آل سعود والسير الحثيث نحو العلمانية في بلد الحرمين الشريفين
السياسية || كتب : المحرر السياسي*
الكعبة المشرفة ملك للعالم الإسلامي أجمع وليست ملكاً لآل سعود، هذه حقيقة يدركها كل سكان الأرض مسلمين ومسيحين.
ظلت الكعبة طيلة قرون من الزمان مشرفة ومحاطة بمهابة واعتزاز ولها صفة القدسية في مختلف العصور، كانت ومازالت وستظل أيقونة الإسلام الرئيسية وحلماً مشروعاً لكل مسلمي العالم للوصول إليها والطواف حولها استجابة لدعوة أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام.
الشيء المؤسف أن الكعبة المشرفة وطيلة كل هذه السنوات لم تمس بسوء حتى مجيء نظام آل سعود الذي فتح أبواب المملكة على مصراعيها لشذاذ الآفاق والمنحرفين والمثليين جنسياً وأقام حفلات الدعارة والرقص الماجن، وعروض الأزياء المثيرة للشهوات ولم يكتفِ بل ذهب إلى أبعد من ذلك في ما يسميه بموسم الرياض الترفيهي الذي تنظمه سنوياً هيئة الترفيه السعودية عند استخدامه هذا العام مجسماً للكعبة الشريفة مسرحاً وديكوراً تطوف حوله العاريات من عارضات الأزياء في عمل همجي يرقى إلى مستوى الجريمة.
المملكة العربية السعودية أفصحت وبشكل سافر عند مجيء محمد بن سلمان إلى السلطة عن توجه النظام إلى العلمانية، اتضح ذلك من خلال سلسلة من التشريعات التي سنّها والأعمال الأخرى التي اتخذها في بنية النظام وتوجهه نحو العلمانية وما يتبع ذلك من تدمير ممنهج لحرمة وقدسية المكانة الإسلامية الكبيرة لبيت الله الحرام.. لم يراع في ذلك مشاعر أكثر من مليار مسلم ولا حرمة وقدسية مهبط الوحي ومكانه الكعبة المشرفة في الإسلام.
المراقبون السياسيون والصحفيون وكل المهتمين بالشأن السعودي في العالم ظلوا طيلة السنوات الماضية يتابعون الإجراءات والقرارات والتغييرات في النظام السعودي بذهول إلى حد الصدمة، حيث يدّعي أكبر رموز ذلك النظام أنهم خدام للحرمين الشريفين وفي بيئة سياسية وجغرافية توصف بالمحافظة والمنغلقة وفي بلد هو في الأساس مهبط للوحي ومركز رئيس للإسلام ودعوته المباركة..
لكن الشيء المؤسف أن كل التغييرات التي حدثت في بنية النظام السعودي وتوجهاته لم تصدر عن رموز النظام من أعلى مسؤول حتى أصغر مسؤول، بل هناك طرف ثالث خفي يتولى إعادة صياغة النظام في السعودية وهو المسؤول عن كل ما حدث ويحدث، فتلك التغييرات صادرة عن رموز سياسية واستخباراتية أمريكية وصهيونية تعمل في السعودية بالسر وتوجه النظام هذه الوجهة العلمانية كمقدمة لمشروع شرق أوسط جديد حضّرت له أمريكا والكيان الصهيوني وبقية الدول الاستعمارية الغربية.
منذ فترة ليست بعيدة حذر عدد من المسؤولين والسياسيين اليمنيين العالم من الجنون السعودي الذي يمس أقدس المقدسات الإسلامية (الكعبة المشرفة) لكن مع الأسف تلك التحذيرات لم تجد آذاناً صاغية وها هي الأيام تثبت ما ذهب إليه السياسيون في اليمن، والمؤكد أن القادم أشد مرارة في بلد الحرمين الشريفين.