مهمة البحث عن الدقيق في غزة: نريد أن ننجو من الموت جوعا
السياسية - تقــــرير :
تكاد رحلة البحث عن الدقيق في قطاع غزة تختزل أبرز ملامح المأساة الإنسانية التي تتسع كارثيتها منذ نحو عامين تقريبًا، وتلتهم تداعياتها كثيرًا من أوراح الغزيين كل ساعة بل كل دقيقة؛ جراء إمعان العدو الاسرائيلي بدعم أمريكي في ممارسة جريمة الإبادة الجماعية قتلًا وتجويعًا ونزوحًا وتدميرًا لكل شيء.
بات الحصول على كيلو الدقيق في القطاع مهمة شاقة جدا؛ حيث ينتظر الموت جوعًا من أفلت من الموت بالصواريخ.
تقول أرملة شهيد، بعد خروجها من وسط تجمع لبيع الدقيق: "مهمة شاقة أن تحصل على كيلو دقيق واحد!".
وأضافت في تقرير لموقع (فلسطين اون لاين):"الجوع يقتل أبناءنا، لقد نهش أجساد الصغار والكبار!".
و زادت :"الآن لا نبحث سوى عن الدقيق، نريد أن ننجو من الموت جوعًا".
يخرج الغزيون، منذ الصباح، بحثًا عن بعض من الدقيق يطعمون به أطفالهم، وفي كثير من الأحيان تخيب مساعيهم.
سميرة عيسى (55 عامًا)، التي تخرج منذ الصباح الباكر من منزلها في مخيم المغازي، قاصدة سوق المخيم الواقع وسط القطاع لشراء كيلو دقيق يصل سعره إلى 60 شيكل (نحو 20 دولارًا)؛ لتُطعم به أبناءها الستة؛ ولكنها لا تجده.
تضرب مجاعة كارثية سكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة؛ جراء الحصار الذي فرضته قوات العدو الصهيونية منذ 2 مارس الماضي.
يقول البائع ناجي مصلح (40 عامًا): "نخاطر بحياتنا من أجل جلب الدقيق لعائلتي أو للناس، لا خيار أمامنا سوى البحث عن الدقيق".
حاتم الشوبكي (50) عاما، من سكان مخيم النصيرات، يضطر للسير مسافات طويلة برفقة جيرانه، عبر طريق البحر باتجاه شمال القطاع، على أمل الحصول على كيس دقيق لعائلته من شاحنات الإمدادات الغذائية.
يقول بقلب يعتصره الألم:"منذ أسبوعين لا يوجد دقيق في منزلي لإطعام ولا دواء ولا ماء ولا مال، فقط الجوع والموت".
وحذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، مؤكدة: "أن اليأس بلغ ذروته"، في ظل الحرب والحصار والتهجير القسري والقصف المكثف.
وفي وقت سابق ، أطلقت أكثر من 100 منظمة إنسانية دولية تحذيرًا صارخًا بشأن الوضع في غزة: "الأسواق خاوية من المواد الغذائية، النفايات تتراكم، الأمراض تنتشر، وسكان غزة ينهارون في الشوارع من الجوع والجفاف."
سبأ

