بقلم: سودارسان راغافان

(صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، ترجمة: نجاة نور – سبأ)

أكد الصليب الأحمر بعد زيارته للمنشأة، إن غارة جوية شنتها قوات التحالف السعودية على سجن يمني أدت على الأغلب إلى قتل أكثر من 100 شخص, وفي تصريح متضارب مع مزاعم مسؤولين سعوديين فأن الهجوم أصاب مستودع أسلحة للمتمردين.

وفي بيان بثه التلفزيون السعودي الرسمي، قال فيه أن التحالف الذي تقوده السعودية قد دمر مستودعاً كان المتمردون المعروفون باسم “الحوثيين” يستخدمونه لأغراض خاصة بالطائرات بدون طيار والصواريخ, فيما أكد الحوثيون أنه كان معتقلاً للسجناء.

قال فرانز راوشنشتاين، رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن” “إن مشاهدة هذه الأضرار الجسيمة ورؤية الجثث الملقاة بين الأنقاض كان بمثابة صدمة حقيقية لنا, فالأشخاص الذين لا يشاركون بنشاط قتالي يجب ألا يموتوا بهذه الطريقة.”

ووفقاً للمجموعة، والمعروفة أيضاً باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فقد انهار المبنى متعدد الطوابق الذي كان بمثابة مرفق احتجاز جراء الغارة الجوية, والذي كان يضم حوالي 170 أسيراً فيما تم معالجة 40 شخصاً منهم من الإصابات.

وأضافت اللجنة: “يُفترض أن الباقين قد لقوا مصرعهم لكن لم يتم الإعلان عن تأكيد أي خسائر.”

وقد ذكر المكتب الرئيسي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في اليمن أن 52 معتقلاً قد وجدت جثثهم بين القتلى فيما ضل 68 محتجزاً على الأقل مفقودون حتى الآن.

وقال مارتن غريفيث, المبعوث الخاص للأمين العام إلى اليمن في بيان له “أن حدث اليوم مأساة, وآمل أن يبدأ التحالف تحقيقاً في هذا الحادث” يجب تفعيل المحاسبة”.

التحالف الذي تقوده السعودية لم يرد على الفور على التقارير التي أكدت أن الهجوم أصاب مرفق احتجاز للسجناء.

في بيان صباح الأحد، أصر التحالف على أن المجمع كان “هدفاً عسكرياً مشروعاً” لوجود معدات للدفاع الجوي.

التحالف قال أن المنشأة كانت “سجناً سرياً” غير قانوني ولم تُدرج في أي قائمة للاماكن الغير مسموح استهدافها، مضيفاً أنه سيحقق في الحادث.

في أعقاب الهجوم مباشرة، كانت هناك مخاوف شبة مؤكده من أن الغارة الجوية قتلت مدنيين.

وفي تغريده لروشينشتاين في وقت سابق يوم الأحد وقبل أن يزور هو وفريقه المنطقة قال “نحن نأخذ هذه التقارير على محمل الجد, أنا في طريقي إلى محافظة ذمار اليمنية لتقييم الوضع, لقد زرنا المحتجزين في هذا الموقع من قبل، كما فعلنا في أماكن أخرى كجزء من عملنا.

وفي تغريده منفصلة، قال الصليب الأحمر إنه أرسل فريقاً يحمل “إمدادات طبية عاجلة يمكنها علاج ما يصل إلى 100 شخص مصاب بجروح خطيرة, وأضاف أنه سيحمل 200 كيس للجثث المتبرع بها على طول الطريق عقب الغارات الجوية التي ورد أنها قد تسببت بمقتل أو جرح العشرات من المحتجزين.

هذا الهجوم هو الأحدث من قبل التحالف الذي تقوده السعودية الذي استهدف المدنيين في اليمن, حيث وسبق أن استهدفت الهجمات الجوية في وقت سابق المستشفيات والمرافق الصحية والأسواق وحتى الحافلات المدرسية.

ومن جانبه, قال التحالف إنه اتخذ إجراءات لمنع وقوع خسائر بين المدنيين، لكن جماعات حقوق الإنسان والأمم المتحدة تأكد بأن التحالف يواصل خرق القانون الدولي.

شن التحالف غارات جوية على معتقلات الحوثيين في السنوات السابقة, حيث أدى هجوم شنته مقاتلات التحالف في أكتوبر 2016 على سجن في مدينة الحديدة الساحلية الغربية إلى مقتل أكثر من 60 شخصاً.

التحالف والمكون من دول إسلامية سنية يقاتل الحوثيين الشيعة منذ مارس 2015 في محاولة لاستعادة حكومة اليمن المعترف بها دولياً ومنع إيران من تحقيق طموحها في النفوذ من خلال تحالفها مع الحوثيين.

في الأشهر الأخيرة، أظهر الحوثيون امتلاكهم قدرات عسكرية كبيرة، حيث استهدفوا المطارات السعودية وحقول النفط بطائرات بلا طيار وصواريخ وبدوره لقد رد التحالف بضربات جوية.

ووفقاً لمشروع بيانات الأحداث والنازعات المسلحة، وهي منظمة غير حكومية تتعقب خسائر الحرب في اليمن، فقد قُتل ما يصل إلى 95000 شخص، بمن فيهم عشرات الآلاف من المدنيين جراء أعمال العنف منذ اندلاع الحرب.

وقالت اللجنة الدولية إن متطوعي الهلال الأحمر اليمني انتشلوا الجثث من تحت الأنقاض بمساعدة الجرافات وغيرها من الآلات الثقيلة، مضيفة أن الأمر سوف يستغرق عدة أيام للعثور على جميع الجثث المفقودة.

وقال السيد “فابريزيو كاربوني” المدير الإقليمي للشرق الأوسط باللجنة الدولية للصليب الأحمر في بياناً له:”هؤلاء المعتقلون كان من المفترض عدم نسيانهم”، وحث الأطراف اليمنية المتحاربة على التصرف بشكل أكثر مسؤولية عند القيام بعمليات عسكرية, مضيفاً أن الصراع في اليمن يتسبب في وقوع الكثير من الضحايا المدنيين وغيرهم ممن لا يشاركون في الأعمال القتالية”.