أحمد يحيى الديلمي 

اكدت الاحداث التي توالت في الجنوب اللبناني وفي الشمال الفلسطيني بالامس ان مصداقية المقاومة وسيدها السيد حسن نصر الله هي في اعلى درجات الجاهزية فلقد فعل ما قال وصدق في القول حينما بادر الى الرد على ما قام به العدو الصهيوني من اعمال صبيانية في الضاحية الجنوبية وسوريا والعراق وظلت دولة الكيان الصهيوني وكل سكان المستوطنات على مدى اسبوع في حالة رعب وترقب لانهم يعرفون من هو نصر الله وانه اذا وعد بشيء وفى به وهذا  ماحدث .

لكن الرد كان مدروسا مسبقا وتمثل في البعد السياسي الذي حقق الرد المباشر واستهدف قاعدة في فلسطين المحتلة بعدة صواريخ اصابت اليتين عسكريتين للصهاينة بما فيها من الجنود .

وفي الجانب السياسي تعمد قائد المقاومة رد ما حدث بالانتقام لشهيدين سقطا في سوريا نتيجة المغامرة الصهيونية وهي خلفية هامة اراد من خلالها الابقاء على التهديد والخوف والرعب في نفوس الصهاينية كون الانتقام الفعلي لما حدث في الضاحية الجنوبية معلق والوعد قائم الى زمن اخر وهو مؤشر هام للاسف لم يستوعبه المحللين اللبنانين فلقد ذهبوا في تفسيرات هذه النقطة شرقا وغربا كلا يغني على ليلاه بالذات من هم من اتباع امريكا والسعودية اردوا استغلال النقطة لاقناع الشعب اللبناني بان نصر الله يهتم بالرد على ما يحدث في سوريا اكثر من اهتمامه بما يحدث في لبنان وبما رافق العملية من مماحكة وهمز وغمز في حين ان الصورة واضحة لا تقبل التأويل .

قائد المقاومة وفى بوعده وابقى الامور معلقة بهدف استمرار الرعب ودفع الصهيانية الى اقناع نتنياهو بعدم التهور والانزلاق الى حرب لا يحمد عقباها وهذا هو التفسير الوحيد لما ذهب اليه السيد نصر الله بالمقابل وعلى نفس القاعدة من الرغبة في عدم التصعيد جاء رد نتنياهو الذي بدأ بنفي حدوث أي اصابات لاقناع الصهيانة بفشل العلمية التي قام بها حزب الله وانه لا داعي للرد ثم قال ان رد الفعل الصهيوني سيرتبط بالمستجدات التي تطرأ في شمال فلسطين المحتلة وهكذا انتهت المسرحية التي للاسف لم يقرأها الكثير من المحللين وشغلوا العالم بحالة الارجاف والتهويل والتهديد والوعيد في حين ان كل شيء عاد الى وضعه الطبيعي لدى الجانبين شمال فلسطين وجنوب لبنان وهذا هو دأب المقاومة اللبنانية لانها تمكنت من اعادة قواعد الاشتباك الى ما كانت عليه والتأكيد ان المقاومة ستذهب الى ابعد مما جرى في حالة تعنت الكيان الصهيوني وقيامه باي رد فعل جنوني .

وهذا هو القصد والمراد فلقد رفع معنويات المواطنين اللبنانين والعرب وازدادت ثقتهم بالقدرات الخارقة للمقاومة كأعظم رسالة اردها السيد نصر الله لتحقيق مبدأ توازن الرعب وعلى هذا الاساس يجب فهم ما حدث بعيدا عن التهويل واقلاق البسطاء فهذا هو الواقع بعد ان اصبحت المقاومة في لبنان ند لدولة الكيان الصهيوني واصبح الشارع في فلسطين المحتلة يضع الف حساب لاي خطاب يلقيه سيد المقاومة بعد ان اكد الرجل مصداقيته وعدم تركه لاي ثأر بردود افعال معقولة تتجنب حدوث ماهو اعظم وهذا هو البعد الهام الذي يرتهن اليه سيد المقاومة وان شاء الله سيكون النصر حليف لبنان وكل المقاومين العرب ضد الصلف الصهيوني .

والله من وراء القصد ،،،