السياسية || محمد محسن الجوهري*

برحيل الرئيس الإيراني الشهيد إبراهيم رئيسي، خسرت الأمة الإسلامية كافة، والقضية الفلسطينية على وجه الخصوص، أحد رجالها الصادقين، ورمزاً من رموز الصمود في مواجهة المشروع الصهيوني، وفي وقتٍ الأمًّة فيه أحوج ما تكون إلى الصادقين من أبنائها.

ولمَن يجهل رئيسي، فإنه من الرموز المساندة للقضايا الإسلامية وفي مقدمها مظلومية الشعب الفلسطيني، ومن أشد الرافضين لتخلي إيران عن دورها في الدفاع عن الثوابت القومية في مواجهة الهجمة الشرسة التي يشنها الصهاينة على الأمة بالتعاون مع العملاء من أبناء جلدتنا، ولا غرابة أن يكون خبر استشهاده مبهجاً لليهود وأدواتهم، فلطالما كانت إيران ورجالها الخيرين شوكة في حلق المشروع الاستعماري، وأدواته المختلفة.

وبرحيل الشهيد رئيسي لا يعني أن المعركة انتهت، وأن الصهاينة قد كسبوا الرهان، بل أن جولة من الحرب انتهت لصالحهم، فيما الأيام المقبلة لا تزال مثقلة بمفاجأت كبرى، أقلها مساندة إيران الدائمة والأبدية للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وهو المنهج الذي التزمت به إيران الثورة منذ تأسيسها على يد روح الله الخميني، والذي بنى دولة إسلامية لا تقبل الهزيمة، حتى برحيله هو شخصياً قبل 35 عاماً من اليوم.

ومع ذلك من الطبيعي أن يترك استشهاد رئيسي أثراً في واقع الأمة، فموته ليس كموت أي زعيم عربي، كالملك السعودي أو رئيس مصر، فقادة إيران - كالجنرال سليماني بالأمس ورئيسي اليوم - هم رجال نذروا حياتهم لصالح الأمة الإسلامية، ولذا فإن الخسارة بحجم الأمة بكلها، وليس على أدنى مستوى من الأهمية، فمن منا يتذكر موت الزعيم العربي هذا أو ذاك، والأيام القادمة ستشهد بعظمة الفارق بين الرحيلين.

* المقال يعبر عن رأي الكاتب