خيار اليمنيين

القوة لتحقيق السلام

 أحمد يحيى الديلمي

   يبدو ان  فريق غرفة العمليات المشتركة بما يسمى بدول التحالف تأخذ عقليات محنطة تأخذ كل ما تتلقاه على محمل الجد وتعتبره مسلمات وحقائق يصعب تجاوزها والتشكيك في مصداقيتها وهذه هي الاشكالية الكبرى خاصة انها نقلت فكرة الاستسلام والتقيد الحرفي بما يأتي من خبراء واشنطن ولندن الى غرفة العمليات الاعلامية فهي تنقل المعلومة على علاتها وتتعاطى معها بنفس الاستلاب وعدم القدرة على قراءة ما خلف الصدور من هذه النقطة يمكننا قراءة المواقف وردود الافعال النزقة عقب العملية الهجومية النوعية التي نفذها ابطال الطيران المسير وطالت اكبر منشأة نفطية سعودية .

  دقة الفعل ومستوى تأثيره افزع الجميع وفي المقدمة رأس الافعى في واشنطن حيث تعاقبت التصريحات وردود الافعال من قمة الهرم الرئيس ترامب الذي هاتف ولي العهد ابن سلمان ليؤكد له استمرار امريكا في حمل لواء الدفاع عن السعودية ودول الخليج من الخطر الايراني

واكمل المهمة وزير الخارجية الذي حرف بوصلة ما جرى بانكار ان يكون انصار الله هم من استهدفوا المنشأة النفطية والقى بالتهمة على ايران

طبعا فكرة صدق المعلومة باتباع التوظيف السياسي والتسريب والتكذيب لخدمة غايات محددة غاب عن اذهان المتلقين العرب بينما امريكا واضحة وتسعى لرسم المعادلة المعقدة في المنطقة والتحكم في لعبه موازين القوى بزيادة الضغط على ايران وتجميع اوراق التفاوض لخدمة الاستراتيجية الامريكية وهذا مالم يصل الى اذها ن المحللين السياسين العرب الذين حاولوا التخفيف من الضربة بعد ان وصفها المحللين الغربيين بالضربة الموجعة والقاسية والاعنف والادق للتأكيد على ان الامر يصعب على الجانب اليمني الوصول اليه كون ماتم بمنتهى البراعة والمهارة التي تفوق قدرات الجانب اليمني فكانت ايران هي وجه الاتهام وعلى هذا الاساس تعاقبت امواج التضليل والخداع والمبالغة والتهويل بدءا بتجريد اليمنيين من القدرة على الفعل وانتهاء بتحميل ايران او العراق تبعات ما جرى

وهنا نقول الشعب اليمني في موقف المتقي يتعرض لابشع عدوان همجي سافر وحصار جائر فاقم الازمات الانسانية والعدو المغرور المتغطرس لا يفهم الا لغة القوة وهو الذي حدد خيارات الرد وكما يقال الحاجة ام الاختراع فلقد استطاع اليمنيون ابتكار اله الردع القوية القادرة على ردع المعتدين والضغط عليهم لايقاف العدوان والاستماع الى صوت العقل أي ان المحنة ضاعفت قدرات اليمنيين ومكنتهم من الرد الفاعل والمؤثر بقصد فرض السلام بالقوة وفي اطار حق الرد الطبيعي الذي تكفله الديانات السماوية والمواثيق الدولية .

وهنا تتجلى حقيقة هامة مفادها ان اليمنيين لا يحملون ذرة  حقد على احد ولا يمثلون أي تهديد للامن على المستوى الاقليمي والدولي وانما يحدث لا يعدو عن كونه عملية جراحية اضطرارية لعب المعتدون دورا اساسيا وفاعلا في تحديدها ووضع بنك اهدافها لان ما اتسمت اعمالها من صلافة وجلافه اقتضت ان تكون الضربات موجعة تستهدف المنشأت الحيوية البعيدة عن المدنيين ومساكنهم وهذه هي اخلاق اليمنيين وستظل كذلك حتى يعود المعتدون الى رشدهم وينصاعوا للحق .

والله من وراء القصد ،،،