السياسية || هاشم أحمد شرف الدين*

أظهرت تجربة زورق "طوفان 1" الانتحاري المسيّر - اليمني الصنع - قدراتٍ تدميريةً هائلة، حيث تمكّن من استهداف وتدمير هدفه البحري المفترض بدقة عالية، ما يعكس مستوى التطور في التقنيات العسكرية اليمنية.

لقد بدى "طوفان 1" أحد إبداعات الهندسة العسكرية الحديثة، فهو زورق رشيق وسريع، مصمم للإبحار في المياه الغادرة بسهولة ودقة.

أما هيكله المصنوع من مادة مركبة فريدة فقد جعله خفيف الوزن ومتيناً في الوقت ذاته، وبشكلٍ مذهل. إنه قادر على تحمل أشد التيارات البحرية.

ويكشف نظام دفع القارب أنه مدعوم بمحرك متطور يمنحه سرعةً فائقة وقدرةً على المناورة، مما يجعله قوةً تدميريةً هائلة لا يستهان بها.

وتكشف المشاهد أيضاً أن حمولة القارب، وهي عبارة عن عبوة ناسفة ضخمة، قد تم تصميمها بعناية؛ لإلحاق أكبر قدر من الضرر بالهدف.

بالنسبة للقوة التدميرية للانفجار فقد كانت كافيةً وزيادة، على تدمير أي سفينة تتجرأ على مخر عباب البحر الأحمر نحو العدو الإسرائيلي في فلسطين.

لقد تم التفجير بواسطة نظام متطور للتحكم عن بعد، مما سمح للمشغّل - لا شُلَّت يداه - بإطلاق العنان للزورق من مسافةٍ آمنة.

إن هذا الكشف الإعلامي عن تجربة "طوفان 1" يحمل رسائل واضحة. فهو:
١- أظهر قدرة اليمن على الردع والتحدي.
٢- أكد على إصرار القوات المسلحة اليمنية على التصدي للعدوان والحصار الإسرائيلي المفروض على غزة، باستخدام كل الوسائل العسكرية المتاحة.
٣- بعث رسالة تحذير إلى امريكا وبريطانيا ومن معهما في دول تحالف ما يسمى "حارس الازدهار" التي تعتدي على اليمن وتدافع عن الكيان الصهيوني، بأن ورطتهم في هذا العدوان ستتعاظم يوما بعد يوم، أمام تصميم اليمنيين على مواجهة الظلم والاعتداء بكل ما أوتوا من قوة وإرادة.
٤- أرسل رسالة تضامن وتشجيع للشعب الفلسطيني ومجاهديه الأبطال، بأنكم لستم وحدكم وأن تنامي القدرات العسكرية اليمنية سيزيد من قوة الضغط الهادف لإيقاف العدوان والحصار على غزة.

والأهم في هذه التجربة البديعة أنها تأتي في سياق تصاعد نجاحات القوات المسلحة اليمنية في منع وصول سفن البضائع الإسرائيلية إلى الموانئ التي يحتلها الصهاينة في فلسطين.

وإزاء هذا، فليس على الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي سوى استيعاب حقيقة أن المستقبل غير مطمئن أو مؤكد لأي شركة نقل أو سفن تخترق قرار حظر إمداد العدو الإسرائيلي الصادر عن القوات المسلحة اليمنية، وأن هناك شيئٌ واحد فقط واضح هو: سيستمر نمو وتطور قدرات القوات اليمنية، وستكون دائماً على استعداد للدفاع عن اليمن وشعبه وفلسطين وشعبها.
سُجِّرَتِ البحارُ وأُغرِقَتِ السُفن.

* المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه