السياســـية : تقرير || صادق سريع*

"هكذا كان اليمن، بيقين مقاومته الوطنية، سداً منيعاً لمحاولات التفتيت الصهيو - أمريكي والغربي للقضية الفلسطينية والمنطقة العربية"، هكذا بدأ عضو الكتابة الوطنية لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي المغربي، عبد الغني حيدان، حديثه عن اليمن وموقفه المساند لغزة.

وقال: "سيبقى الشعب اليمني ومقاومته العسكرية في جبهة الإسناد لغزة محوراً وطنياً خالصاً في الدفاع عن شرعية الاستقلال والتحرر للوطن الفلسطيني، وحماية للسيادة الوطنية اليمنية من الانتهاكات السافرة".

وأضاف، في حوار لـموقع "عرب جورنال" حول إسناد اليمن لغزة وإعلان قواته المسلحة بدء المرحلة الرابعة من الحصار البحري على كيان "إسرائيل": "إسناد اليمن لغزة يوجه رسائل واضحة لكل الدول العربية والمجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياتهم التاريخية أمام حرب الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، والاعتداءات المتكررة على الشعوب العربية، وانتهاك سيادة دولها في واضحة النهار".

وتابع: "رغم الحصار وحجم الدمار والقتل الذي خلّفه العدوان الصهيوني، فإن القوات اليمنية فاجأت حلف العدو الصهيو - أمريكي - غربي، باستعادة زمام المبادرة في كل مرة بالمواجهة الكاسحة، التي كانت بحق سبباً في معاناة العدوان وارتباكه أمام ضرباتها المعدّة سلفاً بتكتيكات الحرب العسكرية الحالية".

وزاد: "كما أكدنا على الدور الوطني في فلسفة المقاومة ومجابهة الصهيونية والاحتلال، للشعب اليمني المناضل، وهو يتقاسم مع شعبنا المغربي الريادة النضالية في المسيرات المليونية في بلدينا، نصرة للقضية الفلسطينية وتنديداً بالتطبيع مع كيان الاحتلال".

وأعلن اليمن نهاية 2023، فتح معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدّس"، إسناداً لغزة، وفرضت قواته المسلحة حصاراً بحرياً على سفن "إسرائيل" والمملوكة لها والمرتبطة بها، في بحار: الأحمر، والعربي، والأبيض المتوسط، والمحيط الهندي، حتى رفع الحصار ووقف العدوان الصهيوني على غزة.

وأكد حيدان أن الخطوة الأخيرة التي اتخذها اليمن لتوسيع الحصار على الاحتلال للضغط عليه لرفع حصاره الجائر على غزة، قد تدفع العدو للتفكير بجدية في وقف عدوانه ورفع الحصار.

وأعلنت القوات المسلحة اليمنية في 27 يوليو 2025، تصعيد عملياتها العسكرية، بتنفيذ المرحلة الرابعة من الحصار البحري على "إسرائيل"، باستهداف الشركات والسفن ذات العلاقة مع موانئها في أي مكان تطالها أسلحتها.

وتواصل إسناد غزة، بفرض حظر جوي بالصواريخ والمسيّرات على مطار اللد وميناء حيفا في "إسرائيل"، وحصار بحري في البحر الأحمر على سفنها والمرتبطة بها، مما تسبب في إغلاق ميناء أم الرشراش، وإغراق أربع سفن: روبيمار في 18 فبراير 2024، وتوتور في 12 يونيو 2024، ثم ماجيك سيز في 8 يوليو 2025، والأخيرة إيترنيتي سي في 9 يوليو 2025.

والحديث لعضو الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، حيدان: "وكما يعلم الداني والقاصي، فإن القوات المسلحة اليمنية تدرك جيداً مدى المناورات الصهيو -أمريكية، ومحاولات الالتفاف على تكتيكاتها العسكرية وعملياتها التي تستهدف مواقع ومناطق داخل الأراضي المحتلة، والقدرة على فرض حصار بحري على العدوان الصهيو - أمريكي، وذلك باستهداف سفن الاحتلال".

وعلى ماذا يدل ذلك من وجهة نظر السياسي حيدان؟ "هذا إن دلّ على شيء، فإنما يدلّ على التخطيط الإستراتيجي للقوات المسلحة اليمنية، الذي يتمثل أولاً في استنزاف قدرات الاحتلال على المدى المتوسط والبعيد.

ثانياً: في العمل على كسر مخططات العدوان الصهيو - أمريكي في التحكم العسكري جواً وبحراً.

وثالثاً: في الحيلولة دون محاولة عزل القوات اليمنية وإخراجها من دائرة المواجهة، وشلّ قدراتها العسكرية والإعلامية في دعم المقاومة الفلسطينية وجبهات الإسناد".

وقال: "ما هجمات القوات اليمنية بالصواريخ الفَرط صوتية والمسيّرات على عدد من الأهداف في عمق كيان الاحتلال، إلا تأكيد على إدانة المجازر والتقتيل اليومي المُمارس على الشعب الفلسطيني بأيادي التوحش الصهيوني".

وأضاف: "ورغم الهجومات الأمريكية - الصهيونية العدوانية المتوالية على المقاومة اليمنية وشعبها الأبي على عدد من المناطق في اليمن، لكنها لم تنل من عزيمة وإرادة ووطنية المقاتل اليمني في معركة التحرير، نصرة لقضية فلسطين وقضايا الشعوب الرازحة تحت نير الاستعمار".

وشنّت الولايات المتحدة وبريطانيا و"إسرائيل" ودول أوروبية، عدواناً جوياً وبحرياً على اليمن في 12 يناير 2024، بهدف تأمين حركة ملاحة السفن "الإسرائيلية" في البحر الأحمر، بأكثر من 950 غارة وقصفاً جوياً، خلّف 250 شهيداً و714 جريحاً من المدنيين.

وفي 15 مارس 2025، استأنفت عدواناً جوياً آخر على اليمن باسم عملية "الفارس الخشن" بأكثر من 1,500 غارة جوية استمر 53 يوماً، أدى إلى استشهاد 280 مدنياً، وإصابة أكثر من 650 آخرين.

المؤكد، وفق رؤية سياسي حزب الطليعة، أن جبهة الإسناد اليمنية قلبت معادلة الهجوم العدواني إلى هجوم مضاد في البحر والجو، وبالتالي شكّلت هذه الملحمة اليمنية في التصدي، وفي قراءة تكتيكات الحرب العدوانية، بعمق وفهم إستراتيجي، مرجعاً سياسياً وطنياً.

والأمر المحسوم وفق قراءاته السياسية، أن الرد الحقيقي على المشروع الاستعماري هو المقاومة، بكل أشكالها: الفكرية، الإعلامية، والسياسية، والعسكرية، فالمقاومة لم تعد خياراً، بل ضرورة وجودية لحماية الكرامة والسيادة، والخلاص لن يكون إلا بوحدة الشعوب، وتجذر الوعي.

وماذا عن "طوفان الأقصى"؟ "لقد شكّلت معركة السابع من أكتوبر تحولاً مفصلياً، أعقبها تصعيد غير مسبوق في العدوان على قطاع غزة باستخدام أحدث ما توصلت إليه الترسانة التكنولوجية العسكرية".

وعن اتفاقات التطبيع الأخيرة العربية مع الكيان، قال: "لقد كشفت عن وجه آخر لهذا التواطؤ، حيث باتت الدبلوماسية جسراً للتطبيع الاقتصادي والثقافي، لتصفية القضية الفلسطينية، وتحويلها إلى قضية إنسانية هامشية بدل أن تبقى قضية تحرر وطني".

يُشار إلى أن القوات المسلحة اليمنية أطلقت، بفضل الله وتأييده، أكثر من 1,250 صاروخاً ومسيّرة إلى عمق الكيان، واستهدفت بـ430 عملية، أكثر من 245 قطعة بحرية تجارية وحربية تابعة لأمريكا وبريطانيا و"إسرائيل"، في البحرين: الأحمر، والعربي، والمحيط الهندي.