د. فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي*

تعيشُ اليمنُ في هذه المرحلة في ظل مشروعَين:- هما المشروعُ القرني والمشروع الغربي؛ فالمناطقُ المحرّرة تعيش في ظل المشروع القرآني الذي أعاد للأُمَّـة عزتها وكرامتها ومجدها بعد أن كانت قد فقدتها بالابتعاد عن دينها وقيمها الأخلاقية.

وما يشعر به اليمنيون من فخر واعتزاز هذه الأيّام يعود إلى هذا المشروع الذي كان دافعاً لهم للإبداع في مجال التصنيع العسكري وتوفير مختلف أنواع الأسلحة التي تحتاج إليها معركتنا اليوم.

والإيمَـان بالمشروع القرآني هو الذي دفع اليمن الحر لاتِّخاذ موقف متميز وقوي؛ دعمًا وإسناداً لإخوتنا في غزة، من خلال منع مرور السفن المشبوهة في البحار القريبة من اليمن، ومواجهة أعتى قوة على الأرض وهي أمريكا دون خوف أَو وجل، ووضعت اليمن شروطاً لتوقيف تحَرّكات قواتها في تلك البحار يجب تلبيتها وهي وقف الحرب على غزة وفك الحصار لإدخَال المواد الغذائية والطبية إلى القطاع، وقد استغرب العالم من موقف اليمن الذي رفض كُـلّ الإغراءات والتهديدات للتراجع عن موقفه، وتساءل الكثيرون عمن يقف خلفه حتى يتخذ مثل هذا الموقف الذي لم تتجرأ أية دولة على لاتِّخاذ مثله، ولكل من يتساءل نقول: إن التمسك بالمشروع القرآني الذي غرس في نفوس أتباعه الثقة بالله وبنصره في مواجهة أعداء الأُمَّــة هو الذي خلَقَ الموقفَ اليمني.

وأما المشروع الغربي فيعيش في ظله اليمن المحتلّ الذي رهن مستقبلَه وسلَّمَ قرارَه لأعداء الأُمَّــة أمريكا وأتباعها، ومن خلال مقارنة بسيطة نجد الفارق بين ما يعيشه اليمن الحر من عزة وكرامة وبين ما يعيشه اليمن المحتلّ من ذل وهوان، ومِمَّا يدل على ذلك أن أمريكا فرضت على مجلس قيادته اتِّخاذ قراراتٍ تآمرية على الشعب اليمني في الجانب الاقتصادي والسياسي، وأول من تضرر منها سكان المناطق المحتلّة، وهذا المجلس المفروض على اليمنيين لا يستطيع اتِّخاذ أي قرار إيجابي لصالح اليمنيين في القضايا المطروحة للنقاش مثل السلام والاقتصاد والأسرى دون موافقة من أولياء الأمر.

ومن الغريب أن هذا المجلس يحارب بكل قوته لإعادة اليمن إلى الهيمنة الأمريكية والوصاية السعوديّة؛ بمعنى آخر يسعون لإعادة الشعب اليمن إلى عبودية أمريكا والسعوديّة، بعد أن قدَّمَ اليمنُ آلافَ الشهداء للتحرّر من تلك العبودية.

وهذا هو الفرقُ بين المشروع القرآني الذي يسعى لتحرير الأُمَّــة، والمشروع الغربي الذي يسعى لإعادة الأُمَّــة إلى الحضيرة الغربية.

* المصدر : صحيفة المسيرة
* المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه