المحرر السياسي :

مثل تشكيل فريق المصالحة الوطنية ضرورة وطنية ملحة ونقطة تحول في مسار العمل السياسي اليمني في واقع غير مسبوق سادة الاضطراب والتمزق والتشرذم وما نتج عن ذلك من رؤى سياسية متباينة بين فرقاء العمل السياسي اليمني الامر الذي استدعى وجود الية معينة تعمل على لم الشمل وجمع مكونات الطيف السياسي اليمني حول مرتكزات اساسية توحد ولا تفرق وتجمع الشمل حول قواسم مشتركة لعل ابرزها الحفاظ على سيادة واستقلال وحدة اليمن وايقاف دوامة العنف والحرب والاقتتال .

لاقى تشكيل المجلس السياسي لهذا الفريق الوطني ترحيبا كبيرا من قبل مكونات العمل السياسي وكافة المهتمين والمتابعين لشأن اليمني والمواطنيين اليمنيين الذين يرون في عمل هذا الفريق مخرجا وطنيا صحيحا للازمة التي عصفت بالوطن والحقت الضرر الكبير بمقدارات البلاد .

وفي حقيقة الامر ان وجود ارضية صلبة للحوار مع  اطراف العمل السياسي الاخرى يمثل مكسبا وطنيا بالغ الاهمية يفترض ان يستفيد منها الجميع وقراءة المتغيرات بعين تنظر الى المستقبل لتجاوز محنة الحاضر وبعقل تركز على الاخطار المحدقة بالبلاد من احتلال وتمزيق للنسيج الاجتماعي اليمني وبروز نزعات الانفصال والعودة الى ماقبل 22 مايو1990م .

ان الضرورة الوطنية الكبرى تستدعي تجاوز الذات الى العام وتغليب المصالح الوطنية العليا على المصالح الحزبية الضيقة والمكاسب الشخصية والسعي بعقلية منفتحة الى ايجاد السبل والمخارج الكفيلة للازمة التي تعيشها البلاد جراء الحرب التي شنت عليها منذ اكثر من اربعة اعوام ..هذه المسألة بحاجة الى تكاتف جميع ابناء الوطن الواحد وتوحيد رؤيتهم حول مصلحة الوطن العليا اولا واخيرا والعمل على ايجاد الحلول الناجعة لها .

والان على الجميع مسؤولين في الحكومة والمعارضة تمثل المصلحة العليا للوطن والمشاركة في هذا الحوار الذي غايته الاولى والاخيرة خدمة الوطن ومواطنيه .

ان اتخاذ قرار المشاركة في الحوار قرار شجاع يصدر من قادة وقامات وطنية سامقة يهمها المصلحة العليا للوطن وتقديم التنازلات لانجاح الحوار ومغادرة مواقع التموضع والتمترس الخاطئة وتغليب المصلحة الوطنية العليا على المصالح الحزبية والفردية الضيقة والدخول في مسار حوار تاريخي لانقاذ الوطن مما تحاك له من مؤامرات .

فهل يعي الجميع اهمية الحوار ومصلحة الوطن العليا ؟ نأمل ذلك .