من لعنات 7 أكتوبر على "إسرائيل".!
السياســـية - تقرير || صادق سريع*
"جيشنا منهك ومستنزَف ومطحون إلى حد الفتات، ومجتمعنا على شفا حرب أهلية، وحماس عادت كما كانت قبل الحرب"، هكذا قال اللواء في الجيش "الإسرائيلي" إسحاق بريك.
وأضاف بنبرة يائسة: "حتى لو استمرت الحرب لن نتمكن من هزيمة حماس، لأن الجيش لم يعد قادراً على البقاء في غزة، والحرب ستكلفنا مئات القتلى وتقتل كل أسرانا، وتسبب لـ"إسرائيل" كارثة رهيبة".
وأكد اللواء احتياط، بريك، فشل جيش الكيان وحلفاؤه تقويض حماس، التي عوضت قواتها بآلاف المقاتلين، وسيطرت بيد عليا على مدينة الأنفاق تحت الأرض.
من كابوس إلى كابوس
وقال المحل السياسي لـصحيفة "يديعوت أحرنوت"، آفي يسسخاروف: "إن صور أسيرات الكيان في قلب غزة، محاطات بمئات المسلحين وآلاف الفلسطينيين، عجز حكومة نتنياهو التي أعلنت القضاء على حماس هدفاً رئيسياً، بينما حماس بقت مسيطرة عسكرياً على غزة".
وأضاف: "التقصير الاستخباراتي، في سبعة أكتوبر واضح، لكن الإهمال الإجرامي السياسي والعسكري الأكبر للحكومة بـاليوم التالي للحرب".
وتابع: "ها نحن قد وصلنا لليوم التالي، حتى وإن كان مؤقتاً، و"إسرائيل" تستيقظ من كابوس إلى كابوس، على الجانب الآخر من الحدود وحماس تستمر في بناء الأنفاق، وتجنيد المزيد من المقاتلين".
العشب السام
وقال اللواء احتياط عاموس جلعاد: "يجب إيجاد بديل لحماس لحكم غزة، وإلا فإن العشب السام الذي يسمى حماس سينمو من تحت الأنقاض.. يجب هزيمتها".
واعتبر الصحفي يوآف ليمور، في تصريح لصحيفة "إسرائيل اليوم"، العار على "إسرائيل" ليس في توقيع الاتفاق مع حماس، بل بمن سببوا أكبر إخفاق بحرب غزة في تاريخ "إسرائيل".
حماس غزة وغزة حماس
وقال المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية "رون بن يشاي"، الأسبوع الفائت: "لا بُد من الاعتراف أن حماس ليست حركة دينية متطرفة فرضت على أهل غزة من الخارج، بل تنظيم أيديولوجي أصيل وطموح يدافع عن مظلومية مليوني نسمة.. حماس هي غزة وغزة هي حماس".
وأضاف: "إسقاط حماس والنصر الكامل هذه مصطلحات تستخدم للأدب والشعر وليس على عدو أيديولوجي قاسٍ كحماس".
إنجاز مذهل
وهكذا علق الكاتب البريطاني الشهير ديفيد هيرست، في مقال عن معركة "طوفان الأقصى"، قائلاً: "لم يحدث في تاريخ الصِّراع على وجه الأرض أنْ أظهر مقاتلون هذا المستوى من القتال والصمود والتحدي كما فعل رجال المقاومة الفلسطينية في غزَّة".
وأضاف: "هذا إنجاز مذهل إذا ما أخذنا بالاعتبار مساحة غزة التي لا تتجاوز 360 كم مربعاً، بينما كانت مقطوعة بالكامل عن العالم، وبلا تضاريس طبيعية تساعد على الاختباء، ولا حلفاء يساعدون على كسر الحصار".
وأكد : "لا المجاعة القسرية، ولا البرودة، ولا المرض، ولا التنكيل الوحشي على أيدي الغزاة فت عضدهم أو نال من تصميمهم على البقاء في أرضهم"، معتبراً تصميم شعب غزة على البقاء في أرضه حتى بعد أن تحولت إلى ركام، هو العامل الحاسم في هذه الحرب.
رسائل الجنرالات
وتحت عنوان 7 أكتوبر، عصفت موجة استقالات لجنرالات في الجيش "الإسرائيلي" لفشلهم في حرب غزة، في تحول دراماتيكي غير مسبوق في التاريخ العسكري للكيان، قال رئيس أركان الجيش "الإسرائيلي"، هرتسي هليفي، في رسالة الاستقالة الذي سيقدمها، في 6 من مارس المقبل: "الجيش "الإسرائيلي" فشل في مهمته الدفاع عن "إسرائيل" التي دفعت ثمناً باهظاً".
وماذا أيضاً؟: "مسؤوليتي عن الفشل الفظيع في 7 أكتوبر 2023، ترافقني يوما بيوم وساعة بساعة، وأتحمل المسؤولية عن ذلك الفشل، والجيش خاض حرباً على مدى شهور طويلة، وفي 7 جبهات وحقق إنجازات غيرت وجه الشرق الأوسط".
وكتب قائد القيادة الجنوبية في جيش الكيان رسالة الوداع في كتاب الاستقالة، بهذه الصيغة: "فشلت في 7 أكتوبر في حماية النقب الغربي والفشل محفور في حياتي إلى الأبد".
ويتوقع المراقبون، الأيام القادمة، استقالة قائد سلاح الجو الجنرال تومر بار، وقائد سلاح البحرية الجنرال ديفيد ساعر.
وأقر الكنيست الصهيوني السجن، خمس سنوات، كقرار نهائي لمن ينكر مذبحة 7 أكتوبر، كما تسمى في تعريفات العدو.
وكبّدت معركة "طوفان الأقصى"، مُنذ سبعة أكتوبر 2023، "إسرائيل" خلال أكثر من 471 يوما، وفق معهد دراسات الأمن القومي "الإسرائيلي"، ألف و900 قتيل صهيوني بينهم 841 جندياً، و23 ألفا و955 مصاباً، و250 أسيراً منهم 82 أسيراً لا يزالون أسرى في غزة، وإجلاء 143 ألفا من منازلهم.