صنعاء- السياسية: خاص

أحمد الديلمي- عبد الخالق الهندي

كما يقول المثل صمت دهراً ونطق كفراً هذا ما ينطبق على البيت الأسود عفواً الأبيض الأمريكي وبيانه الأخير الذي كشف عن سوءة هذه الدولة, فلقد ظلت زمناً تتستر بالوقار والدفاع عن حقوق الإنسان وتتباكى على الأمن والسلام في العالم وتقول فقط بأنها تدعم ما يسمى بدول التحالف العربي لوجستياً ومخابراتياً ففي البيان الأخير لم تتحاشى لأن أمير الشيكات موجود في واشنطن وجيوبه متخمة بدفاتر الشيكات فقد اضطرت إلى أن تكشف عن صورتها الحقيقية وأن كانت تعي أن هذا الكشف معناه أنها تضحي بالشعارات والمبادئ التي طالما تباهت بها وتقمصت لبوسها زوراً وبهتاناً على مدى قرن من الزمن فأسقطت القناع الزائف عن كلما تباهت به طوال الفترة الماضية بالذات فرية حرص الأمريكان على أمن وسلامة الإنسان في كل مكان.

في البيان الأخير سيئ الصيت, قال البيت الأبيض إن أمريكا تثبت حقها في الدفاع عن حلفاؤها من ضربات من يسمونهم الحوثيين.. أنها مهزلة بكل المقاييس فبينما السعودية تتحدث أن الصورايخ التي اُطلقت من اليمن أدت إلى وفاة عدد من الأشخاص المقيمين غير السعوديين وأسلوب حقير وانتهازي أن تقول الرياض أن أحد الصواريخ قتل مقيم مصري وآخر هندي وثالث باكستاني ورابع من بنجلاديش فقط لكي تثير مشاعر الآخرين وتُهيجهم ضد هذا الشعب المسكين المغلوب على امره الذي أصبح متهماً حتى وهو يدافع عن نفسه بأبسط الأمكانيات التي كانت قد أهملت في مستودعات التخزين ثم تمكن الميامين من أبناء هذا الشعب من تطويرها ومنحها قدرات أضافية وهو ما لم تفهمه المخابرات البريطانية والأمريكية والاسرائيلية أن قدرات الإنسان اليمني متكاملة ومستوعبة لكل مدارس التصنيع لأن فريق العمل متنوع فمنهم من تخرج من أمريكا وثان من بريطانيا وثالث من روسيا ورابع من المانيا وهلم جر… أي أن الفريق ملم بتجارب كل الدول الا أن أمريكا للأسف الشديد لا تريد أن تعترف بحق الشعب اليمني في الابتكار وقدرات أبناءه الخارقة في البحث عن أي وسيلة تمكنه من الدفاع عن نفسه , مع ذلك يلقون الفضل لإيران وهي لا فضل لها في هذا الجانب ولا توجد قطعة سلاح واحدة في اليمن مصدرها ايران, مع ذلك فأن هوى النفس الأمريكي وهاجس الخوف السعودي يضعان إيران في الصدارة وأنها صاحبة الصواريخ.. اليست مفارقة عجيبة ومهزلة لا يوازيها مهزلة؟ أين ذاكرة العم سام الواسعة وقدراته الخارقة في حماية العدل والسلام في العالم؟ كيف غاب عنها عشرات الآلاف من الضحايا في اليمن جلهم نساء وأطفال وشيوخ بل وحيوانات ..هذه المجازر البشعة وجرائم الحرب المهولة لم تهز شعرة في البيت الأبيض, أي نفاق هذا الذي يفرق بين البشر؟ اليس في الموضوع عنصرية سحيقة مقيتة تجعل لمن يملك المال مكانة خاصة وتسحق البائس الفقير من لا يملك؟

أننا في اليمن أصبحنا على يقين أننا لوحدنا ليس معنا الا الله وهو قادر على أن ينصرنا مهما تكالب العالم ومهما طغى النفاق.. ونقول لمسؤولي البيت الأبيض عودوا إلى رشدكم لتعرفوا أن من يهدد  الأمن السلام في العالم وفي الأقليم ليس اليمنيين بل آل سعود ودولة الكيان الصهيوني وكلاهما نظامين متلازمين في الوجود والنشأة والتوجهات وكم نتمنى أن هذا البيت الأبيض تعاطف مع المظلومين في فلسطين الذين اُزهقت أرواحهم وهم في مسيرة سلمية يدافعون عن حقهم في الحياة وعن وطنهم المسلوب, مع ذلك حالت أمريكا عن مجرد صدور بيان من مجلس الأمن يدين الجريمة مع أنه غير ملزم لكنها وقفت كالعادة في وجهه وهذه هي عدالة أمريكا للأسف ينطبق عليها قول الشاعر “قتل امرئ في شارع جريمة لا تغتفر  وقتل شعب كامل مسألة فيها نظر”.

ومن الله نستمد النصر والعوان فهو الناصر وخير المعين وهو على كل شيءٍ قدير ومن نصر إلى نصر بأذن الله.