التهديد الفعلي من اليمن لمكانة "إسرائيل"
                     السياسية : تقرير || صادق سريع*   
في ظلّ تصعيد اليمن عملياته العسكرية، عبر إطلاق الصواريخ والمسيّرات إلى عمق "إسرائيل"، دعمًا لغزة ومقاومتها في مواجهة العدوان الصهيو - أمريكي على القطاع المُدمر والمُحاصَر والمُجوّع، وسط حالة من الخذلان العربي المقيت، والصمت العالمي المُخزِي.
قال الخبير الصهيوني لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا - نائب رئيس جامعة يافا المحتلة، إيال زيسر: "إن هجمات اليمنيين لم تعد مجرد إزعاجات في ساعات الفجر، بل تحوّلت إلى تهديد فعلي له تداعيات اقتصادية وأمنية مباشرة على 'إسرائيل'".
وأضاف في مقال نشره في صحيفة "يسرائيل هيوم": "إن الصواريخ والمسيّرات التي تُطلق من اليمن تفرض أثمانًا باهظة على 'إسرائيل'، أبرزها تعطيل حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر وإغلاق ميناء أم الرشراش".
وتابع محذرًا من تساهل "إسرائيل" تجاه الضربات اليمنية: "إن ذلك يُرسل إشارات ضعف تشجّع اليمنيين على المضي قُدمًا، بل وربما توسيع دائرة التهديد لتشمل الطيران المدني الإسرائيلي وغيره، وليس فقط السفن".
وإذ أكد أن "ما يُسمّى بـ'النصر الإسرائيلي' لن يكتمل من دون التعامل الجدي مع الجبهة السابعة في اليمن التي تُهدد على المدى البعيد مكانة 'إسرائيل' وصورتها الردعية"، انتقد رد كيانه على الهجمات اليمنية، واصفًا إياه بـ"الجزئي والمتلعثم"، الذي يُستخدم لأغراض إعلامية ومعنوية أكثر من كونه وسيلة حقيقية للحسم.
من وجهة نظر الخبير زيسر، فإن تنميط "أنصار الله" اليمنيين كمجموعة بدائية تحكم أرضًا متخلفة لم تعد دقيقة، إذ باتوا يمتلكون منظومة متطورة من الطائرات المسيّرة والصواريخ، ويستخدمونها بكفاءة رغم الضربات التي يتلقونها.
وتواصل القوات المسلحة اليمنية إسناد غزة، بفرض الحظر الجوي بالصواريخ والمسيّرات على مطار اللد وميناء حيفا في "إسرائيل"، والحصار البحري المستمر في البحر الأحمر على سفنها، مما تسبب في إغلاق ميناء أم الرشراش، وإغراق أربع سفن: "روبيمار" في 18 فبراير 2024، و"توتور" في 12 يونيو 2024، ثم "ماجيك سيز" في 8 يوليو 2025، والأخيرة "إيترنيتي سي" في 9 يوليو 2025.
خيارات التصعيد القادمة
والجمعة 25 يوليو 2025، استُهدفت أهداف حيوية بعمليات عسكرية نوعية، على منطقة بئر السبع بعمق "إسرائيل" بصاروخ باليستي فرط صوتي نوع "فلسطين 2"، ومناطق أم الرشراش وعسقلان والخضيرة المحتلات بثلاث طائرات مسيّرة، وقد حققت أهدافها بنجاح.
وأكد الناطق الرسمي العميد يحيى سريع، في بيان الجمعة العسكري المتلفز، أن القوات المسلحة اليمنية تدرس خيارات تصعيدية جديدة للضغط لوقف العدوان وحرب التجويع والإبادة التي يرتكبها العدو 'الإسرائيلي' والأمريكي في غزة، مؤكدًا ثبات موقف اليمن في إسناد الشعب الفلسطيني المظلوم مهما كانت التداعيات.
وفي وقت سابق، يوم الخميس 24 يوليو الجاري، كشف قائد الثورة، السيد عبد الملك الحوثي، في خطابه الأسبوعي، عن توجّه اليمن لخيارات تصعيدية إضافية ضمن تطوير القدرات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية للتنكيل بالعدو 'الإسرائيلي' والضغط عليه لوقف عدوانه وحرب التجويع ضد سكان قطاع غزة.
وأوضح السيد الحوثي أن العمليات العسكرية اليمنية، منذ بدء معركة إسناد غزة في المواجهات البحرية ضد دول العدوان الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي والأوروبي وعلى "إسرائيل"، بلغت 1679 عملية بالصواريخ والمسيّرات والزوارق الحربية البحرية.
وأعلنت حكومة صنعاء في اليمن نهاية 2023، فتح معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدّس"، إسنادًا لغزة، وفرضت قواتها المسلحة حصارًا بحريًا على سفن "إسرائيل" والمملوكة لها والمرتبطة بها، في بحار: الأحمر، والعربي، والأبيض المتوسط، والمحيط الهندي، حتى رفع الحصار ووقف العدوان الصهيوني على غزة.
وانتقامًا لموقفها المساند لغزة ضد العدوان الصهيوني على القطاع الفلسطيني، شنّت الولايات المتحدة وبريطانيا و"إسرائيل" ودول أوروبية أخرى عدوانًا جويًا وبحريًا على اليمن في 12 يناير 2024، في سبيل الدفاع عن حركة ملاحة السفن 'الإسرائيلية' في البحر الأحمر، بأكثر من 950 غارة وقصفًا جويًّا، خلّف 250 شهيدًا و714 جريحًا من المدنيين.
وفي 15 مارس 2025، شنّت عدوانًا جويًا آخر على اليمن باسم عملية "الفارس الخشن" بأكثر من 1,500 غارة جوية لمدة 53 يومًا، أدت إلى استشهاد 280 مدنيًّا، وإصابة أكثر من 650 آخرين.
يُشار إلى أن القوات المسلحة اليمنية أطلقت، بفضل الله وتأييده، أكثر من 1,250 صاروخًا ومسيّرة إلى عمق الكيان، واستهدفت بـ430 عملية أكثر من 245 قطعة بحرية تجارية وحربية تابعة لأمريكا وبريطانيا و"إسرائيل"، في البحرين: الأحمر، والعربي، والمحيط الهندي.
                

 
                    
                    
                    
                 
                         
                         
                         
                         
                         
                     
                     
                     
                     
                     
                     
                     
                     
                     
                     
                     
                    
 
                     
                     
                     
                     
                     
                     
                     
                     
                     
                     
                     
                     
                     
                     
                     
                     
                     
                    