المشرعون يضغطون من جديد لإنهاء حملة القصف السعودي في اليمن
بقلم: جون هدسون* وميسي ريان*—————
ترجمة:جواهر الوادعي-سبأ:——————-
يقوم مجموعة من المشرعين الجمهوريين والديمقراطيين بحملة جديدة لإنهاء القصف الذي تقوده السعودية في اليمن وسط انتقادات شديدة للحرب الجوية في أعقاب هجوم على سجن يديره المتمردون ربما أدى لقتل أكثر من 100 شخص .
يتمثل هدف المشرعين في حظر الدعم اللوجستي الأمريكي للغارات الجوية للتحالف من خلال تعديل مشروع قانون السياسة الدفاعية السنوي، وهي خطوة يأملون أن تؤدي فعلياً إلى تأجيل الحملة الجوية عن طريق حظر توفير قطع الغيار الأمريكية التي تحتاجها المملكة العربية السعودية لصيانة طائراتها, كما سيؤدي هذا الإجراء أيضاً إلى تقييد أشكال معينة من تبادل المعلومات الاستخباراتية.
التعديل الذي تم تقديمه لأول مرة من قبل النائب الديموقراطي “رو خانا” من كاليفورنيا، أقر بالفعل في نسخة مجلس النواب من التفويض الدفاعي، والآن يضغط أعضاء المجلسين على زملائهم لعدم حذفه خلال مفاوضات المؤتمر مع مجلس الشيوخ.
وقال المشرعون في خطاب حصلت عليه صحيفة “واشنطن بوست” وقعه “السنس بيرني ساندرز”: “نحثكم بشدة على تضمين بند مجلس النواب بحظر الدعم العسكري لحرب التحالف الذي تقوده السعودية” ضد المتمردين الحوثيين في اليمن.
“إليزابيث وارين (ديمقراطية)، وكذلك السيناتور الجمهوري راند بول (كنتاكي) ومايك لي (يوتا) ، والنائبان آدم بي شيف (دي-كاليفورنيا)، ومات غايتس (R-Fla) ومارك بوكان( مد الحكمة) وعشرات آخرين”.
وكتب المشرعون “إدراج هذا التعديل سيضمن أن رجالنا ونسائنا الذين يرتدون الزي العسكري لا يشاركون في حرب لم يصرح بها الكونجرس قط والتي تستمر في تقويض مصالح الأمن القومي الأمريكي بدلاً من تعزيزها”.
الرسالة موجهة إلى كبار الجمهوريين والديمقراطيين في لجان الخدمات المسلحة، الذين سيتفاوضون على مجموعة من التباينات بين صيغتي مجلسي النواب والشيوخ من مشروع القانون، بما في ذلك التعديلات الديمقراطية الأخرى لعكس حظر الرئيس ترامب على قوات المتحولين جنسياً وحظر إنفاق الأموال العسكرية في المسيرات العسكرية وممتلكات ترامب.
يأتي نداء المشرعين هذا في الوقت الذي يدخل فيه النزاع اليمني عامه الخامس، حيث ترتفع حصيلة القتلى المدنيين وتتصاعد بين الفصائل المتحالفة مع شركاء الولايات المتحدة الرئيسيين مما يعقد آفاق السلام.
حثت إدارة “ترامب” على الوقف السريع للاشتباكات في جنوب اليمن بين القوات التابعة للحكومة المعترف بها دولياً، والتي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمملكة العربية السعودية والقوات المدعومة من شريك المملكة الرئيسي في اليمن، الإمارات العربية المتحدة.
لقد طالب المسؤولون الأمريكيون منذ وقت طويل بحل سياسي لإنهاء الحرب، لكن إدارة “ترامب” وضعت الصراع بشكل متزايد في اطار المواجهة الإقليمية الكبرى مع إيران.
أدى الإحباط المتزايد للكونجرس تجاه السعودية- والذي كان مدفوعاً جزئياً بمقتل الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول العام الماضي – إلى سلسلة من الخطوات التشريعية بين الحزبين خلال العام الماضي لكنها فشلت في إنهاء الدعم الأمريكي للمملكة العربية السعودية في هذه الحرب.
يجادل مسؤولو البنتاغون بأن القرار الذي اتخذ العام الماضي بوقف التزود بالوقود في الجو للطائرات السعودية هو دعم عسكري محدود, ولكن الولايات المتحدة تواصل تبادل معلومات استخباراتية معينة حول اليمن مع المملكة العربية السعودية، حتى مع المضي قدماً في مبيعات الأسلحة الضخمة للمملكة.
ستقيد النسخة الصادرة من مجلس النواب الصيانة الأمريكية لعمليات الطيران السعودية.
قال مسؤولون سعوديون إنهم يفضلون المضي قدماً مع واشنطن كشريك عسكري رئيسي لها ولكن يمكنهم الاعتماد على دول أخرى إذا لزم الأمر.
يرى مسؤولو البنتاغون أن الرياض شريك إقليمي مهم وذو ثقل موازن لإيران, ولكن الصراع الذي توقف في اليمن والذي أودى بحياة عشرات الآلاف من الناس ودفع الملايين في ظروف شبه مجاعة، أثار انتقادات إنسانية واسعة النطاق للولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية.
مؤخرا تم قصف مركز اعتقال يديره المتمردون, عكف فيه العاملون الطبيون اليمنيون على سحب الجثث من تحت الانقاض, وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن عشرات الأشخاص جرحوا وأن “أكثر من 100 شخص قتلوا” في الهجوم.
وقال مسؤولون سعوديون إن المنشأة كانت تستخدم كمقر لترحيل أسلحة ووصف المتحدث باسم التحالف الذي تقوده السعودية العقيد تركي المالكي بأنه “هدف عسكري مشروع”.
ومن جانبه, قال “ساندرز” في بيان له “الان يجب أن نستخدم قوة الكونجرس لمنع كل أموال دافعي الضرائب من الذهاب لمساعدة الديكتاتورية السعودية في قصفها وتجويع المدنيين في اليمن.”
…………………….
ميسي ريان*
تكتب ميسي ريان عن البنتاغون والقضايا العسكرية والأمن القومي لصحيفة واشنطن بوست. انضمت إليها عام 2014 من رويترز، حيث قدمت تقريراً عن قضايا الأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة, لديها تقارير من العراق ومصر وليبيا ولبنان واليمن وأفغانستان وباكستان والمكسيك وبيرو والأرجنتين وشيلي
جون هدسون*
جون هدسون مراسل لقضايا الأمن القومي في الواشنطن بوست ويغطي وزارة الخارجية والدبلوماسية, وقد قدم تقارير من مجموعة من الدول بما فيها أوكرانيا وباكستان وماليزيا والصين وجورجيا
(صحيفة ” واشنطن بوست” الأمريكية)