إذاُ أردت السلام عليك ان تستعد للحرب
د. شعفل علي عمير*
هذه المقولة المشهورة لأحد المفكرين الفرنسيين توحي بأن السلام لا يتحقق الّا اذا امتلكت القوة وهو ما يسمى بتوازن الردع وهنا تجدر الإشارة إلى ضرورة أن تمتلك أي دولة القوة التي تدافع بها عن نفسها ان لإمتلاك اي دولة في العالم للقوة يعد من اهم مقوماتها ذلك لإنها بهذه القوة ترسل الرسائل إلى القوى الطامعة بأنها ليست في وضع يسمح لإعدائها بالاعتداء عليها وما تشهده الأحداث في العالم لهو دليل على صدق هذه المقولة المشهورة.
وعلى النقيض من ذلك فإن الدولة التي تعتمد على دول اُخرى في حمايتها فإنها حتماً ستكون في محيطها الإقليمي والدوليِ فاقدة لسيادتها الحقيقية بل ان هذه الدولة معرضه لأطماع وابتزاز من اوكلت اليهم حمايتها واعتمدت على مقدراتها المادية في تمويل حاميها فينطبق عليها المثل القائل،{ حاميها حراميها}.
وهنا برزت حكمة القيادة اليمنية عندما اخذت على عاتقها مبدأ امتلاك مقدرات القوة كأحد ركائز الدولة اليمنية الحديثة ابتدأت اليمن في بناءِ قدراتها من الأهتمام ببناء الإنسان أولاً ففعلت فيه جانب الثقة بالنفس والاعتماد على الذات فألغت في ذاته جانب الأنبهار بالاجنبي ليكون هو محل انبهار الآخرين وهذا ما حدث فعلاً إن ما وصل اليه الإنسان اليمني يعد إعجازاً لهذا العصر فقد تفتق العقل اليمني وتوسعت مداركه فازداد طموحه فأصبح اكثر ارتباطاً بالله وبوطنه بعد ان كان يخجل من انتماءه لهذا الوطن كل هذا التغيير ما كان ليحدث لولا ان الله سبحانه وتعالى هيأ لهذا الشعب قيادة حكيمة الهمها الله تعالى الحكمة لتعيد لليمن اصالته في الحكمة التي قال عنها الرسول الأعظم صلوات الله عليه وعلى آله {الإيمان يمان والحكمة يمانية} سعت القيادة الى توظيف الحكمة اليمانية في التصنيع العسكري فأصبح اليمن مصنّع لكل انواع الأسلحة من الذخيرة إلى الصاروخ وذلك ليس للاعتداء على أحد وإنما ليكون اليمن درعاً للأمة والمُدافع الحقيقي عن الدين ومُقدسات المسُلمين.
لا عجب فاليمن هي منبع النور الإلهي وحامي للدين وناصراً لرسوله صلى الله عليه وآله فاستمر هذا النور متجسد في نجدة المستضعفين في غزة اولاً ولن يقف اليمن موقف سلبي في حال تعرضت أي دولة إسلامية لأي اعتداء او مظلومية من دول الإستكبار العالمي فقد اثبتت الأحداث بأنها قد استخدمت لنجدة أهلنا في غزة ما لم تستخدمه اثناء العدوان على اليمن وواجهت كل قوى الإستكبار العالمي واذيالهم في المنطقة وحيدة لا يساندها غير دعاء المظلومين وابتهال الشرفاء من أبناء الأمة.
*كاتب يمني
* المصدر : رأي اليوم
* المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه