السياسية || محمد محسن الجوهري*

الخروج الجماهيري في كل الساحات اليمنية هو التعبير الفعلي عن جوهر الشعب اليمني، وقلبه النابض الذي طالما أكد، ويؤكد باستمرار، بأن انتماءنا للإسلام والأمة الإسلامية لا يخضع للابتزاز أو المساومة، رغم حجم التآمر والخيانة من قبل البعض من عبدة المال في بلادنا.

ولولا تلك المسيرات الشعبية الحافلة لكان موقف الإعلام العفاشي والإخواني يصور للداخل والخارج أن عملياتنا البطولية نصرةً لغزة لا تمثل الشارع اليمني، وأنها تمثل فقط فئة محدودة، كما دأبت أبواقهم الفتنوية المساندة لكل عدوانٍ خارجي على شعبنا.

كما أن مسيراتنا الشعبية أثبتت للعالم أجمع أن خصوم أنصار الله لا يملكون أي انتماء إسلامي أو وطني، كما كانوا يزعمون بالأمس، وليسوا سوى مجاميع من الخونة والمأجورين، وأنهم على استعداد لتبديل مواقفهم المعلنة مرات ومرات، حسب رغبة السفير الأمريكي، الذي يدير تلك المكونات السياسية في البلاد، حتى القيادات السياسية منهم، قبل ثورة ٢١ سبتمبر المباركة.

إضافة إلى كل ذلك، فإن الساحات المكتظة أسبوعياً بالجماهير، تشكِّل في حد ذاتها، موطئاً يغيظ الكفار بمختلف تشكيلاتهم وعناوينهم، وليس سوى أعداء فلسطين والأمة الإسلامية يعادون ويعارضون المسيرات الشعبية المناهضة للكيان الصهيوني وجرائمه المروعة بحق غزة.

ومع ما نشاهده من قمعٍ المرتزقة لكل تحركٍ شعبي مساندٍ لغزة في عدن ومأرب وغيرها من المحافظات المحتلة، بات من الواضح أن فصائل المرتزقة المهيمنة هناك، اختارت الوقوف العلني إلى جانب الكيان الصهيوني، وهي الفصائل نفسها التي بادرت بتأييد العدوان السعودي على بلدنا قبل تسع سنوات، ولا غرابة في ذلك بالنسبة لنا، فمن باع وطنه وأهله للأنظمة العميلة في الرياض وأبوظبي، فلن يتورع عن بيعها مجدداً لواشنطن وتل أبيب، ولن تكون -عندها- القضية الفلسطينية من الثوابت في قاموسه الملبد بالخيانة والمتاجرة بالدين والوطن.

* المقال يعبر عن رأي الكاتب