السياسية || صادق سريع*

لله در مدينة الأبطال والأشباح، وتجارب السلاح، وخنادق الجهاد، وبوصلة الأحرار، وأيقونة الصمود، وراية النصر، وكابوس الكيان، وكاشفة أقنعة العرب المطبعين ومقبرة الغزاة والأبرياء في سجن غزة الكبير .. فلله در غزة ولله در أهلها.

قال أحدهم من غزة: "400 يوم لا تتحملها الجبال {سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ}".

وكُتب آخر على أحد جدران ‎غزة:
"سنعيش صقوراً طائرين، وسنموت أسوداً شامخين مدافعين عن أرضنا".

وهمس آخر في أذن أم ثكلى تبكي وجع فقد طفلها، بكلمات حزينة تدمع العيون، وتدمي القلوب : "عذراً يا أمي لا تبكي دموعك غالية، فقد ماتت العرب".

وتصف طفلة من غزة حال أهل القطاع المنكوب بكلمات ليتني لم أقرأها: "أقصى أحلامنا قلاية بندورة، وصحن بطاطا.. نسينا اللحم والفراخ، وراضين، الحمد لله".

ويصف الإعلامي أنس الشريف حال غزة ، بقوله: "والله لو وقفت أمامكم ألف عام لا يمكنني أن أصف لكم ما نشاهده من مجازر وأهوال.. يا الله ما لنا غيرك يا الله".

وهكذا يقسم ثائر فلسطيني يثق بالله، اسمه إسماعيل الثوابته: "قسماً بالله العظيم لن تسقط رايتنا، وسننتصر على الاحتلال، وسيزول من أرضنا، ويتحرر المسجد الأقصى، حتى لو تكالب علينا العالم".

وهذا مقاوم فلسطيني حيا صمود غزة، وأهلها، وبسالة أبطالها، بمداد دمه ، قائلاً: " شكراً غزّة علَّمتِ العَالمَ أن الأزمات تُسقِط الأقنعة، وتكشف الوجوه على حقيقتها، فكم من كتف حسبناه صالحا للاتكاء فإذا هو هشٌّ.. أرادتها غزَّة معركة، وأرادها الله فاضحةً كاشِفة، تساقط فيها كثيرون، حُكّام وأنظِمَة وشيوخ وأمراء ومُطبّعين، بل ومتآمرين مُوغِلين في دمَائنا"..

لتذكير ضمائر العرب المتصلة والمنفصلة والمستترة أن حصيلة حصاد موتى العدوان الصهيوني المستمر على غزة لليوم ال 400 ، ارتفعت اليوم ، إلى 43 ألفا و560 شهيدا، وأكثر من 120 ألف جريح ومفقود.

وحسبنا الله ونعم الوكيل.. الرحمة للشهداء، والشفاء للجرحى والمرضى، والشبع للبطون الجوعى، والكسر لقيود الأسرى، واللعنة على العرب.

* المقال يعبّر عن رأي الكاتب