وفاء ترامب لتهجير غزة..!!
محمد الحريشي*
يؤكد عودة العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة إصرار الصهيوني الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تنفيذ مشروع خطة التهجير لشعب غزة إلى دولتي مصر والأردن وربما إلى دول أخرى في المنطقة مثل السعودية وسوريا أو أرض الصومال في القارة الأفريقية.
جاء الرئيس الأمريكي إلى البيت الأبيض (الأسود) حاملاً في راسه فكرة مشروع التهجير ضمن برنامج خطته الصليبية والوعد الذي قطعه لجماعات الضغط "اللوبي" الصهيونية في أمريكا أثناء حملته الإنتخابية الرئاسية نهاية العام الماضي.
من المعلوم إن جماعات الضغط "اللوبي" اليهودية الصهيونية تمتلك مفاتيح الفوز الإنتخابي في أي إنتخابات رئاسية في أمريكا، فعلى أي مرشح رئاسي أمريكي يريد الفوز وحكم البيت الأسود والعالم، عليه الخضوع لشروطها اللوبية والمرور من بوابتها السرية مثلما فعل ترامب تماماً وإلا فمصيره السقوط!!
بعد فوزه في الإنتخابات الرئاسية 2024، لولاية ثانية مدتها أربع سنوات، أعتكف ترامب وإدارته لعدة أيام قبل إستلامه مقاليد حكم البيت الأبيض، لإعداد الخطط والسيناريوهات، وفق الوعود التي قطعها للوبيات المنظومة الصهيونية العالمية مقابل الدعم المالي والسياسي والإعلامي الذي أغدقته في حملته الإنتخابية، وكانت أبرز تلك القرارات في المنطقة، إحتلال قطاع غزة وتهجير سكانها وتصنيف جبهة اليمن بالإرهاب.
لم تكن خطة ترامب مجرد قرار إرتجالي قيل في حالة غضب لعرقلة تنفيذ المراحل التالية من اتفاق غزة كما يقال في مواقع الإعلام لكونه سبباً وجيهاً فرزته الأحداث الجارية في القطاع؛ وإنما ضمن خطة غربية إستعمارية صهيونية لا تستهدف القطاع أو فلسطين فقط، وإنما المنطقة العربية خاصة الجغرافيا التي وضعها الكيان المؤقت ضمن خارطة أطماعه من الفرات إلى النيل لتحقيق ما تسمى "إسرائيل الكبرى".
الدليل على ذلك نكث "إسرائيل" بدعم أمريكي إتفاق وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى وتعطيل المفاوضات بدون أي مبرر سوى إطلاق جميع الأسرى الصهاينة من غزة خلافاً لبنود الاتفاق، بل تعمدت بكل إجحاف منع إدخال المساعدات الإنسانية المتفق عليها بوساطة وضمانة مصرية - قطرية وإشراف وضمان أمريكا، مروراً بمعاودة العدوان الهمجي على غزة على مرأى ومسمع العالم أجمع.
* المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب
*