السياسية || محمد محسن الجوهري*


ما نراه من قمعٍ وحشي للمتظاهرين في الولايات المتحدة الأمريكية، يكشف الوجه الحقيقي لسياسة واشنطن الإجرامية، والتي تؤمن بحق "إسرائيل" في إبادة الشعب الفلسطيني، وغير الفلسطيني، وأن الإدارة الأمريكية حاضرة بكل قوتها لقمع أي تحرك قد يزعج اليهود، ويمنع إبادتهم للنساء والأطفال.

وتحاول إدارة البيت الأبيض إجبار الشعب الأمريكي بأن يتبنى توجه المشروع الصهيوني اليهودي، والذي يؤمن بأن له الحق في إبادة المسلمين، ونهب أرضهم وممتلكاتهم، وقد أثبتت الوقائع مستوى الحقد الذي يحمله الأمريكان للشعوب المسلمة، وهو ما حذرنا منه القرآن الكريم قبل 1400 سنة.

أمّا الحديث عن السلام، فهو خدعة كبرى تقتصر على إقناع الضحية من المسلمين وغيرهم بوجوب قبول الهيمنة الأمريكية الصهيونية، وتبرير جرائمهم بحق الشعوب المستضعفة، وفي مقدمها الشعب الفلسطيني، ولكن إذا تعارض الحديث عن السلام مع جرائم "إسرائيل"، فإن أمريكا لن تقبل حتى بمظاهرة سلمية تطالب بوقف تلك الدموية التي تطال النساء والأطفال الرضع.

وهذا يؤكد لنا أن كل دعاة السلام من أبناء جلدتنا، هم عملاء للصهيونية العالمية، وأنهم شركاء في كل جرائم اليهود بحق أبناء فلسطين والأمة الإسلامية عموماً، كما يؤكد بأن الاتفاقيات مع الكيان الصهيوني -التي تحمل اسم سلام- ليست إلا أدوات أمريكية لتسهيل إبادة الشعب الفلسطيني، كما هو حال (اتفاقية أوسلو) الموقعة عام 1993، والتي تضمنت حق اليهود في الاستيطان ونهب أراضي العائلات الفلسطينية، وقتل كل من يعترض على ذلك بذريعة الإرهاب.

إلا أن تلك الاتفاقية ضمنت بعض المصالح الخاصة لقيادات بعينها في السلطة الفلسطينية، ولذلك ترى أولئك يتشبثون بها ليل نهار، وعلى استعداد تام في التخلي عن القضية والشعب مقابل بقاء تلك الامتيازات الشخصية.

وعلى ذلك جرت سائر الاتفاقيات مع "إسرائيل"، مثل اتفاقية كامب ديفيد مع مصر، والتي كرست بدورها حكم الطغاة لمصر، وحالت دون تحرر شعبها ومنعته من حقه في حكم نفسه بنفسه، ولذلك نرى الموقف المصري صغيراً ومخزٍ عندما يتعلق الأمر بأمنها القومي، أو حماية الشعب الفلسطيني من الجوع والموت.

وفي مواجهة كل ذلك، لا سبيل لنا إلا الرجوع للمنهج الذي يقاتلنا اليهود من أجله، وهو الدين الإسلامي العظيم، الذي أعطانا الحق في دفع الخطر اليهودي، ونبأنا عن كل مخططاتهم ونواياهم بشأن الأمة الإسلامية، وفي ذلك النجاة من خطرهم، وتحرير كامل الأراضي الفلسطينية من الاحتلال الصهيوني.

وعندها فقط نضمن التدخل الإلهي لصالحنا، وقد تجلت مصاديق ذلك في التحرك اليماني الذي اعتمد على القرآن الكريم، وكيف أرهب القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، وباتت أساطيلها عاجزة أمام العمليات المسلحة لقواتنا الباسلة في البحرين الأحمر والعربي، وما بعدهما.

وعلينا أن نتذكر دائماً أن أهل الكتاب يخشون (سيف علي) لا (شعرة معاوية)، ولا غرابة في أن تتوحد اليهودية والفكر الأموي اليوم في مواجهة الإسلام والمسلمين، فالإسلام الحق هو الذي يضمن عزة الأمة، وذلك مرهون بوجوب معاداة اليهود وأوليائهم، ولا سبيل لذلك إلا بتطبيق الإسلام الصحيح تحت راية القرآن وقيادة أعلام الهدى من آل البيت.

* المقال يعبر عن رأي الكاتب