السياسية : تقرير || صادق سريع*
في إقرار جديد نقلته ماكنات الإعلام الغربية والعبرية ضمن سردية هزيمة "إسرائيل" عقب إغلاق نافذتها البحرية الإستراتيجية إلى الشرق ميناء (أم الرشراش)، بصواريخ قوات صنعاء؛ يثبت انتصار اليمن على قوى العدوان الصهيو - أمريكي بنكهة قوة الردع في معركة الهيمنة البحرية المساندة لغزة.

من كبريات الصحف العالمية، اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إغلاق ميناء أم الرشراش الذي يمثل البوابة الجنوبية للكيان الغاصب إلى شرق الكرة الأرضية، نصرًا ميدانيًا وإستراتيجيًا للقوات المسلحة اليمنية.

وقالت: "إن العمليات العسكرية اليمنية المساندة لغزة في البحر الأحمر وعلى 'إسرائيل' أصابت حركة الملاحة البحرية والتجارية لميناء أم الرشراش الإسرائيلي الواقع في أقصى الأراضي المحتلة بالشلل التام".

وأضافت: "الضربات اليمنية لم تقتصر على تهديد حركة الملاحة الإسرائيلية فحسب، بل أستهدفت ميناء أم الرشراش نفسه، بهجمات الصواريخ الباليستية والمسيّرات حتى أضطر الميناء لإعلان الإغلاق النهائي".

يقول المدير التنفيذي للميناء جدعون غولبر: "إن إدارة الميناء أبلغت وزارات الاقتصاد والنقل والمالية في الحكومة الإسرائيلية أن استمرار دفع رواتب الموظفين والضرائب دون أي عوائد تشغيلية أصبح مستحيلاً".

يضيف: "ميناء 'إيلات' أم الرشراش كان يتكبَّد خسائر شهريًا أكثر من أربعة ملايين شيكل، على مدى 19 شهرًا"، في إشارة إلى بدء اليمن معركة إسناد لغزة التي أعلنها في نوفمبر 2023.

وأعلنت هيئة الموانئ والملاحة الإسرائيلية، الأسبوع الجاري، وقف حركة الميناء نهائيًا، الذي يعد الشريان الإستراتيجي والحيوي لـ"إسرائيل"، إلى قارة آسيا، بعد إفلاسه وتراكم الديون عليه بسبب استمرار هجمات الصواريخ والمسيّرات اليمنية.

الحقيقة المؤكدة بنظر "واشنطن بوست"، الواسعة الانتشار في الولايات المتحدة وأوروبا و"إسرائيل"، تقول: "إن إغلاق ميناء أم الرشراش يُمثل انتصارًا رمزيًا ومعنويًا كبيرًا لليمنيين، ورسالة عسكرية قوية من اليمن تثبت فشل معادلات الردع الصهيونية والأمريكية أمام صمود القوات المسلحة اليمنية".

والأمر المحسوم، في تقريرها، هو أن الميناء، الذي يُعد البوابة الجنوبية للكيان الصهيوني لإدخال السلع والبضائع المستوردة من الصين والهند وأستراليا، أصبح اليوم رهن الإغلاق الكلي والمستمر، في حين غيرت شركات الشحن والنقل البحرية الدولية مساراتها عبر رأس الرجاء الصالح، ما يُضاعف التكاليف ويُضعف عمليات الاستيراد عبر الميناء المغلق.

خلاصة رؤية خبراء "الـ"بوست"، تشير إلى أن مستقبل ميناء أم الرشراش بات اليوم مرهونًا بقرار اليمنيين في البحر الأحمر، وأن توازن الردع الذي فرضته قواته قد أخرج الميناء عن الخدمة، دون أن تتمكن واشنطن، حليفة "إسرائيل"، من عمل أي شيء لإنقاذ الميناء من مصير الإغلاق.

وأعلن اليمن نهاية 2023، فرض حصارٍ بحري على سفن "إسرائيل" والمملوكة لها والمرتبطة بها، في بحار: الأحمر، والعربي، والأبيض المتوسط، والمحيط الهندي، حتى رفع الحصار ووقف العدوان الصهيوني على غزة.

إقرار الفشل والتأثير

في الشأن ذاته، أقرّت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العِبرية، بتأثير الحصار اليمني المفروض على سفن "إسرائيل" والمرتبطة بها في البحر الأحمر وعلى مؤانئها، على اقتصاد الكيان الصهيوني.

واعتبرت إغلاق ميناء أم الرشراش تأكيدًا لفشل قدرات بحريات أمريكا و"إسرائيل" وأوروبا في عدم رفع الحظر البحري ووقف العمليات اليمنية في البحر الأحمر وعلى الميناء نفسه الذي أغلقته الصواريخ والمسيّرات التي تُطلق من اليمن.

وتواصل قوات صنعاء فرض الحظر الجوي بالصواريخ والمسيّرات على مطار اللد الدولي وميناء حيفا في "إسرائيل"، والحصار البحري في البحر الأحمر على سفنها، ما أدى إلى إغلاق ميناء أم الرشراش، وإغراق أربع سفن: "روبيمار" في 18 فبراير 2024، و"توتور" في 12 يونيو 2024، ثم "ماجيك سيز" في 8 يوليو 2025، والأخيرة "إيترنيتي سي" في 9 يوليو 2025.

المهمة الصعبة لـ"آركتيك"

في سياق الحدث، قال قائد قيادة النقل البحري العسكري الأمريكي، الأميرال فيليب سوبك، في اعتراف أمريكي من العيار الثقيل: "واجهنا معارك بحرية مع قوات البحرية اليمنية المساندة لغزة لم نشهد مثيلها منذ أربعينات القرن الماضي، لقد جعلتنا هجمات الصواريخ التي يُطلقها اليمنيون نحونا متيقظين على الدوام".

وأضاف لموقع "المعهد البحري" الأمريكي: "عمل طاقم السفينة 'يو إس إن إس آركتيك' في ظل ظروف قتالية صعبة، وقد تطلب الأمر حالة تأهب مستمرة لمواجهة التهديدات المتكررة من قوات صنعاء، التي أرهقت الطواقم والآليات العسكرية بشكل غير مسبوق".

وأكد أن سفينة الدعم القتالي 'يو إس إن إس آركتيك' أنهت مؤخرًا واحدة من أصعب المهام في تاريخها بعد انتشار في البحر الأحمر استمر تسعة أشهر في مواجهة الهجمات المستمرة من المسيّرات والصواريخ اليمنية في البحر الأحمر.

وأشار الموقع إلى أن السفينة الحربية 'آركتيك' تتجه في طريقها إلى ولاية ساوث كارولاينا الأمريكية لعمل صيانة شاملة لمدة ستة أشهر، بعد تعرضها لأضرار كبيرة بمهمتها الأخيرة في البحر الأحمر.

يُشار إلى أن القوات المسلحة اليمنية أطلقت، بفضل الله وتأييده، في معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدَّس"، المساندة لغزة، أكثر من 1,250 صاروخًا ومسيّرة إلى عُمق الكيان، واستهدفت أكثر من 245 قطعة بحرية تجارية وحربية تابعة لأمريكا وبريطانيا و"إسرائيل"، في البحرين: الأحمر، والعربي، والمحيط الهندي.