أحمد يحيى الديلمي ——————

 

يبدو أن المواقف المتخاذلة ستجعلنا دوماً بحاجة إلى التذكير بالقيم والأخلاقيات التي يجب أن يلتزم بها الإعلامي عند خطابه للجماهير ، حينما أقول الإعلامي أعني كل العاملين في مجال الإعلام بقنواته ونوافذه المرئية والمسموعة والمقروءة ، لأننا في كل مساء وصباح نُواجه بغثاء من الكلام البذيء والأخبار الملفقة والتقارير الكاذبة التي تُسطع الرؤوس وتستفز المشاعر بدعوى أنها تنقل الحقيقة وهي بعيدة كل البعد عن هذه الحقيقة ، فكما ظللنا لأكثر من عام نسمع عن سقوط هذه المدينة أو تلك ثم يتضح للعالم أن هذه الأخبار مزيفة ولا تمت إلى الحقيقة بصلة ، اليوم يأتي السيناريو الذي نستمعه طوال أكثر من شهر عن الحديدة والساحل الغربي ، حتى أن كبيرهم الذي علمهم السحر وهو الناطق باسم البنتاغون الأمريكي بشر بسقوط الحديدة خلال ساعات في يوم من الأيام ، ويا للغرابة هذا الناطق بذاته هو الذي أعلن بالأمس أخبار أخرى فضحت المرتزقة والعملاء ومثلت فضيحة مدوية للإمارات التي صدقت بأنها اصبحت دولة استعمارية ودولة ذات نفوذ وقوة يمكنها أن تغزو بلاد الآخرين ، إنها قمة المهزلة !! فالناطق باسم البنتاغون قال في أخر تصريحاته : أن الإمارات طلبت من أمريكا دعماً مباشراً لكي تتمكن من استعادة الحديدة ، أكرر استعادة الحديدة هذه الدولة البغي الطارئة على الحياة تخيلوا تريد استعادة الحديدة ممن تستعيدها ؟ ولمن تستعيدها ؟ إنها فعلاً مفارقات عجيبة دعونا نستمر مع الناطق الأمريكي فلقد قال أن الإمارات طلبت من بلاده دعماً قوياً يمكنها من استعادة المدينة كما زعمت أو كما قال الناطق ، وفي نفس الشريط الأخباري لقناة الحرة الأمريكية ورد خبر يقول أن لأمريكا خبراء عسكريين في الساحل الغربي يديرون المعركة وكأنه يقول أنكم أيها المعتدون تتحدثون عن المستحيل وتطلبون المستحيل فنحن معكم في الساحل الغربي بعدتنا وعتادنا ، لكنا جميعاً فشلنا في تحقيق هذه الغاية ، وفشلت كل مساعينا تحت ضربات رجال الرجال من الأبطال الميامين رجال الجيش واللجان الشعبية المدافعين عن أوطانهم المستبسلين في سبيل حمايتها.

هذا الكلام ربما أنه فات على أولئك الذين يسمون أنفسهم محللين سياسيين أو إعلاميين ، إذ لا يزالوا يبشرون بنفس الأخبار والتصريحات الضالة التي لا هدف لها إلا الإرجاف والتضليل والتهويل وإشاعة الخوف في النفوس ، ولا مكان لها في الإعراب على مستوى الواقع ، وكأنهم لم يستوعبوا أبعاد تصريحات الناطق الأمريكي والرسالة التي أراد إيصالها من خلالها ، فلا تزال أحلامهم تتصاعد باتجاه نفس المستحيل وهو الوصول إلى مدينة الحديدة ، علماً أنها أبعد من عين الشمس وأن ترابها الطاهرة مثل مياه البحر ستقذف بكل قدم نجسة أو جيفة نتنه لأنها هي قلب اليمن وعروس بحره ومنفذ حياته ، ونقول لهم كم نشفق عليكم وأنتم سادرون في هذا الغي بعد أن بعتم نفوسكم للشيطان واستسلمتم لبريق المال المدنس ، تسوقون الإشاعات والخزعبلات والأخبار الكاذبة من أجل رضا من يطعمكم ويمدكم بالمال ، يا هؤلاء متى تصحون ؟ وتدركون أن أمريكا هذا الدولة التي تصعد بأحلامكم إلى قمة الهرم سرعان ما تقذف بكم من نفس القمة من أعلى الهرم لتصلوا إلى الأرض وقد تمزقت أحلامكم أشلاءً وتوزعت في أرجاء المعمورة ، متى تصحون ؟ متى تثوبوا إلى رشدكم ؟ وتعرفوا أن الوطن عصي على كل مرتزق وعميل وخائن وأن هذه الأرض الطاهرة ترفض كل من يخونها أو يتنكر لها ، بالله عليكم هل أنتم يمنيين فعلاً ؟!! أم أن المال قد سلبكم الجنسية والمواطنة واصبحتوا مجرد أذناب تتسكعوا في الفنادق وتتشدقوا بأحاديث لا وجود لها إلا في أذهانكم المريضة وعقولكم السقيمة ، يا هؤلاء أصحوا قليلاً ولو إكراماً لشهر الصوم ، ولا تراهنوا كثيراً على الأعداء فهم إنما يتلهون بكم وستكونوا أول الضحايا والقرابين التي يتقربون بها للأمريكان واليهود ، نسأل الله لكم الهداية إنه على ما يشاء قدير .. والله من وراء القصد ..