوعود السابقة التي تقطعها الإدارات الأمريكية المتعاقبة.
وعقد بوتين أيضًا لقاء ثنائيا مغلقا مع روحاني وعقب لقائه روحاني، أعرب بوتين عن أمله بأن يكون تشكيل اللجنة الدستورية “قد أصبح في مراحله النهائية”، وأضاف “يمكن القول إن العمل (على اللجنة الدستورية) انتهى بشكل عام. الشيء الوحيد الذي علينا عمله هو تنسيق إجراءات عمل هذه اللجنة، وبالدرجة الأولى حتى يعمل أعضاؤها بشكل مستقل إلى حد كبير من دون التعرض لأي ضغط من الخارج”.
وفي وقت سابق، صرح معاون الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، بأن اللقاء مع روحاني لن يتناول الملف السوري فحسب، وإنما أيضا بعض قضايا التعاون الثنائي والوضع حول الاتفاق النووي الإيراني.
وأعلنت الرئاسة التركية أن القادة الثلاثة سيناقشون التطورات الأخيرة في سورية إضافة إلى مسألة “ضمان الظروف المناسبة من أجل العودة الطوعية للاجئين ومناقشة الخطوة المشتركة التي سيتم اتّخاذها في الفترة المقبلة بهدف التوصل إلى حل سياسي دائم”.
وتسعى موسكو للضغط من أجل تحقيق اختراق في مسألة تشكيل لجنة دستورية تعمل الأمم المتحدة على تأليفها للإشراف على المرحلة المقبلة للتسوية السياسية في سورية.
وفيما تلعب إيران دورا مهما على أرض المعركة في سورية، إلا أنها حدّت من علنية دورها في الأشهر الأخيرة.
وفي الأثناء، لدى تركيا مخاوف أخرى في ما يتعلق بسورية؛ إذ هددت مرارًا بإطلاق عملية عبر الحدود ضد الفصائل الكردية السورية، التي ترى أنها متحالفة مع مقاتلين أكراد في أراضيها.