هل تبحث كلا من المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة عن فوضى مستمرة في اليمن
بقلم:عمار الاشول
( موقع”المونيتور” الأمريكي, ترجمة: انيسة معيض-سبأ)
مع تطور التغيرات في اليمن بسرعة هذا الأسبوع، يثير الوضع تساؤلات حول الأمن والولاء وما سيحدث بعد ذلك. ولكن يبدو أن هناك شيئاً واحداً واضحاً: المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة مصممتان على ضمان مصالحهما في الدولة المستغلة التي مزقتها الحرب.
استمر المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن (STC) في تحقيق الانتصارات هذا الأسبوع، حيث استولى على العديد من المواقع الحكومية والعسكرية في زنجبار، محافظة أبين.
يأتي هذا بعد أن قامت المجموعة الانفصالية بانقلاب عسكري ناجح في 10 أغسطس في عدن، العاصمة المؤقتة للحكومة المعترف بها دوليا.
من جهة أخرى، قال مسئولون أميركيون الأربعاء، إن طائرة أميركية من طراز ريبر أسقطت جنوب الأراضي التي يسيطر عليها الحوثي في اليمن، على الرغم من أنه لم يتضح على الفور من المسئول أو البلد الذي يدير الجهاز.
ذكرت بعض التقارير أن واشنطن تلوم إيران التي تتهمها بدعم الحوثيين. وقال آخرون ببساطة إن الحادث ما زال قيد التحقيق.
الأربعاء أيضاً، وصل وفد برئاسة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي إلى جدة بالمملكة العربية السعودية للمشاركة في المحادثات التي ترعاها السعودية مع الحكومة اليمنية المعترف بها.
لقد ادى الانقلاب إلى انقسام ما كان تحالفاً بين حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعومة من الرياض والمجلس الانتقالي الجنوبي التي تدعمها الإمارات ضد المتمردين الحوثيين الذين أطاحوا بحكومة هادي في عام 2014.
حكومة هادي تحمل دولة الإمارات العربية المتحدة مسؤولية النجاحات الحالية التي حققها المجلس الانتقالي الجنوبي بفضل الدعم المالي والعدة الحربية والتدريب من قبلها، حيث يمتلك المجلس الانتقالي الجنوبي 90000 الفاً من الأفراد العسكريين والأمنيين.
في 7 أغسطس، دعا نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي هاني بن بريك كل هذه القوات إلى الاستيلاء على جميع المؤسسات الحكومية والسيطرة الكاملة على عدن. جاءت دعوة بريك في خضم تعاطف شعبي في جنوب اليمن بعد وفاة قائد الحزام الأمني – الجناح العسكري للمجلس الانتقالي الجنوبي- العميد اللواء منير اليافعي، المعروف أيضاً باسم أبو اليمامة.
قُتل اليافعي عندما أطلق الحوثيون صاروخاً باليستياً وطائرة بدون طيار في عرض عسكري في الأول من أغسطس في مخيم الجلاء في عدن.
ادعى بريك أن القوات الموالية للحكومة تآمرت مع الحوثيين لفترة كافية لتنفيذ الهجوم، وبالتالي خلق ذريعة لشن انقلاب ونشر الفوضى في جنوب اليمن.
كما ادعى وزير الداخلية اليمني أحمد الميسري أن الإمارات نشرت 400 سيارة مدرعة, وانتقد الموقف السعودي من الأحداث في عدن، قائلا إن قواتها في البداية ظلت صامتة فقط لتتبني موقف يتماشى مع أبو ظبي في وقت لاحق: كلاهما عبروا عن “القلق” من تطورات عدن.
لقد أدى الوضع هناك إلى زعزعة وحدة اليمن وأمنه واستقراره، وإلى حد ما يهدد التحالف بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
أصدر المجلس الانتقالي الجنوبي بياناً في 15 (أغسطس) جاء فيه أن “الجنوبيين يسعون إلى إعادة تأسيس دولة الجنوب الفيدرالية المستقلة, هذا خيار واضح لا رجعة فيه.
نحن نعمل على تحرير ما تبقى من وادي حضرموت وبيحان ومكرس وأي منطقة أخرى في الجنوب تعاني من الاحتلال والإرهاب في ظل حكومة هادي.
قال عبد السلام محمد، مدير مركز آباد للدراسات ومقره صنعاء للمونيتور: “إذا استمر التحالف العربي بقيادة السعودية في دعم الانقلابات، فسيكون اليمن عرضة لخطر الانقسام والفوضى, حيث ان تصرفات التحالف في اليمن ستؤثر على استقرار وأمن الخليج.
وقال ايضاً، الذي يعتقد أن أبو ظبي تعارض الربيع العربي، “إن تصرفاتها في جنوب اليمن ليست سوى امتداد لهذه المعارضة ضد الديمقراطية والإسلاميين المعتدلين, وتحقق أبو ظبي أيضاً مكاسب سياسية واقتصادية من خلال زيادة نفوذها كلاعب إقليمي في اليمن.
ستخدم المحادثات بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية في جدة مصالح كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة, وستعمل الرياض على الحفاظ على وجود الحكومة الشرعية في اليمن للحفاظ على شرعية التدخل السعودي والإماراتي في البلد.
وفي هذه الأثناء، سوف تغض الرياض الطرف عن الواقع الجديد الذي فرض في عدن لعدة أسباب، أهمها تقسيم السلطة بينها وبين ابو ظبي.
علمت “المونيتور” من مصادر قريبة من مناطق صنع القرار أن الرياض حريصة على الحفاظ على وجودها في شمال وشرق اليمن، في حين تهتم أبو ظبي بجزر وموانئ البلد في الجنوب.
يريد التحالف السعودي-الإماراتي أيضاً إبقاء الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي على أهبة الاستعداد للحوثيين في أي مفاوضات قادمة.
قواعد اللعبة تتغير في اليمن. ومع ذلك، سيعمل تحالف الرياض- أبو ظبي على وقف المطالب الانفصالية للمجلس الانتقالي الجنوبي، حيث أظهر منذ تدخله في اليمن في مارس 2015 أنه لا يدعم الوحدة أو الانفصال, فهو ليس حريصاً على استعادة الشرعية ولا إسقاط الحوثيين.
بدلاً من ذلك، فإن التحالف يتلاعب بالصراع لإبقاء اليمن ضعيفاً وجني الفوائد الاقتصادية والجيوسياسية الناتجة عن ذلك.
*عمار الأشول، صحفي يمني يكتب في العديد من الصحف اليمنية والعربية، بما في ذلك صحيفة اليمن اليوم، والنهار والأخبار, طالب ماجستير في علم المعلومات والاتصالات في الجامعة اللبنانية في بيروت