مجزرة أخرى للسعودية في اليمن
قُتل ما لا يقل عن 130 أسيراً في غارات جوية للتحالف العسكري بقيادة السعودية على سجن بمدينة ذمار اليمنية
بقلم: أولريش شميدت
(صحيفة “نويه تسورشر السويسرية”، ترجمة: نشوى الرازحي-سبأ)
تقول الرياض بأنها قصفت مخازن للطائرات بدون طيار وصواريخ دفاع جوي. وأنه هدف مشروع دوليا هذا من جانب. ومن جانب آخر أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالقول، بأن مبنى كان لكلية المجتمع بمدينة ذمار في السابق والذي حولته الطائرات المقاتلة للتحالف إلى أنقاض يوم الأحد، كان عبارة عن سجن وليس هدفا عسكريا مشروعا.
قالت إريكا توفار من اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تعمل في صنعاء، إن حوالي 179 شخصاً احتجزوا هناك من قبل الحوثيين. وقد أحصى أحد الأطباء الشرعيين التابعين للجنة الصليب الأحمر عدد القتلى بـ ١٠٩ قتيلا لقوا مصرعهم على الفور، ومن المتوقع أن ترتفع حصيلة الضحايا.
لا مصداقية للرياض:
لا شك في أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر أكثر مصداقية من الرياض، فهي قد أجرت زيارات متكررة للأسرى المحتجزين لدى الحوثيين في ذمار تماشيا مع مهمتها في البلد إلى جانب مهمتها الأساسية المتمثلة بتقديم المساعدات الطارئة و يعمل فريق اللجنة الدولية بكامل طاقته على الأرض. ووفقاً لتوفار، تم التعرف على هوية حوالي 40 قتيلاً حتى مساء الاثنين، وقد تعرض عدد كبير لإصابات بالغة نقلوا على إثرها إلى مستشفيين في ذمار، أصبح بمقدورهما في الوقت الحالي توفير المساعدة الطبية لـ ٢٠٠ شخصا، بفضل المساعدة الطبية المقدمة من اللجنة الدولية. وتشتبه اللجنة في أن السجناء العشرين المتبقين ما زالوا تحت الأنقاض. وعموما لا يقل عدد القتلى عن 130.
وقال ناظم صالح، وهو سجين مازال على قيد الحياة لوكالة أسوشيتيد برس: “كنا نائمون عندما تعرضت البناية التي نحن فيها للهجوم فجأة ثلاث أو أربع أو ست مرات في منتصف الليل”. زار السيد فرانز روشنشتاين ، رئيس بعثة اللجنة الدولية، المبنى الذي تعرض للقصف في ذمار وصدمه هول المشهد.
في الوقت الحالي، لا يسع المرء إلا أن يخمن ما هي دوافع الهجوم. قال متحدث باسم الحوثيين إن العديد من المحتجزين كانوا يتهيأون لإطلاق سراحهم كجزء من عملية تبادل أسرى الحرب التي تم الاتفاق عليها في ستوكهولم.
إذا كان الأمر كذلك، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا يقتل السعوديون الأشخاص الذين طالبوا بإطلاق سراحهم من قبل الحوثيين. لم يعلق النظام السعودي على ذلك، ولكنه بث يوم الاثنين على شاشة التلفزيون الحكومي بيانا مقتضبا يفيد بأنهم دمروا عددا كبيرا من الأهداف في جنوب غرب اليمن، بما في ذلك معسكر حوثي يضم مخازن للطائرات بدون طيار وصواريخ دفاع جوي.
الأمير محمد في موقف حرج:
إن الهجمات الحوثية المتكررة على المملكة العربية السعودية بالصواريخ ومؤخرا بالطائرات المسيرة التي تستهدف في الغالب منشآت صناعة النفط والغاز والمنشآت العسكرية. وهذا بالطبع لا يعتبر بالنسبة للسعوديين مجرد عار، بل تهديد عسكري. فقد بات وضعهم في اليمن غير مريح أكثر فأكثر.
لقد كلفت الحرب بقيادة ولي العهد محمد بن سلمان، الرياض بالمليارات. إذ برهن الحوثيون على أنهم معارضون صارمون، وعمليات القصف، كما حدث في ذمار، يُغضب المجتمع الدولي. وخلت الإمارات العربية المتحدة بالسعودية وقد كانت شريكا لها في التحالف ودعمت الانفصاليين في الجنوب.
وقد أدانت الأمم المتحدة الهجوم في ذمار ودعت التحالف إلى إجراء تحقيق في هذه “المأساة”.
انتقاد السعوديين يزداد:
حتى في الولايات المتحدة، التي يدعم فيها الرئيس ترامب الأمير محمد، لأنه يرى أنه حليف له في الحرب ضد إيران.
والحوثيون أيضا لم يسلموا من شكاوى نشطاء حقوق الإنسان حول عمليات الاعتقال والتعذيب في بعض الأحيان.