"أنا بكره إسرائيل"
السياسية || محمد محسن الجوهري*
في عام 2000، وبالتزامن مع أحداث الانتفاضة الفلسطينية الثانية، أطلق الفنان الشعبي المصري شعبان عبدالرحيم أغنيته الشهيرة "أنا بكره إسرائيل"، والتي أثارت زوبعة من ردود الأفعال العربية والدولية، وتسببت بإقالة عمرو موسى، وزير الخارجية المصري، لمجرد ورود اسمه في كلمات الأغنية.
ورغم وضاعة العمل من الناحية الفنية والأدبية، إلا أن عبارة "بكره إسرائيل" قوبلت بموجة من الصخب في الإعلام الغربي، لدرجة أن شبكة CNN الأمريكية اتهمت مصر بالتحريض على "إسرائيل"، وتشويه عملية التطبيع مع الصهاينة، نقلت وكالة أسوشيتد برس عن "كينيث باندلر" المتحدث باسم اللجنة اليهودية الأمريكية قوله إن شعبان عبدالرحيم من رعاة الكراهية.
وقتها أيضاً، أعلن المقر الدولي لمطاعم ماكدونالدز الأمريكية إلغاء التعاقد مع شعبان عبد الرحيم للغناء في إعلان دعائي لسندوتش فلافل تقدمه مطاعم ماكدونالدز في مصر، بعد تقديم جماعة يهودية أمريكية شكوى لسلسلة المطاعم.
ورغم أن موقف الحكومة المصرية كان مخالفاً لموقف الشارع المصري الذي رحب بالأغنية، إلا أن القاهرة تعرضت لضغوطات سياسية من الجانب الأمريكي، انتهب بإقالة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وزير خارجيته عمرو موسى، بعد عشر سنوات أمضاها في المنصب، لا لموقفٍ مشرف اتخذه موسى، بل لأن شعبان عبدالرحيم أورد اسمه في كلمات الأغنية، ما أثار حنق اللوبي الصهيوني.
ومن خلال المقارنة مع تلك الأغنية البسيطة التي لا تشكل موقفاً رسمياً لمصر، يتضح لنا حجم الخطر الذي يمثله الشعب اليمني على مستقبل الكيان الصهيوني، بعد تبنيه للمشروع القرآني المنادي بالموت لـ"إسرائيل" في كل جمعة وجماعة.
فـ"إسرائيل" كيان مؤقت هش، ولا يطيق قادة الكيان سماع أي هتافٍ ينادي بزوالهم، ولو كان عابراً، فكيف بصرخة تمثل موقفاً رسمياً وشعبياً في اليمن، ويترافق معها تعبئة جهادية وعسكرية دائمة ومستمرة، وكلها تعبر عن تحرك عملي لتحرير الأراض الإسلامية من الدنس الصهيوني.
وفي ذلك عبرة كبيرة لمن يجهل قيمة الشعار، وترديده في المناسبات كافة، فهو بمثابة إطلاق الرصاص على صور الصهاينة، كما قال الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي، رضوان الله عليه، وقد صدق في وصفه وصارت الصرخة عنوان يفرز الأمة بين حرٍ شريف ومطبعٍ خائن.
* المقال يعبر عن رأي الكاتب