ماذا يحدث في سوريا.. أسرار وخفايا
السياسية || صادق صالح الهمداني*
حين تفتقد لقيم المبادئ وقيم الرجولة في آن معاً ستخسر ماضيك وحاضرك ومستقبلك لأنك فقدت التوازن الحقيقي واصبحت مسيرا لا مخيرا وراء دوافعك الانتقامية لا تدري موقعك وأين أنت من جهاتك الأربعة وأيها الاقرب منك إليك..
ينطبق عليك قول الشاعر أبو ماضي لست أدري من أين ولكني اتيت.. ولقد أبصرت قدامي طريقاً فمشيت..
من اين اتيت وإلى أين تتجه أنت كمن يتخبطه الشيطان من المس..
هذا لسان حال الجماعات المدفوعة للإنتقام من كل ما يحيط بها في سوريا..
وهكذا اريد لها تنفيذ المهمة لإنقاذ كيان العدو الاسرائيلي واشغال العالم الذي كان قد بدأ يفيق حجم المجازر وجرائم الحرب التي ارتكبها ومازال يرتكبها العدو الصهيوني بحق ابناء الشعب الفلسطيني..
ليطالب بتنفيذ مذكرة اعتقال بحق مجرمي الحرب الصهاينة نتنياهو ووزير دفاعه المقال جالانت..
كان لابد من هذا التوقيت الزمني واختيار اللحظة المناسبة لتوجيه الطعنة الغادرة لسوريا لإشغال العالم من جهة وفرض واقع جديد من التطبيع والتمدد للتمهيد لتحقيق حلم "إسرائيل" الكبرى (من النيل إلى الفرات)..
ما يحدث في سوريا ليست الديمقراطية الوردية التي يروج لها الإعلام الصهيوني وجوقة الذباب الإلكتروني المتصهين ما يحدث شيء مفزع في ظاهره الراحمة وفي باطنه العذاب..
وما يخطط له تحت مبرر وهم التسوية التي تروج لها الجماعات الارهابية يتم يوميًا تحت جنح الظلام اثناء فترات حظر التجول تصفية العشرات من الكوادر من قبل مجموعات تابعة للموساد في حالة مشابهة لما حدث في العراق، حيث دخلت فرق الموت الصهيونية بمهمة تصفية حوالي ٥٠٠ شخص ما بين ضباط، وعلماء أكاديميين، وخبراء وقيادات ادارية، ومهندسين وتقنيين في البرنامج الصاروخي، طيارون، وخبراء ومدربون..
هكذا يروج اعلام العدو وبكل صفاقة.. كل ذلك يحدث بالتزامن مع تعمد جيش الاحتلال الإسرائيلي تدمير معظم الطائرات الحربية والصواريخ البالستية السورية وحسب مصادر عبرية "قصفنا سوريا بـ 400 غارة".
استهداف ممنهج لمقر إدارة الحرب الإلكترونية بالقرب من البهدلية المحاذية للسيدة زينب، وغارات إسرائيلية أخرى قرب مدينة درعا جنوب سوريا.
إضافة لتدمير مخازن الدبابات وصيانة المدرعات وتدمير مخازن الطائرات وحظائرها، وبما في ذلك تدمير الدفاعات الجوية ومراكز الرادار، فضلاً عن تدمير مقرات الألوية الدفاعية، وتدمير أسطول بحري.. وصولاً لإستهداف وتدمير مراكز البحوث والأبحاث العسكرية، وكل مقرات الاستخبارات والمراقبة.
تدمير ممنهج لقدرات الجيش العربي السوري فهل نستطيع القول: إن سوريا لم ولن تعود إلى سابق عهدها، وانتهى كل شيء وإلى الأبد.
اختلف مع النظام وبشار الاسد وحزب البعث ومع من تشاء وكيفما يحلوا لك، ولكن لا تنس المحاسن في مساندته واحتضانه ودعمه لحركات المقاومة في فلسطين ولبنان ضد العدو الإسرائيلي، فهي مواقف تفرد بها عن سائر الأنظمة العربية الأخرى كلها.!
وإضافة إلى رفضه للدخول في اتفاقية سلام مع "إسرائيل" والتطبيع معها مقابل انسحاب "إسرائيل" من الجولان، كما هو حال كلاً من مصر، والأردن والحديث اليوم يجب ان ينحصر ماذا بعد وما هي الاجندة التي ستكشفها الايام القادمة.
فأمريكا بأدواتها سبق وعاثت في العراق الفساد..
هذا جبل الشيخ الذي استولت عليه "إسرائيل" مؤخراً يقع في منطقة استراتيجية تمتد حدوده عبر ثلاث دول: هي سوريا الجزء الأكبر من الجبل، والذي يمتد ضمن محافظتي ريف دمشق والقنيطرة.
كما يمتد على لبنان: ليشمل الجزء الغربي من الجبل، ضمن محافظة البقاع، فيما القسم الثالث يطل على الاراضي الفلسطينية المحتلة حيث يشمل الأجزاء الجنوبية من الجبل، وخاصة في المناطق المرتفعة من هضبة الجولان المحتلة.
ويتميز الجبل "بقممه العالية التي تصل إلى حوالي 2814 مترًا فوق مستوى سطح البحر، وهو غني بالثلوج التي تغطيه معظم أشهر السنة، مما يجعله مصدرًا مهمًا للمياه وللسياحة الشتوية. اضافة لموقعه الهام والحيوي بل والاستراتيجي".
اما مدينة القنيطرة التي تقع جنوب سوريا هي الأخرى فقد سقطت بيد "إسرائيل" بدخول رتل من الدبابات بالتزامن مع دخول حلفائها العاصمة دمشق.
لقد ظلت "إسرائيل" تحلم لسنوات بإستعادة القنيطرة والمناطق المجاورة التي انسحبت منها حسب اتفاقية فصل القوات لعام 1974 التي تلت حرب أكتوبر 73م.
وها هي وسائل الاعلام الصهيونية تعلن عن عملياتها اليومية في لحظات سكر المهوسيين بالسلطة من القطعان التي دفعت بهم تركيا ومن ورائها امريكا و"إسرائيل" نعم تعلن وبكل وقاحة استهداف مخازن السلاح وكل الوسائل القتالية، ومنظومة الدفاع الجوي واصفين بانها أكبر عملية يحققها "الكيان الصهيوني" دون أي مقاومة تذكر..
لقد تم تدمير مئات الاهداف داخل سوريا.
وهم مستمرون في تعميق الهجمات ضد أهداف استراتيجية في الاراضي السورية، ويقولون أيضًا "إنه لم يتقرر بعد بالضبط ما هي الأراضي التي ستسيطر عليها "إسرائيل" على الحدود السورية.
* المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه