المنطقة تودع عاما دمويا وتستقبل آخر، أملا في وقف العدوان
السياسية - متابعات :
عام دموي بامتياز ودعته منطقة غرب آسيا مستقبلة العام الجديد بآمالها علها تطوى الصفحات الاشد وحشية بحق شعوبها.
غزة برزت كواحدة من أكثر الساحات سخونة؛ مع تصاعدت العدوان الإسرائيلي وارتفاع فاتورة الخسائر البشرية والمادية إلى مستويات غير مسبوقة ووضع إنساني كارثي يودي بحياة الأطفال والنساء وكبار السن وسط صمت دولي، وصمود المقاومة التي ما زالت تعصف بجيش الاحتلال وتستهدف المستوطنات بالصواريخ، لكنها خسرت أبرز قيادييها كاغتيال رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية وقائد القسام يحيي السنوار.
في لبنان، شهد العام الماضي واحدة من أكثر المحطات دموية مع تصاعد العدوان الإسرائيلي على البلاد واغتيال قياديين في حزب الله، على رأسهم الأمين العام السيد حسن نصر الله في ظل مقاومة استهدفت على مدار أكثر من 60 يوما مستوطنات ومدن الاحتلال والعمق الإسرائيلي وكبدته خسائر كبيرة في المعارك البرية.
اليمن لم يكن بمنأى عن هذه التحولات العاصفة؛ حيث وسّع الله نطاق عملياتهم، مستهدفين سفن تجارية في البحر الأحمر، وصولاً إلى إطلاق صواريخ فرط صوتية ضربت قلب إسرائيل في تصعيد غير مسبوق، رداً على العدوان على غزة. في المقابل، تكثفت الضربات الإسرائيلية الأمريكية البريطانية على اليمن، مستهدفة بنى تحتية ومنشآت مدنية وعسكرية.
وبينما كان العام الماضي يُلملم أيامه الأخيرة، كان التطور الأبرز في سورية، حيث شكل سقوط نظام بشار الأسد نقطة التحوّل الأهم، ومع تولي هيئة تحرير الشام زمام الأمور، فتح الباب أمام مرحلة جديدة من المتغيرات الجذرية بعد إنهاء الأزمة التي تواصلت في البلاد منذ مارس 2011.
هذه التطورات وضعت المنطقة بأسرها أمام واقع جديد، حيث لم تعد التحالفات القديمة كافية لضبط إيقاع التوتر مما أطلق سباقاً محموماً لإعادة ترتيب الأوراق بما يتماشى مع المتغيرات الميدانية.
في مجملها، مثّلت أحداث 2024 لحظة فارقة أعادت تشكيل المشهد الإقليمي، وأظهرت بوضوح أن منطقة غرب اسيا ما زالت ساحة للصراعات المفتوحة التي لا تعترف بالحدود ولا تخضع للمنطق التقليدي وهذا كله بإدارة أمريكية إسرائيلية وأدوات إقليمية.
* المادة نقلت حرفيا من موقع قناة العالم