محمد علي القانص*

عملية السبت التي نفذتها طائرة مسيّرة أطلقها حزب الله باتجاه الأراضي المحتلة، واستهدفت منزل رئيس حكومة الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، تمثل رسالة واضحة مفادها أن مرحلة التصعيد التي أعلنها حزب الله متعددة المسارات والاتجاهات، وستكون الأشد والأكثر تأثيراً على العدو الصهيوني، ومن أولويات المرحلة تتبُع واستهداف القيادات السياسية والعسكرية والأمنية بإسرائيل، وقد أثبتت العملية قدرة مجاهدي المقاومة الإسلامية في لبنان على اختراق أمن الكيان المؤقت الذي اعترف بفشله في إسقاط المسيّرة التي أصابت هدفها بدقة عالية، وأوقعت انفجاراً كبيراً في عمق منزل المجرم نتنياهو.

صحيفة «معاريف» العبرية، وغيرها من وسائل إعلام العدو، اعتبرت أن استهداف منزل نتنياهو في قيساريا جنوب حيفا المحتلة بطائرة مسيّرة، فشلاً أمنياً خطيراً للغاية، فيما تحاول بعض الصحف والأقلام الخليجية والعربية الموالية للكيان المؤقت التقليل من حجم العملية التي أثبتت -وفق محللين- أن الترسانة العسكرية والدفاعية والأمنية لقوات الاحتلال أوهن من بيت العنكبوت، وأن حزب الله تجاوز كل الخطوط الحمراء، وأعلن النفير بشكل غير مسبوق.


«إسرائيل»، التي تتبجح بقدراتها الدفاعية تسقط أمام مسيّرة فريدة من نوعها طالت منزل نتنياهو، وستشهد الأراضي المحتلة في الأيام القادمة معارك لا تبقي ولا تذر، فاليوم أصبح قادة العدو في حالة من الرعب وتحت مجهر مسيّرات مجاهدي المقاومة الإسلامية، ناهيك عن التصعيد القوي في معارك البر بجنوب لبنان، حيث فشل العدو في التقدم حتى شبراً واحداً، وذاق الويل من فوهات البنادق ورشقات الصواريخ التي أطلقها المجاهدون، مما كبد العدو خسائر فادحة.

ضربة منزل نتنياهو لاقت ارتياحاً شعبياً واسعاً في أوساط أحرار الأمة الإسلامية والعالم، وأحزنت في الوقت نفسه الأنظمة العربية العميلة والمطبعة، التي لا همَّ لها سوى إرضاء سيدها نتنياهو والحفاظ على كراسي الحكم.

الغريب في الأمر أن الكثير من المنافقين لم يشنوا حملة تقلل من شأن الأمن «الإسرائيلي» الذي يمتلك أحدث أنظمة الدفاع الجوي في العالم، كما شنوا حملة تشويهية على إيران حينما استُهدف إسماعيل هنية في طهران، فيبدو أنهم لا يتحركون إلا في موضع يخدم «إسرائيل».

في المقابل يوجه مجاهدو حركة حماس الضربات المؤلمة للعدو بحزم وصرامة منقطعة النظير، رغم فقدانهم القائد المجاهد الشهيد يحيى السنوار، الذي نال وسام الشهادة بكل جدارة، وهذا يعني أن مسيرة الجهاد مستمرة وأن ثقافة الاستشهاد راسخة في قلوب المقاتلين في سبيل الله، وأن دماء القادة وقود تحرق الأعداء وتحقق النصر الموعود بإذن الله.

وستشهد الأيام القادمة معارك تشفي صدور قوم مؤمنين؛ لأن اليهود معروفون بالجبن في ميادين القتال، ويعوضون خسارتهم باستهداف المدنيين العزل، وهذا لا يحقق لهم أهدافهم فحسب بل يثبت للعالم خبثهم ووحشيتهم.


* المقال نقل من موقع لا ميديا ويعبر عن راي الكاتب