السياسية - وكالات:

شهد مبنى مجلس الشيوخ الأميركي أمس الثلاثاء تظاهرة حاشده نظمها ناشطون داخل المجلس، لمطالبة أعضائها بمنع مبيعات الأسلحة إلى العدو الصهيوني.

وشارك في التظاهرات مجموعات دينية وعاملون في مجال الرعاية الصحية وأطباء ومعلمون وطلاب ومحاربون قدامى.

واختطفت الشرطة لافتات حملها المتظاهرون بالقوة، قبل أن تعتقل أكثر من 30 متظاهراً على الأقل، والذين واصلوا ترديد الشعارات التي تطالب بوقف الإبادة الجماعية في غزة ووقف تمويل الإبادة الجماعية. وارتدى الناشطون ملابس باللون الأحمر (لون الدماء)، وعليها شعارات: "مولوا المدارس وليس الإبادة الجماعية"، و"أوقفوا تمويل إسرائيل".

وشكل المتظاهرون أكثر من مجموعة، واحدة منها حملت لافتات في الطابق الأرضي بمبنى مجلس الشيوخ (مبنى هارت)، ومجموعات أخرى في الأدوار العليا، وبالإضافة إلى اعتقال مجموعة من الناشطين، دفعت الشرطة باقي الناشطين إلى الخروج والتظاهر خارج المبنى.

وقالت القس جينيفر هوسلر، "أنا هنا مع مجموعة من النشطاء والقادة الدينيين لنقول إننا سئمنا تمويل (إسرائيل)، وعلى الولايات المتحدة أن تتبع قوانينها وتتوقف عن تمويل ودعم (إسرائيل) التي تنتهك القانون الأميركي وتواصل منع المساعدات الإنسانية، وبصفتي زعيمة دينية وشخصاً مسيحياً مؤمناً وقساً وأماً، أقول إنني لا أستطيع الصمت، ويجب أن أقف ضد ما يحدث".

ودعت بدلاً من إرسال مليارات لـ (إسرائيل) تستخدم في تجويع الأطفال وقصف الجوعى وارتكاب إبادة جماعية، إلى إنفاقها على الرعاية الصحية والأطفال والمدارس وتمويل حالة الطوارئ المناخية.

وأضافت: "جنباً إلى جنب تجمعنا اليوم مسلمين ومسيحيين ويهوداً ولا دينيين وآخرين، أوقفوا ما يحدث ولا تستخدموا أموال ضرائبنا، ونحن بحاجة لإنهاء التمويل لـ (إسرائيل)، وندعو أعضاء المجلس لاتخاذ قرار بوقف دعمها".

ومن جانبها، قالت "أميراتا"، وهي إحدى الناشطات: "نحن هنا أكثر من 100 شخص من الأطباء والممرضات والمعلمين لأننا نريد أن تتوقف هذه الإبادة الجماعية، ولا نريد إرسال مليارات الدولارات الجديدة لدعم (إسرائيل)، إذ إن 61% من الأميركيين لا يوافقون على هذه الإبادة الجماعية. لقد رأينا جميعا الصور على هواتفنا لقتل الأطفال والتطهير العرقي لشعب بأكمله، ونريد استثمار الأموال في التعليم والمدارس، فأنا كنت مدرسة لمدة طويلة، وهناك نقص لدينا في تمويل المدارس".

وتتزامن هذه التظاهرات في العاصمة واشنطن، مع بدء التصويت لأول مرة داخل مجلس الشيوخ الأميركي، اليوم الأربعاء، على تشريع يدعو لحظر بعض مبيعات الأسلحة إلى (إسرائيل)، بالتزامن مع استمرار عرقلة شحنات المساعدات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين في غزة.

وارتفع عدد الأعضاء في مجلس الشيوخ ممن أعلنوا دعمهم لقرار رفض إرسال نحو 20 ملياراً لتمويل "إسرائيل" إلى سبعة أعضاء حتى هذه اللحظة، وعلى رأسهم السيناتور بيرني ساندرز، وإليزابيث وارن، وبيتر ويلش، وآخرون.

ولا يتوقع أن يمرّ التشريع في ظل دعم غالبية أعضاء الحزبين الجمهوري والديمقراطي لـ "إسرائيل"، إضافة إلى حصول بعضهم على تمويل من جماعات ضغط مؤيدة لـ "إسرائيل".

وقدم السيناتور بيرني ساندرز بالاشتراك مع عضوي مجلس الشيوخ الديمقراطيين جيف ميركلي وبيتر ويلش، اقتراحين من شأنهما منع بيع قذائف وذخائر الهجوم المباشر لـ (إسرائيل). أما الاقتراح الثالث، الذي يدعمه السيناتور الديمقراطي برايان شاتز، فمن شأنه أن يمنع بيع

قذائف الدبابات.

وقال السيناتور بيرني ساندرز في بيان له: "لقد شُنَّت هذه الحرب بالكامل تقريباً باستخدام الأسلحة الأميركية، وبتمويل قدره 18 مليار دولار من أموال دافعي الضرائب، واستخدمت (إسرائيل) القنابل التي زودتها بها الولايات المتحدة بوزن 2000 رطل في تدمير الأحياء المكتظة بالسكان وقتلت مئات المدنيين للقضاء على حفنة من مقاتلي حماس، ولم تبذل سوى القليل من الجهد للتمييز بين المدنيين والمقاتلين"، معتبراً أن هذه التصرفات "غير أخلاقية وغير قانونية".