"Workers World": أبطال مجهولون في الدفاع عن لبنان وفلسطين
الكاتب: ريتشي ميرينو*
موقع "Workers World" ينشر مقالاً للكاتب والناشط الحقوقي ريتشي ميرينو، يتحدث فيه عن دور سوريا والعراق واليمن في مساندة المقاومة في لبنان وغزّة ضد الاحتلال الإسرائيلي وحربه الوحشية.
أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية:
تُقدّم سوريا والمقاومة الإسلامية في العراق تضامناً استثنائياً ومُساعدات حيوية إلى لبنان، في مُواجهة الهجمات الإرهابية الإسرائيلية والقصف العشوائي الذي يستهدفُ الآمنين الأبرياء.
ويُشكّل السوريون والعراقيون القوى غير المرئية لعمق الجبهة اللبنانية وتعزيز صُمود اللبنانيين ودعم المقاومة وحزب الله في دفاعهم عن البلاد. وفي حين كثّفت المقاومة العراقية من عملياتها الهجومية إلى جانب اليمن وإيران ضدّ الكيان الصهيوني، عزّزت سوريا جُهودها الإنسانية، وأعطى الرئيس السوري بشّار الأسد الأولوية لمساعدة المدنيين اللبنانيين النازحين من جرّاء العدوان الإسرائيلي الوحشي. وحشدت الحكومة السورية الجديدة برئاسة محمد غازِي الجلّالي لضمان الدعم الفوريّ للبنان.
تعبئة الأسد الاستراتيجية للمساعدات الدفاعية والإنسانية
وفي كلمته أمام الحكومة السورية أوعز الرئيس الأسد إلى الوزراء، "الوقوف إلى جانب أشقّائنا في لبنان في جميع المجالات والقطاعات من دون استثناء أو تردّدٍ، واعتبار هذا الأمر أولويّة الأولويّات".
كذلك، سهّل مسؤولو الأمن السوريين عُبور الحدود لمئات النازحين اللبنانيين، بإطار الالتزام الرسمي السوري بحمايتهم، حيث أصدرت وزارة الصحّة تعليمات لجميع مستشفيات سوريا في المناطق الرئيسية بتقديم خدمات الطوارئ والتشخيص المجّانية للبنانيين. كما يقوم "الهلال الأحمر العربي السوري" بتوزيع الإمدادات الأساسية عند النقاط الحدودية، ما يضمنُ العبور الميسر للنازحين.
في الوقت عينه، عزّزت سوريا من جُهودها العسكرية بالتوازي مع المساعدات الإنسانية، وصدّت الدفاعات الجوية السورية بنشاط الصواريخ الإسرائيلية التي تستهدف مدينة طرطوس الساحلية في شمال غرب سوريا، ما يدلّ عَلى قُدرة دفاعية قوية. كما تُزوّد دمشق المقاومة اللبنانية بتقنيات عسكرية وعتاد حيويّ في مُواجهتها مع الاحتلال الإسرائيلي. فالتحالف بين سوريا وحزب الله قديم ومتين وصلب. رجال المقاومة انخرطوا مع الجيش العربي السوري في الدفاع عن سوريا بوجه هجمة القوى الإرهابية المموّلة والمسلحة من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وإسرائيل بهدف إسقاط الدولة السورية. والجدير بالذكر أنّ الشهيد القائد البارز في حزب الله مصطفى بدر الدين، اضطلع بدور هامّ في حماية القرى المسيحية في سوريا من غزوات المنظّمات الإرهابية من "داعش" إلى "النصرة" وسواهما من الظلاميّين والأدوات بيد أعداء البلاد.
العراق مساهمة عسكرية ومساعدات إنسانية للدفاع عن فلسطين ولبنان
العراق كما سوريا، فقد ساهمت عمليّات المقاومة العراقية في تنفيذ ضربات بطائرات من دون طيّار على أهداف استراتيجية للكيان الصهيوني. واستهدفت المقاومة الإسلامية في العراق قواعد الاحتلال الإسرائيلي في غور الأردن والنقب ومرتفعات الجولان وأمّ الرشراش المحتلّة، ولا تزال العمليات الهجومية مُستمرّة بتزايد كجزء من استراتيجية أوسع لمحور المقاومة للدفاع عن فلسطين ولبنان، ولمواجهة المجازر التي ترتكبها "إسرائيل" ضدّ المدنيّين الأبرياء.
وبناءً على توجيه من آية الله العظمى السيّد علي السيستاني، بادر العراق أيضاً إلى تقديم قوافل المساعدات إلى اللبنانيين والفلسطينيين، في وقت تتفانى المقاومة العراقية بتسديد اللكمات القوية لإسرائيل الصهيونية المُجرمة.
الوحدة الاستراتيجية لمحور المقاومة
إنّ الإجراءات التي اتّخذتها كلّ من إيران والعراق ولبنان وسوريا واليمن، تُجسّد الدعم الثابت والموحّد لغزّة، ولمقاومتها العدوان الصهيوني الذي لا يمكن صدّهُ إلّا بوحدة ساحات المقاومة الضرورية، والتي تستهدفها الولايات المتّحِدَةُ والصهاينة في محاولات بثّ الفتنة والانقسامات الطائفية بين أبناء المنطقة، في وقت تُدرك قُوى المقاومة أنّ تنوّعها ووحدتها هي مصدر قوّتها، وهي الطريق لتحرير فلسطين والعالم من الصهيونية والهيمنة الإمبريالية.
حزب الله، موقفه جذريّ وصارم بالوقوف إلى جانب الفلسطينيين، وقدم تضحيات هائلة وقوافل من الشهداء، ويتحمّل تكاليف كبيرة وهو مستمرّ على نهج أمينه العامّ الشهيد السيّد حسن نصر الله بوجوب وقف إطلاق النار في غزّة أوّلاً ثمّ على جميع الجبهات، وبغير ذلك لن يحدث إطلاقاً.
إنّ الهجمات الإرهابية الإسرائيلية وحملات القصف العشوائية بالصدمة والرعب التي تستهدف المدنيّين لن تُحقّق أهدافها. يجب النظر إلى الصراع من خلال عدسة حرب الاستنزاف، حيث يستخدم محور المقاومة تكتيكات وضربات دقيقة لتقليل الخسائر في صُفوف المدنيّين وتجنّب الحرب الشاملة. هذه الاستراتيجية طويلة الأجل تصعّد الصراع تدريجياً لردع "إسرائيل"، لكنّها تتطلّبُ الحفاظ على رباطة الجأش، على الرغم من استفزازات الكيان الصهيوني والمصاعب التي تُواجهها الشعوب المستهدفة.
فقوى المحور ترى أنّ الوقت يجري لصالحها، وإنّها تهدف إلى كسب الحرب، وليس فقط المعارك الفرعية، ومن خلال التركيز على الحرب النفسية، واستغلال عجز المحتلّين الغربيين عن تحمّل ظروف دون المستوى المقبول لهم، ما سيدفعهم إلى الفرار، في حين يظلّ الفلسطينيون أصحاب الحقّ فوق أرضهم.
* المادة المترجمة نقلت من الميادين نت بتصرف