السياسية – تقرير || صادق سريع*

تبدو ملامح الهزيمة أبسط فهماً في لغة وزير خارجية "إسرائيل"، جدعون ساعر، الذي قال كلماته بلهجه إنفعالية لا يحسد عليها: "إن ما يفعله اليمنيون في معركة البحر الأحمر أمراً يفوق التصورات، ولا أصدق أن قوات بحريات الغرب فشلت في ردعهم".

وأضاف - بنبرة استغراب وذهول في اجتماع أمني لمنظمة "الأمن والتعاون الأوروبي" بجمهورية مالطا (واحدة من مراكز المؤامرات لإمبراطورية بيزنطة في البحر الأبيض المتوسط أنذاك)-: "لا أصدق أن المجتمع الدولي لم ينجح في فرض نظام عالمي يردع اليمنيين".

المؤكد في كلام الوزير الصهيوني الغاضب، لـ "بهول.كو.ايل" (موقع إخباري يهودي متشدد)، أن "إسرائيل" تتعرّض لهجمات عسكرية منظمة من جهات مختلفة لا حدود لها مع فلسطين المحتلة، هي جبهتي اليمن والعراق.

قواعد اللعبة
وفق العقيدة الحربية لصحيفة الـ"ديلي إكسبرس"، باتت قوات صنعاء تشكل تهديداً إستراتيجياً للولايات المتحدة وحليفاتها، وتحولاً هاماً تفرض المعادلات العسكرية والسياسية، وصنع سيناريوهات جديدة، ومفاجآت غير متوقعة في المنطقة.

الصحيفة البريطانية تؤكد "خروج اليمن عن السيطرة العسكرية"، الذي يعني استقلالية القرار بعيدا عن هيمنة الأمريكان، والغرب بعد أرباك عملياتها العسكرية بحريات الغرب في المواجهات وبشكل خاص في معركة البحر.

المحسوم في لغة الـ"ديلي إكسبرس" أن التطور الخطير في قدرات القوات اليمنية جعلها قوة عسكرية محترفة فرضت معادلة التغيير الجذري لموازين القوى وقوة قادرة على تهديد المصالح الغربية في المنطقة ولا يمكن تجاهلها.

ما هذه الجرأة!؟

باحث صيني يُدعى وانغ تاو كتب مقالا بعنوان "مقولة حاملة الطائرات عديمة الفائدة أصبحت حقيقة"، قال فيه: "يمتلك اليمنيون جرأة أكثر من الصينيين في مواجهة الولايات المتحدة، واستهداف حاملات طائراتها".

وأضاف: "تكرار الهجمات اليمنية على حاملات الطائرات الأمريكية أصاب الكثير بالدهشة والارتباك، وهو أمر يؤكد انهيار قوة ردع بحرية واشنطن، التي كانت تتمتع بها في الزمن الماضي".

المحسوم في نظر تاو وهو -باحث في العلوم البحتة- أن القوات اليمنية حوَّلت قوة حاملات الطائرات الأمريكية إلى عديمة الفائدة، وتركت آثار الخدوش على وجهها، إن لم تكن حطمت رأسها، وأجبرتها على الهروب بأقصى سرعة.

نصف ميتة

من وجهة نظر وانغ، تعد نظرية "جعلها نصف ميتة" الوسيلة الأفضل لإنهاء هيمنة حاملات الطائرات الأمريكية من خلال إحراجها بتشوية وجهها بالخدوش، وجعلها تشعُرُ بالدونية كما فعل بها اليمنيون.

ومن منظور أمني، يتوقع "كرايسس 24"، وهو موقع أمريكي مخابراتي، زيادة الهجمات اليمنية، خلال الفترة القادمة، في المعركة البحرية وعلى أهداف حساسة للكيان المحتل لأرض فلسطين.

وبلغت فاتورة استهدافات قوات صنعاء أكثر من 220 قِطعة بحرية ("إسرائيلية" وأمريكية وبريطانية وأوروبية)، في معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس"؛ إسناداً ونصرة لغزة وضد العدوان الصهيو - غربي على اليمن.