هكذا تحوّلت صنعاء رمزاً للمقاومة العربية!
السياسية : تقرير || صادق سريع*
"قوات صنعاء تحوّلت إلى رمز للمقاومة في نظر الشعوب العربية والغربية المؤيدة لفلسطين، باستمرار إطلاق العمليات العسكرية المباشرة إلى 'إسرائيل' وفرض الحظر الجوي والبحري، بهجمات الصواريخ والمسيرات" إسناداً لغزة، هكذا قالت منظمة "الديمقراطية الآن للعالم العربي DAWN".
وأضافت، وهي منظمة غير ربحية تأسست في سبتمبر 2020، وتدعو إلى الديمقراطية وحقوق الإنسان في الشرق الأوسط من مقرها بواشنطن: "انتشر التحدي العسكري للقوات اليمنية على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، وأُشيد بها في الخطاب الإقليمي باعتبارها عرضاً نادراً للتضامن العربي مع غزة".
إقرار بفشل اعتراض صواريخ صنعاء
في السياق، تحدثت مواقع أمريكية وعبرية عن فشل منظومات الدفاع الجوية الإسرائيلية في اعتراض الصواريخ الباليستية والفرط صوتية القادمة من اليمن إلى "إسرائيل" إسناداً لغزة.
وقالت مجلة "نيوزويك" الأمريكية: "إن الدفاعات الصاروخية الأمريكية، منظومة 'ثاد'، التي تعتمد عليها 'إسرائيل' منذ فترة طويلة لمحاولة اعتراض الصواريخ اليمنية، استُنفدت بشكل كبير".
وأضافت: "الولايات المتحدة استخدمت 20% من مخزونها العالمي من صواريخ 'ثاد' لحماية 'إسرائيل' خلال المواجهة الأخيرة مع اليمن وإيران"، مبينة أن المنظومة فشلت عدة مرات في اعتراض الصواريخ اليمنية في 'إسرائيل".
وإذ أكد موقع "بزنس إنسايدر" فشل الدفاعات الإسرائيلية في اعتراض الصواريخ اليمنية، أشار إلى أن هناك توجهاً "إسرائيلياً" لتطوير منظومات الاعتراض بعد إخفاقها في مواجهة الصواريخ اليمنية والإيرانية.
وقال الموقع الأمريكي إن "إسرائيل" تتوجه لتطوير منظومة الدفاع الجوية "حيتس" بعد الفشل في اعتراض الصواريخ القادمة من اليمن.
وأقرت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية بنجاح قوات صنعاء في الحفاظ على القدرات الصاروخية التي تمكنها من الاستمرار في إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة إلى عمق "إسرائيل".
وأكدت أن التصعيد العسكري لليمنيين، باستمرار إطلاق الصواريخ والمسيّرات إلى الكيان، يثبت مصداقيتهم في إسناد غزة، في رسالة عسكرية مفادها: "نحن مستمرون في معركة الإسناد ضد 'إسرائيل' حتى وقف العدوان على غزة".
..وإقرار آخر بإخفاق الضغوط العسكرية
بدورها، أقرت منظمة "رصد النزاعات المسلحة الغربية" بفشل الضغوط العسكرية والعدوان الأمريكي - البريطاني - 'الإسرائيلي' في وقف العمليات العسكرية اليمنية المساندة لغزة في البحر الأحمر وإلى "إسرائيل"، المستمرة منذ نوفمبر 2023.
وقالت: "على الرغم من اعتماد قوات صنعاء على توجيه ضربات عسكرية إستراتيجية محدودة، فإن فعالية تأثيراتها العملياتية والاقتصادية والنفسية على 'إسرائيل' كبيرة".
وأضافت: "إن اليمن نجح في شل حركة الطيران في أجواء 'إسرائيل'، وأجبر شركات الطيران العالمية على تعليق وإلغاء رحلاتها الجوية إلى مطار اللد 'بن غوريون'، بفرض الحظر الجوي بالصواريخ والمسيّرات منذ مايو الفائت، في واحدة من أبرز تجليات الأثر العسكري لجبهة الإسناد اليمنية لغزة".
صنعاء تعيد تعريف الحرب
واعتبرت الهجمات اليمنية في البحر الأحمر رداً مباشراً على استمرار العدوان الصهيوني على غزة، لا سيما أن 17% فقط من السفن المستهدفة ترتبط مباشرة بـ"إسرائيل" وأمريكا وبريطانيا، وهو ما يفضح رواية الغرب بشأن استهداف حركة الملاحة الدولية.
وأكدت فشل الحملة الجوية الأمريكية العدوانية على اليمن، بالغارات الجوية منذ يناير 2024، في شل القدرات العسكرية للقوات اليمنية أو تقليص فعاليتها، مما كشف محدودية التأثير العسكري الأمريكي.
المحسوم بقناعة المنظمة الغربية هو نجاح قوات صنعاء في إعادة تعريف الحرب غير المتكافئة في المنطقة، وأن نجاحها الحقيقي لا يكمن فقط في السلاح، بل في براعتها الإستراتيجية وقدرتها الإعلامية على بناء خطاب مقاوم يولّد شعور الخطر الدائم لدى "إسرائيل".
..وتستمر في إسناد غزة
واستهدفت قوات صنعاء يوم السبت 28 يونيو 2025، بإطلاق صاروخ باليستي نوع "ذو الفقار"، هدفاً حساساً في منطقة بئر السبع بيافا المحتلة، بعمق "إسرائيل".
وأشارت في البيان العسكري إلى أنها استهدفت الأسبوع الماضي، مواقع حساسة ومنشآت عسكرية صهيونية في بئر السبع ويافا وحيفا بفلسطين المحتلة، بعدد من الصواريخ الباليستية والمسيَّرات.
يُشار إلى أن القوات المسلحة اليمنية - بفضل الله وتأييده - أسقطت ثلاث طائرات من نوع "F-18" تابعة لحاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان" في معارك البحر الأحمر، و26 طائرة أمريكية من طراز "MQ-9" في أجواء اليمن؛ 22 طائرة منها في معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدّس" نصرةً لغزة، وأربع خلال العدوان الأمريكي - السعودي الذي بدأ في 26 مارس 2015 واستمر ثماني سنوات.
وقد استهدفت، منذ نوفمبر 2023، أكثر من 240 قِطعة بحرية تجارية وحربية تابعة للعدو الأمريكي والبريطاني و"الإسرائيلي"، وأطلقت أكثر من 1,240 صاروخاً ومسيّرة إلى عُمق الكيان، إسناداً لغزة.

