السياسية : تقرير || صادق سريع*

"اضطرت بحريات أمريكا وأوروبا إلى التراجع ثم الانسحاب من مواجهة القوات المسلحة اليمنية في معركة البحر الأحمر"، هكذا عنونت صحيفة "فوينيه أوبزرينيه" الروسية تقريرها العسكري.

وقالت: "لقد فشلت قوات البحرية الأمريكية والأوروبية، التي تعتبر أقوى البحريات في العالم، في المواجهة البحرية مع قوات صنعاء، وقد باتت الأخيرة المسيطرة على البحر الأحمر منذ بدء معركة إسنادها لغزة في نوفمبر 2023".

وأضافت: "هذا الفشل لم يقتصر على البحرية الأمريكية فقط، بل طال بحريات دول الاتحاد الأوروبي التي فشلت أيضاً في مهمة (إسبيدس) البحرية للدفاع عن السفن الإسرائيلية بذريعة تأمين الملاحة الدولية في البحر الأحمر".

وتابعت: "أن فشل أمريكا ودول أوروبا قد أدى إلى انخفاض عدد السفن التي تعبر البحر الأحمر بنسبة 60% بعد سيطرة اليمنيين عليه، وذلك يؤكد تأثيرهم الكبير في السيطرة على الشريان الملاحي الحيوي الدولي".

وأكدت: "حالياً لا توجد أي سفن أمريكية وأوروبية في البحر الأحمر، وهو وضع لم يحدث من قبل أن يفرض اليمنيون السيطرة على أحد أهم الممرات المائية في العالم".

وأعلن اليمن نهاية 2023 فتح معركة عسكرية باسم "الفتح الموعود والجهاد المقدّس"، إسناداً لغزة، وفرضت قواته المسلحة حصارًا بحريًا على سفن "إسرائيل" والمملوكة لها والمرتبطة بها، في بحار: الأحمر، والعربي، والأبيض المتوسط، والمحيط الهندي، حتى رفع الحصار ووقف العدوان الصهيوني على غزة.

عقب ذلك، شنّت الولايات المتحدة عدوانًا جويًا وبحريًا في 12 يناير 2024 للدفاع عن السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر بمشاركة بريطانيا و"إسرائيل" ودول أوروبية، بأكثر من 950 غارة وقصفًا جويًّا، خلّف 250 شهيدًا و714 جريحًا من المدنيين.

وبعده شنّت واشنطن عدوانًا جويًا آخر على اليمن باسم عملية "الفارس الخشن" في 15 مارس 2025، بأكثر من 1,500 غارة جوية لمدة 53 يومًا، أدت إلى استشهاد 280 مدنيًّا، وإصابة أكثر من 650 آخرين.

رغم حملات العدوان الصهيو- أمريكي، لم تتوقف القوات المسلحة اليمنية في إسناد غزة، وقد أستمرت في فرض الحظر الجوي بالصواريخ والمسيّرات على مطار اللد وميناء حيفا في "إسرائيل"، والحصار البحري المستمر في البحر الأحمر على سفنها، مما تسبب في إغلاق ميناء أم الرشراش، وإغراق أربع سفن: "روبيمار" في 18 فبراير 2024، و"توتور" في 12 يونيو 2024، ثم "ماجيك سيز" في 8 يوليو 2025، والأخيرة "إيترنيتي سي" في 9 يوليو 2025.

وفي ثلاثاء 6 مايو 2025، أعلن الرئيس الأمريكي المجرم، دونالد ترامب، وقف عمليات العدوان على اليمن، ليؤكد فشل أهداف عدوان إدارته (تدمير اليمن وقواته المسلحة ووقف الهجمات على سفن دول العدوان في البحر الأحمر)، وتخلي واشنطن عن حماية "إسرائيل"، التي تُركت وحيدة في مواجهة صواريخ ومسيّرات جبهة الإسناد اليمنية المستمرة لغزة على مدى 21 شهراً حتى اللحظة.

المواجهات البحرية الصعبة

في تأكيد آخر وليس أخير، ضمن إقرارات الفشل، جاء الإقرار اللوجستي على فشل أمريكا في اليمن، بقول صحيفة "وول ستريت جورنال": "إن البحرية الأمريكية خاضت مواجهات صعبة مع القوات اليمنية التي جعلت الصواريخ محورًا رئيسيًا في ترسانتها العسكرية".

وأضافت: "من التحديات التي واجهت سفن قوات البحرية الأمريكية عودتها الاضطرارية إلى الموانئ الواقعة في بحار الأبيض المتوسط أو البحر الأحمر لتذخيرها بالصواريخ الاعتراضية كلما نفذت".

وتابعت: "المواجهات بين قوات صنعاء وواشنطن في البحر الأحمر، كشفت حقيقة حجم ترسانة الأخيرة من الصواريخ الاعتراضية وحاجتها لترسانة أضخم"، في اعتراف أمريكي جديد باستنزاف القوات اليمنية لصواريخ الحاملات والمدمرات في المواجهة.

وأقرت "جورنال" بعدم امتلاك قوات البحرية الأمريكية أي طريقة موثوقة لإعادة تذخير الصواريخ في عرض البحر، كون المهمة في البحر صعبة للغاية بسبب الوزن والحجم.

خلاصة تقرير خبراء "أوبزرينيه" الروسية: إن المواجهات البحرية بين قوات صنعاء وواشنطن فرضت تحولات جيوسياسية مهمة في المنطقة، حققها اليمنيون بقدراتهم العسكرية وإرادتهم الصلبة على أقوى جيوش العالم، بالسيطرة على أحد أهم الممرات المائية وطرق التجارة العالمية.

يُشار إلى أن القوات المسلحة اليمنية أطلقت، بفضل الله وتأييده، أكثر من 1,250 صاروخًا ومسيّرة إلى عمق الكيان، وأسقطت ثلاث طائرات من طراز "F-18" تابعة لحاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان"، و26 طائرة من طراز "MQ-9"، منها 22 في معركة إسناد غزة، وأربع أثناء العدوان الأمريكي - السعودي الذي شُن على اليمن في 26 مارس 2015، وانتهى في 2023.