الحرب في اليمن.. النزاعات تزداد مرارا وتكرارا
بقلم: هالة كودماني
( صحيفة “لا ليبراسيون” الفرنسية– ترجمة : وائل حزام– سبأ)
منذ فترة طويلة و” النزاع الكبير” مستمر في اليمن، في حين يبدو أن صراعات النفوذ والحروب المصيرية تفجرت في هذا البلد الذي يعاني الألم.
في عدن، العاصمة المؤقتة للحكومة اليمنية، تغيرت القبضة عليها ثلاث مرات خلال اربعة وعشرين ساعة, فقد شهدت المدينة اشتباكات مميتة بين اليمنيين في جنوب البلد بين الحلفاء الذين كانوا يقاتلون جنبا إلى جنب لمدة خمس سنوات في مواجهة التمرد في الشمال.
شهدت عدن مواجهات مفتوحة بين ركيزتين اساسيتين في التحالف العربي – المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة- اللتان تدخلتا لمدة خمس سنوات لاستعادة الحكومة الشرعية. ويبدو أن الحروب الفرعية والصراع من أجل النفوذ الذي ظل طويلا وراء النزاع الكبير الذي تشهده اليمن، تفجر في الوقت نفسه في وضح النهار وبأبعاده القبلية والمحلية والإقليمية.
غارات جوية لدولة الامارات العربية المتحدة:
تلخص الوضع في عدن، كارولين سيجوين، رئيسية برنامج اطباء بلا حدود في اليمن بالقول أن “الوضع فوضوي للغاية”, وقالت أن “يوم الاربعاء كان يوما مرعبا, كان هناك قتال كثيف في مدينة عدن، وغارات جوية لطيران الامارات, لم نكن نعرف من كان, كان هناك ثمة فوضى تامة”.
خلال اليومين الاخيرين، وجدت المدينة الساحلية الواقعة في جنوب اليمن نفسها في قلب هجمات اخوية وهجمات مضادة، بين الانفصاليين الجنوبيين والقوات الموالية لحكومة الرئيس عبده ربه منصور هادي المعترف به من قبل المجتمع الدولي.
وفي صباح يوم الاربعاء، اعلنت القوات الحكومية الموالية للرئيس هادي استعادة السيطرة على مدينة عدن ومديريتها التي تم طردهم منها في 10 اغسطس, ولكن بعد ساعات قليلة، كما عودة فيلم، استعاد الانفصاليون الذين يتجمعون تحت اسم المجلس الانتقالي الجنوبي الداعيين إلى استقلال الجنوب معقلهم.
وفي صباح يوم الخميس، سيطر المجلس الانتقالي الجنوبي ” بشكل كامل على مدينة عدن ومداخلها “، وفقا لما اكده متحدث المجلس الانتقالي, وكما اكدت المسؤولة في برنامج اطباء بلا حدود في اليمن، فقد” تنزه قائد المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي، ورجاله في شوارع عدن يوم الخميس”.
تسارعت عملية الاستعادة الاخيرة لمدينة عدن من قبل الانفصاليين من خلال الدعم الذي لاقوه من الغارات الجوية الاماراتية ضد القوات الموالية للحكومة، المدعومة من قبل المملكة العربية السعودية.
وهذا الاجراء يؤكد المعارضة الحاصلة بين الدولتان اللتان تعدان حلفاء استراتيجيين منخرطين في تحالف دعم الشرعية في اليمن منذ العام 2015 ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من قبل ايران والذين يسيطرون على جزء كبير من البلد بما في ذلك العاصمة اليمنية صنعاء.
توترات جديدة في المنطقة:
إن الخلاف بين الرياض وابو ظبي يدور حول دعم الاحزاب اليمنية في الجنوب على ارض الواقع, حيث لا ينقص اليمنيين انقسامات اخرى ابدا، خاصة حول الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الذي يتخذ من العاصمة السعودية الرياض مقرا له، لكن الامارات ترفض ذلك.
في الواقع، تدعم المملكة العربية السعودية حكومة هادي بينما تدعم الامارات العربية المتحدة القوى الانفصالية في الجنوب.
يعيش اليمن منذ العام 2015، في حالة حرب والتي ولدت بسبب المواجهة بين الولايات المتحدة الاميركية وايران، جعلت الوضع في اليمن اكثر ارباكا, ومنذ ذلك الوقت، والمدنيون اليمنيون هم الضحايا الرئيسيون في هذه الحرب.
وخلال الـ 48 ساعة الماضية، ادخل عشرات الجرحى إلى مستشفى عدن الذي يديره برنامج اطباء بلا حدود في اليمن, وتقول مديرة البرنامج، كارولين سيجوين، أن “السكان مرعوبين ومرتبكين تمام, ولا احد يعرف إلى أين هم ذاهبون”.