حصيلة العدوان البري "الإسرائيلي" على لبنان.. صورة هزيلة بثمنٍ مرتفع
السياسية:
عاجزًا يبدو جيش العدوّ، وهو يحاول لملمة ما تبقى من هيبة جيشه التي سُحقت على مدار عام كامل ابتداءً من صبيحة السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 مع انطلاق معركة طوفان الأقصى.
وفي الذكرى الأولى للعملية الفلسطينية المجيدة، تعامدت مجددًا نيران جبهة المقاومة في سماء فلسطين مشكّلةً صورةً واضحةً لما آل إليه الكيان من عجز ووهن، تصديقًا لما وصفه الشهيد السيد حسن نصر الله في الاقتباس القرآني:" أوهن من بيت العنكبوت".
وفي معركة الصورة، يجهد جيش الاحتلال في محاولة إظهار أيّ صورةٍ لإنجاز يقدّمه لمستوطني الكيان سعيًا لمحو صورة الهزيمة التي ثُبتت في معركة طوفان الأقصى وجبهاتها المساندة، مستعينًا بأدوات تبدأ من الكذب، ولا تنتهي بالفبركة.
وبالتزامن مع العملية البريّة التي أطلقها جيش العدو في جنوب لبنان، ظهرت عدّة مقاطع مفبركة نشرها جيشه لما أسماها "الغنائم من مقرات حزب الله"، فيما فضحت بعض الثغرات زيف تلك الصور.
الثغرة الأولى: مشاهد قديمة
نشر جيش العدو في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر 2024 مشاهد ادّعى أنها لمنشآت عسكرية وأنفاق هجومية تابعة للمقاومة، واستعرض فيها مخازن أسلحة وغرفًا قيادية وأخرى لوجيستية وعملياتية.
وفي اليوم نفسه، أصدرت العلاقات الإعلامية في حزب الله بيانًا أكّدت فيه أنّ هذه المشاهد تأتي "في إطار الحرب النفسية والدعائية المكشوفة" مؤكدّةً أن هذه الأفلام "قديمة للغاية ولا علاقة لها بأي عمل عسكري حالي عند الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة".
الثغرة الثانية: غنائم مدسوسة
نشرت المنظومة الدعائية في جيش العدوّ مشاهد لما قالت أنّها غنائم صادرتها قوّات العدوّ في أثناء عملها في جنوب لبنان، لكن المضحك كان أنّ من بين الأسلحة المعروضة رشاشاً حربياً من نوع كلاشنكوف AK-47 فضّياً وأزرق اللون، إذ يتّضح مباشرةً أنّه لا يعود لقوّة عسكرية مجهّزة على مستوى عالٍ، بل لهاوٍ في جمع واقتناء الأسلحة وتزيينها.
كما ظهرت في المقطع نفسه، بندقية قديمة من نوع "بورسعيد"، وهي النسخة المصرية من بندقية رشاشة سويدية الصنع تم إنتاج أول نسخة منها عام 1945 وسُميّت "كارل جوستاف" قبل أن تخرج من الخدمة عام 1965، بما لا يدع مجالًا للشكّ أن النسخة التي ظهرت في مقاطع العدو الدعائية ليست من الأسلحة التي قد تتوافر في مواقع عسكرية حدودية تابعة للمقاومة.
وإلى جانب الرشاش الملوّن والسلاح القديم، ظهر في المقطع الذي نشره جيش العدوّ بندقية سوفيتية قديمة من نوع " SKS SIMINOV 45" صُنعت عام 1945 وما لبثت أن خرجت من الخدمة بعد أعوام قليلة بعد أن أثبتت النسخة الأحدث من البنادق السوفيتية AK-47 كفاءتها.
وفي صورة تعيدنا بالذاكرة إلى عدوان تموز عام 2006، ظهرت في المقاطع التي وزعها جيش العدوّ مؤخّرًا أسلحة صيد من عيارات مختلفة، وهي تتواجد في كلّ بيت ريفيّ جنوبيّ ناءٍ كتلك التي دخلها العدوّ على بعد أمتار من الحدود.
الثغرة الثالثة: التكرار
نشر جيش العدوّ في الخامس من تشرين الأول/ أكتوبر 2024 صورةً لسلاح قاذف للقنابل من عيار40 MM موضوعًا على شبّاك ادّعى جيش العدو أنّه مصوّب نحو الأراضي المحتلة.
ثمّ ظهر السلاح نفسه في مقطع آخر نُشر في اليوم التالي، 6 تشرين الأول/أكتوبر 2024، موضوعًا عند باب أحد المنازل وموجّهًا نحو الخارج، وادّعى جيش العدوّ مجددًا أنّه وُجد بعد التقدّم المزعوم لقوّاته في قرى جنوب لبنان.
وظهرت علامة تطابق السلاح بين الصورتين في كلمات كُتبت على قاعدة التثبيت، وهي "ذوالفقار+جواد" ويمكن ملاحظتها بوضوح في المادّة التي وزّعها العدوّ على مدى يومين.
ثمن الصورة
ومع هزالة المشهد الإسرائيلي، تكبّد جيش العدوّ خسائر هائلة في العديد والعتاد، خلال أيام قليلة من القتال البريّ، وفي الأمتار الأولى من الأراضي اللبنانية، حيث بنى أبناء عديسة وكفركلا بيوتهم.
حتى الأمتار القليلة لم تكن نزهة لجيش العدو، حيث خسر فيها أكثر من 25 ضابطًا وجنديًا فيما أصيب 130 آخرون، بحسب ما كشف ضابط ميداني في المقاومة الإسلامية، السبت 5 تشرين الأول/أكتوبر 2024.
وفجر اليوم نفسه، كان قد كشف ضابط في غرفة عمليات المقاومة الإسلامية عن ثمن الصور التي نشرها جيش الاحتلال بالقول: "بهدف الحصول على هذه الصور التي يحتاج إليها بشدّة نتنياهو المأزوم، كان الثمن أكثر من 20 قتيلاً وجريحاً في صفوف جنود النخبة، الأمر الذي أجبر الرقيب العسكري "الإسرائيلي" على إخفائه والتعتيم على الحدث".
وبعد أسبوع على العملية البريّة الإسرائيلية، تتكشّف حقيقة أنّ ثمن كل صورةٍ على التراب اللبناني ستكون باهظة على الاحتلال وجيشه. وإذا كان التوغل لعشرات الأمتار قد أخرَج نحو 150 جنديًا وضابطًا من الخدمة، فكيف سيبدو المشهد إذا قرر العدو توسيع القتال؟
* المادة نقلت حرفيا من موقع العهد الإخباري ـ علي الهادي كعور