بقلم: باتريك وينتور

(صحيفة “الجارديان” البريطانية، ترجمة: نجاة نور– سبأ)

صرح المبعوث الخاص للأمم المتحدة أن اليمن يواجه تهديداً وجودياً، بينما يستعد لإطلاع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على النزاع المدمر والمتعدد الأوجه في البلد.

ويأتي اجتماع الأمم المتحدة بعد مزاعم متنازع عليها من أن فصائل الحوثيين في اليمن كانوا وراء هجمات بطائرات بدون طيار تسببت في دمار كبير في اثنين من المنشآت النفطية السعودية يوم السبت الماضي.

أكثر من أربع سنوات من الحرب بين الحوثيين المدعومين من إيران والتحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية قصمت ظهر اليمن، في ظل اتهامات بارتكاب جرائم حرب من جميع الأطراف.

في الأشهر الأخيرة ظهرت حركة انفصالية في الجنوب استولت على أراضي الحكومة المدعومة من قبل السعودية، مما زاد من تعقيد وضع ساحة المعركة، حيث يتم دعم الانفصاليين من قبل الإمارات التي تعتبر الشريك في الكفاح السعودي ضد الحوثيين.

وقال جريفيث ل(بي بي سي) أن اليمن واجه خطر تجزئة وتهديد وجوده، وهو تهديد كبير للاستقرار في المنطقة, ففي ظل هذه الظروف، ما نحتاج فعله هو عدم إضاعة المزيد من الوقت، والجلوس إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى اتفاق سياسي لإنهاء هذا النزاع.

يعكس تدخل غريفيث المخاوف من أن الهجوم على المنشآت النفطية يمكن أن ينهي أي استعداد سعودي للتنازل عن حصة الحوثيين في المستقبل في الحكومة اليمنية، وأن الرياض ستعود بدلاً من ذلك إلى بحث لا هوادة فيه عن حل عسكري يسحق الحوثيين.

إذا ترسخ لدى الرياض أن الانتصار على الحوثيين ضروري للحد من نفوذ إيران في جميع أنحاء المنطقة، فإن فرص التسوية ستقل.

سيدعو غريفيث الأمم المتحدة يوم الاثنين إلى أن يجتمع جميع الأطراف لإجراء محادثات سياسية واسعة النطاق حول مستقبل البلد، والانتقال من التركيز الضيق على انسحاب القوات الأمنية من ميناء الحديدة المطل على البحر الأحمر، وهو التركيز الرئيسي لدبلوماسيته منذ تم التوصل إلى اتفاق مخطط في ستوكهولم في ديسمبر الماضي.

ويخشى الدبلوماسيون أن يتم تجاهل نداء جريفيث إذا انضمت السعودية إلى الولايات المتحدة الأمريكية في إسناد المسؤولية عن هجوم إلى رابطة بين الحوثيين وإيران.

قامت الإمارات مؤخراً بسحب بعض من قواتها من اليمن، وكانت هنالك آمال في أن السعوديين أيضا قد ينهون مشاركتهم.

وقال غريفيث للبي بي سي إنه لا يمكن أن يرجح شخصيا من وراء المسؤولية عن الهجوم على المنشأة النفطية، أو إثبات ادعاء الحوثيين بأنهم من قاموا بهذا الهجوم.

اظهرت حكومة الولايات المتحدة صورة عبر الأقمار الصناعية قال المسؤولون إنها تظهر آثاراً تتوافق مع احتمالية ان الهجوم قادم من إيران أو العراق، وليس من اليمن.

ولكي يكون إعلان الحوثي بالمسؤولية عن الهجوم صحيحاً، كان يتعين على طائراتها المسلحة أن تطير لنحو 620 ميلاً (1000 كيلومتر) من الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون في شمال غرب اليمن وعبر السعودية للوصول إلى أهدافهم في بقيق.

لا شك أن قدرات الحوثيين في مجال الطائرات بدون طيار قد تطورت تطوراً كثيرا منذ فبراير 2017 عندما اعلنوا لأول مرة أنهم يستخدمونها في مهام الاستطلاع والمسح والتقييم والإنذار المبكر, ولكن الطائرات بدون طيار الأساسية لا تستطيع الوصول لهذا النطاق.

وقال غريفيث: “آمل حقاً أن تكون الولايات المتحدة محقة في أن هذه الصواريخ لم تأت من اليمن لأنها ستجعل الأمر أكثر تعقيدا مما نواجهه الآن لحل النزاع.”

* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.